إياكَ أن تموتَ حياً

لماذا الأمل؟

جميع البشر يواجهون تحديات وصعوبات في حياتهم وخاصة في ظل الحرب التي نعيشها اليوم في عالمنا العربي، ولكن كي نخرج من هذه الأمور علينا بأمرٍ وحيد إلا وهو الأمل. والذي هو “شعور عاطفي يتفاءل به الإنسان ويرجو فيه نتائج إيجابية لحوادث الدهر أو تقلباته، حتى وإن كانت تلك النتائج الإيجابية صعبة أو مستحيلة الحدوث.”

 إياكَ أن تموتَ حياً!

إياك أن تموت حياً، أن تقتل نفسك، نعم لقد أصبح العالم مليئا بالموت والحروب وبالقتال، والسماء تملؤها الطائرات والأصوات ولم يعُد فيها مكاناً لحمامات السلام والمحبة، ولم يبق فرصة لتحقيق الأحلام ولكن إياك أن تموت حياً وتقطع الأمل.

فنحن نحتاج أن نستيقظ كل صباح ونحمده لإعطائنا الفرصة للحياة ثانية، ولا ننسى أن نبدأ ذلك الصباح بنظرة جميلة إلى الحياة مليئة بالأمل تقنعني على أن قدرتي كبيرة، وسأفعل ما أريد وانتصر على كل تلك الأمور.

هكذا قال لنا.

“إنَّ للآمال في أنفسِنا لذة تنعشُ منها ما ذَبلُ”

فما يعيشُ الإنسان إلا بالأمل، وإذا زال مات وهو على قيد الحياة. أصبحت الأرض ضيقة ولكن يتخللها القليل من ضوء الشمس كي يُحي ويجعلني أضع نقطة جديدة في حياتي كل صباح تمكنني من أن رسم خطاً مستقيماً بينا وأوصلها كي أسير عليه وأصل إلى ما أريد.

لا تيأس وحاول

كافح وناضل من أجل هذه الحياة “فما خُلقنا لنيأس خُلقنا لنقف ونخوض الحياة” فهذه هي مرة واحدة لن تتكرر، عيش التجارب حتى وإن كانت فاشلة ففي النهاية ستقودك إلى طريق النجاح وتعطيك الاستمرارية، فلديك الكثير من الشُرفات حتى وإن كانت إحداها نافذة غرفتك التي يقف عليها كل صباح حمامةٌ جاءت وأنت تستمع لفيروز كي تعطيك قليلاً من الحرية والسلام وأقرع الأبواب دائماً واصنع أنت لها المفاتيح كي يأتيك الفرج. وفَجَرَ ذلك البركان الذي بداخلك كي يدفعك إلى الخارج، وسافر بين الكتبُ وأمكث حيثما أحببت. ولا تجعل الابتسامة تغيب عن وجهك عليه الصلاة والسلام كان أكثر الناس هماً وأكثرهم تبسماً وهي في النهاية صدقة سترجع إليك يوماً.

 

الحب والنسيان والعشق الإلهي ثلاثة من عناصر الأمل

والنفس تموت عندما يخمد فيها الشغف والحب ولا سيما وخصوصاً عندما يموت الحب والعشق الإلهي أي عندما تبتعد عن الله وتشعر بفراغ لا يملؤه شيء بداخلك وروح الإنسان كالزهرة تحتاج كل مدة إلى سقاية بالأمل كي تبقى منتعشة لا يتخللها الملل والضجر.

حاولوا دائماً ان لا تتركوا ذلك الحبل ولا تنسوا أن تعقدوه كلما قطع من أجل أن تبقى على قيد الأمل، وكي تظلَّ على قيد الحياة وأيضاً كي لا تموت حياً، عليك بالنسيان فهو نعمة ونقمة ولكن من يريدون أن يبقوا على قيد الحياة اجعلوه دائما نعمة وتنَاسوُا كل الأحداث السيئة من ذاكرتكم وامسحوا الأشياء التي لا تريدون أن تتذكروها.

البيئة المحيطة.

وطبعاً لا تنسوا أبداً من يحيطون بكم حاوروا أنفسكم مراراً وتكراراً هل هم يعطونا التعاسة أم الأمل هل هم إيجابيون أم سلبيون وإن كانوا من الأخيرة فابتعدوا عنهم فأنتم بعالم وهم بآخر.

حربٌ هي أم ثورة؟!

وحتى تلك الأشياء التي تدور بداخلكم إن كانت حربا مشابهة لحروب العالم القذرة حاولوا أن تنتصروا فيها وحيدين بدون طلب الاستعانة من الخارج، وقودوا عالمكم من جديد، انتصروا بقوة الإرادة وبسلاح العقل وخذ بيدك اليد الأخرى، واذهب إلى السلام وإما إن كان ذلك الشيء ثورة فغيروا ما بداخلكم لإيجابية وعيشوا الحب كي يزهر القلب من جديد، ويعود ولا تستعينوا بالفصائل ولا بأحد كي تبقوا أحرارا متى ما شئتم تصرخون وكي لا تفسد ثورتكم.

تذكروا ما قالوا

يقول الصحفي عادل صادق الحياة يمكن أن تستمر بجسد يتألم أو بجسد عاجز، ولكنها لا تستمر بنفس حطمها الفشل والهزيمة وهدها الحزن وأنهكتها الصراعات. خلقت لنفسك أولاً وليس للعابرين “شكسبير” لذلك تلذذ بنفسك دائماً اجعل يدك اليمنى هي التي تساعد اليسرى، ولا تطلب العون من يدٍ خارجية ودائماً اجعل الشخص الذي سيساعدك ويحفزك ذلك الذي يظهر أمامك في المرآة عندما تقف أمامها.

نموت قليلاً كل يوم وإحدى ميتاتنا عندما نفقد الأمل “د. أحمد خيري العمري” لا تقتل نفسك وإياك أن تموت حياً ولا تنس ما قاله  في لامية العجم ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل” هي مساحة ضيقة وفسحة نكدة مضايقة، ولكن لا بديل وبالتأكيد عندما تصبر يوماً بعد يوم ستتفتح لتصبح تلك الفسحة أرضاَ لا نهاية لها مليئة بالحب والحياة والسلام والأمل.

جرب ولو لفترة قصيرة أن تعيش بالأمل وأن تغير نظراتك للأشياء وحتى نظرتك للحياة، وإلا سوف تموت وأنت على قيدها فالحياة بسيطة وفارغة وبالنهاية سنرحل ولكن على الأقل كي لا نموت مرتين.

تذكر

وأخيراً تذكر أنَّا “قد نكون أقوياء ولكن لا قيمة لنا بدون الله” لذلك كن قريباً منه، واجعل شكواك إليه وطلبك منه فقط فالشكوى لغير الله مذلة وقال تعالى ” فإنَّي قريبٌ أجيبُ دعوة الدَّاعٍ إذَا دعانِ”.

فيديو مقال إياكَ أن تموتَ حياً

أضف تعليقك هنا