كُلُنا معلمون!!

حين تصلك دعوة لحضور حفل تنتقي أجمل الثياب والماركات حتى تبدو بأبها حُلّة.. ولا تكتمل أناقتك دون مكمّلات الثياب _ الاكسسوارات_ فتلفِتُ الأنظار بجمال هندامك وأختياراتك فيُقال عنك أنيق.. فالثياب هي المهنة والاكسسورات هي ما تملك من مهارات لاتقان عملك وتخصصك فتحمل لقب المهنة التي تعمل بها كمُعلم- اعلامي-عامل نظافة- طباخ وغيرها… صِبغة تحملها وتحمل مسؤوليتها وانعكاسها على الآخرين..
مهنة عظيمة لعظَمةِ المَهمّة لكنها ليست حكراً على أفراد المؤسسات التربوية والتعليميّة والتَعلُّميّة فقط بل كل ما في هذا الكون هو معلِّم!!

أخلاق المعلم

حتى وإنّ كنت تملك من المهارات والتقنيات والشهادات ما يُخوّلك لان “تتوظف” في إحدى المدارس أو الجامعات وتحمل لق معلّم، هذا لا يعني أنك أكتملت لتمارس المهمّة. فامتلاكك للأخلاق الرفيعة والمعاني والألفاظ الأنيقة والسلوكيات المدروسة ترفع من درجتك كمعلم. إذ ان كل ما تقوله وتفعله بنعكس على أفراد المجتمع كونك المعلم فأنت بنظر الجميع – القدوة -!! فالمعلم الذي يُميّز بين متعلّميه ويتلفّظ بألفاظ لا تليق برسالته ولا يُراعي فروقاتهم الفردية واختلاف شخصياتهم هل يستحق لقب معلّم؟؟!! ولو افترضنا العكس؛ يُضرب بأخلاقك المثل وسلوكك حسن وحظيت على محبة الجميع إلّا أنّك تفتقر لمهارات وأساليب التعليم والمعلومات والتخصص في بعض الأحيان هل تصبح معلّم؟؟!! كلُ يُكّمل بعضه.. لا يمكن لمعلم الأجيال يحفُر حرفاً أو كلمة أو صوتاً في فردٍ دون ان تكتمل لديه جميع المكونات، هذا لا يعني أن تكون محترف في كل شيء ولكن، يكفي أن تمتلك منها ما يتطلب لبناء فرد سوي متزن فكرياً، سلوكياً وأجتماعيا.. لن كل فرد هو مجتمع مستقل يُؤثِر ويتأثر.

التعليم ليس مهنة فقط

كل واحد منا بغض النظر إن كان معلم في مدرسة هو معلم، صغير او كبير موظف أو عاطل عن العمل مذيع، مدرّب، مدرّس، متسول، عامل نظافة، سائق، فنان، نجار، خبار، دكتور…إلخ الابتسامة تُعلّمنا اللطف الكره يُعلمنا الحقد الألوان تعلمنا الجمال ..نتعلم من النحلة من الزهرة منالكون أجمع.. كل من مكانه هو معلّم نتعلم منهم ويتعلموا منّا نستفيد بمعلومة أو مهارة، فكرة أو خطوة اخلاق، طرق للتعامل مع الآخرين من هنا أو هناك كل ما يدور حولنا يصب في تربيتنا وسقل شخصيتنا وتعليمنا فلا يمكن ان ننكر أو نتغاضى عن أي طرف كان. منا من يتعلم ما هو إيجابي والبعض يتعلّم ما هو سلبي – فساد .. انحراف.. شذوذ..سرقة.. تجاهل وعدم احترام وغيرها….
مجال العِلم والتعلّم واسع لا ينحصر بمعلّم يقف اما اللوح أو خلف مقعد ولا بمواد تُدرّس فمواد الحياة ومهاراتها أهم من معلومة في كتاب تُحفَظ لنيل الدرجات فقط وتُنسى فيما بعد. كُل خطوة نخطوها نتعلم منّها..
لا نريد معلمين للمواد بل معلّمين للحياة..فانتقوا معلميكم بعانية وتأني..

فيديو مقال كُلُنا معلمون!!

أضف تعليقك هنا

ياسمين الموعد

كاتبة فلسطينية