هذا هو السؤال، فأين الإجابة؟

قبلة لمن يريد العلم والنور

كانت دولة قوية تمتلك اقتصادا قويا، تعليما جيدا، طرق، سكك حديدية وزراعة وأحدث شبكات ري وصناعة غزت بها أوروبا قلعة الصناعة فى هذا الوقت. حريات وديمقراطيات فعالة وأحزاب حقيقية. وفوق كل هذا  غناء وطرب وأدب وكل أنواع الفنون لا تحدث نفسها، بل تحدث العالم بأسره، وتحجز مكانتها بين دول العالم في شتى المجالات، فكانت قبلة لمن يريد العلم والنور.

دولة أنشأت بنية تحتية جبارة، ووضعت لها القوانين لتحميها وطبقتها، وحافظت على ممتلكاتها ومكتسباتها أجيالا وراء أجيال كانت ملء الأسماع والأبصار فى العالم كله.

انهيار الدولة المصرية

تنهار الدولة تدريجيا، وينهار الاقتصاد، ثم يلحق به التعليم ثم الطرق والمواصلات والاتصالات، ثم الزراعة والصناعة وكل شيء كل شئ بمعناه الحرفي. فحدث ولا حرج عما شئت من فساد إلى رشوة إلى سرقات واختلاس إلى إهمال وتردٍ وإهدار للمال العام، وسوء إدارة ثم استدانة وفقر وتسول من أي جهة وبأي ثمن.

وقد سبق كل هذا انهيار الحريات والديمقراطيات وهما بمثابة عامود الخيمة المختفي داخلها، ولكن هو من يرفعها ويحملها، وعندما يسقط فبديهي وطبيعي أن يسقط  كل شيء. فماذا حدث لكل هذا الانهيار الكارثي وفي كل شيء؟

هل كان مصادفة – علما أننى لست ممن  يؤمنون بالمصادفات- أم أن هناك أسبابا منطقية أدت إلى ما نحن عليه اليوم؟. ولأن التغير كارثي فلا بد أن يكون الحادث الذي تسبب فيه أيضا جلل، فلا يحطم كل هذه البناء المادي والأدبي و المعنوي إلا حدث كبير.

ولا يجد أي شخص صعوبة فى تفسير الأحداث، إذا ارتكزنا على أسس قوية غير جدلية وثوابت لا يختلف عليها البشر، وخرجنا خارج المناخ والتفاصيل التى تحيط بنا في محيطنا العربي، وبعيدا عن الردح الإعلامي والمغالطات الفكرية والتطبيل والتشويش المتعمد.

الحل في نظافة العقول

أقول بعيدا عن هذه النخبة ذوي الوجوه السمجة المصنوعة والتى لا تخدم سوى النظم السلطوية القائمة، ثم ننظر بشمولية إلى العالم الخارجى ومسيرته الحضارية والأسس التى بنى عليها تقدمه، فستجد ببساطة أن الحل واضح وضوح الشمس. ومن هنا أسأل أصدقائي: ماذا حدث فى مصر وأودى بحياة كل هذا الصرح العظيم في مصر إبان العشرينات والثلاثينات؟

هذا ليس حديثا عبثيا أو للتسلية أو إضاعة الوقت، فلا أثمن من أن نغسل عقولنا كما نغسل أجسادنا، فنظافة العقول أولى من نظافة الثياب والأجساد، فقذارة العقول تأتي من الشوائب والمغالطات التى تلتصق بجدران العقول، وتتم رؤية الأشياء على أساساها فإذا استقرت معلومات خاطئة في عقلك، فكل قراراتك التي سوف تبني عليها ستكون خاطئة.

فيديو مقال هذا هو السؤال، فأين الإجابة؟

أضف تعليقك هنا