ذلك هو الإنسان الاجتماعي الناجح، ذلك هو النشيط الدؤوب على العمل المتواصل.
إنه مَن لديه القدرة على بذل الجهد بانتظام وكفاءة واستمرارية، إنه مَن يوجه جهوده وسولوكياته وأفعاله لأفضل هدفٍ ممكن، هو ذلك المُتصف بإشباع الآخرين ومساندتهم فيما هو خير ونافع لهم.
تنظر إليه فتجده قادرا على حل مشكلات الآخرين بكفاءة واقتدار، أو على الأقل يساهم في حلها ويخفف عن صاحبها.
إذا وجد في مكانٍ ما، يملؤه سعادة وتفاؤلاً وتطلعاً لآفاقٍ رحبة يشيع فيها الأمل والرجاء.
تجده ملاذاً لِمن تضيق بهم سبل الحياة، وملجأً واستراحة دافئة ومريحة لمن تكالبت عليه همومه وأحزانه وأتراحه.
ينظر للأمور من زاوية محدثه لا من زاويته هو، يضع نفسه دائماً محلّ الطرف الآخر، ينظر ماذا كان سيفعل لو كان بمكانه.
يتسع قلبه ليشمل الجميع، يحتضن الكبير والصغير بعطفه وحنانه. تشعر معه بالأمن النفسي، فتبوح له بمكنونات قلبك ما قد استأثرت به لنفسك.
هو ذلك الذي وصفه لنا النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حينما سأله رجلٌ عن أيِّ الناس أحب إلى الله؟ وأيِّ الأعمال أحب إلى الله؟
فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :“أحبُّ الناسِ إلى اللهِ تعالى أنفعُهم للناسِ”
وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ:“سرورٌ يُدخلُه على مسلمٍ أو يكشفُ عنه كُربةً أو يقضي عنه دَينًا أو يطردُ عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ (يعني مسجدَ المدينةِ) شهرًا، ومن كفَّ غضبَه ستر اللهُ عورتَه، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يمضيَه أمضاه ملأ اللهُ قلبَه رجاءَ يومِ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبت اللهُ قدمَه يومَ تزولُ الأقدامُ”.
إنه ذلك الذي يُحب بروح الله ونور منه، مَن امتلئ قلبه نقاءً وصفاءً للناس، هو ذلك الذي وهبه الله الحكمة في الأقوال والأفعال.
ذلك الذي وصل لمحبة الله سبحانه له،”فَنادى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ”.
إنه حبيب الله الذي هو سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا.
ذاك الذي إذا أخطأ تراه شجاعاً لا يخجل من أخطائه بل يصنع منها سُلماً يرتقي به للأعالي، فيتعلم من أخطائه وأخطاء غيره كي لا يكررها، فإذا وقع مرةً نهض منها قوياً متمسكاً بالله معتمداً عليه، فتراه ناصحاً أميناً ناقلاً لتجربة نجاحه والناجحين لكل مَن قصده في حاجة.
إنه الذي يرق قلبه وتنهمر دموعه للحق، بيد أنه شديدٌ قويٌ مغوارٌ إذا حزبه أمر، فيلجأ سريعاً لله طالباً عونه ومساعدته.
هو ذلك المُتّقي لله تعالى الذي يجعل الله له مخرجاً من كلّ أمر، الذي يُيسر الله له كل شيئ.
الذي يعمل ويُحب في الله وبالله ولله.
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد