هذه الجملة قالها الجرمي (ت 225 هـ): -والكتاب الذي يقصده الجرمي هو كتاب “الكتاب” الذي توفي صاحبه ولم يسمه، ولأنه أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية، فقد انتشر وأُشتهر، فسماه بعضهم ” الكتاب ” وبعضهم سماه ” كتاب سيبويه[1] في النحو-.
فذهبوا إلى عالم جليل آخر وهو المبرد (ت 286) وكان فقيها عالما بالنحو واللغة[2] فلما سألوه عن جملة الجرمي؟
قال: نعم سمعته أذناي، إنما أراد أن كتاب سيبويه يعلم العقل، فنقل علم العقل من كتاب سيبويه إلى علم الفقه فأفتى من كتاب سيبويه[3].
ولعل هذا الموقف وتلك الإجابة تفتح الباب على قضية مهمة جدا، وهي طريقة القراءة، أو
وبالنظر إلى واقع القراءة مع العقل لدى الإنسان يلمح أنه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
والمتأمل في منهج سلفنا وأئمتنا وعلمائنا وجهابذتنا يلمح أنهم من الصنف الثالث غالباً، ولذلك برعوا وأبدعوا وتركوا للبشرية تراثاً ضخماً لا تزال تستظل به، ولعل القصة التي ذكرتها أحد الأدلة على ذلك.
وأكاد أجزم لو أن تعليمنا كانت يرتكز على تدريس أدوات التعمق وإكساب المتعلمين مهاراته وإتقانها في مختلف العلوم – ومنها العلوم الشرعية والعربية -فقط، لكان ذلك كافياً لإخراج جيلاً لا أقول يبني بلداً، بل يبني العالم أجمع.
1439هـ -2018 م
[1] سيبويه (ت 180هـ):
إمام النحو، حجة العرب، أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر، الفارسي، ثم البصري، “وإنما سمي سيبويه لان أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعنى سيبويه رائحة التفاح” البادية والنهاية لابن كثير، وقال الذهبي في سيره: سمي سيبويه، لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، بديع الحسن
[2] قال عنه الذهبي في سيره:
” “. وكان إماما، علامة، جميلا، وسيما، فصيحا، مفوها، موثقا يقال: إن المازني أعجبه جوابه، فقال له: قم فأنت المبرد، أي: المثبت للحق، ثم غلب عليه: بفتح الراء ”
[3] ذكر هذه القصة:
أ.د محمد محمد أبو موسى أثناء شرحه لكتاب “دلائل الاعجاز” لعبد القاهر الجرجاني
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد