جارحو المشاعر
إنه لمن المسلَّمات أن نصادف في حياتنا أشخاصاً يوغلون في جرح مشاعرنا دون إبداء أي ندم. أن تتعلم كيف تسامح شخصاً ما على الرغم من الألم الذي تسبب به لك، يبقى أحد أصعب الأشياء التي يجب عليك فعلها. وعلى المدى الطويل، سيساعدك سلوك المسار الصحيح في تخفيف حدة الألم الناجم عما تسبب لك به الآخرون. لا جدل أننا عاجزون عن التحكم في تصرفات الآخرين تجاهنا، بيد أننا يمكننا التحكم بكيفية تفاعلنا معها من خلال الممارسة.
خطوات التعامل مع من لا يعتذر
أدناه قائمة بالخطوات التي يمكنك أخذها بنظر الاعتبار وتجربتها في حال كنت عاجزاً عن مسامحة شخص يأنف الاعتذار:
- التفت إلى داخلك
غالبًا ما يرتبط الصفح بإعفاء من يخطئ بحقك من خطئه، ولكن إذا غيرت بوصلة اهتمامك إلى داخلك يصبح بمقدورك الاهتمام بأشياء أخرى يمكنك التحكم بها. كأن تسأل نفسك مثلاً: ما الذي أحتاجه الآن لكي أتعافى من هذه التجربة؟ امنح نفسك كل ما تحتاجه. فبهذه الطريقة يصبح بمقدورك تجاوز التجربة السابقة واتخاذ ما يلزم لإسعادها. إن جعل نفسك أولويةً تعد إحدى أنجع وسائل تعافيك.
يقول ديباك تشوبرا: “أن تستغني، فذلك يعني أن تفقد الكثير من متعلقات الماضي، لكنك ستربح نفسك”. - تحمل مسؤولية مشاعرك
لا ريب أننا نتأثر سلباً بكلمات أو تصرفات الآخرين المسيئة لنا، على أننا قبل الشروع بتعلم كيفية العفو عنهم، يجب أن نتعلم كيف نتحمل مسؤولية مشاعرنا في المقام الأول. برغم الصعوبات التي تكتنف هذه المهمة في البداية، غير أننا لا يحق لنا أن ننحي باللائمة على الآخرين إن هم استمروا في إيذائنا على المدى الطويل. من جانب آخر، يجب أن تدرك أن تمسكك بالأحقاد ينسحب عليك دون سواك.
“من خلال وضع حد لتأثير الآخرين عليك… سينفتح أمامك عالماً من القدرات اللا محدودة وستعرف على الفور كيف تسامح وتترك كل شيء خلف ظهرك”. يقول د. واين داير. - اعترف بدورك
يعد الاعتراف بالذنب أحد أكثر خطوات الصفح جرأة، وهو في عين الوقت عنصر ضروري في نمونا الشخصي. تريدنا الأنا العليى أن نشعر بالأذى فحسب دون الاضطرار إلى تحمل أي مسؤولية عن دورنا في كل ما حدث، غير أن الحقيقة تقضي بأن ما من شيء له طرف واحد بالمطلق. وإن كان احتمال أن يتمتع الشخص المؤذي بشخصية باردة قائماً، لكن جرب أن تسأل نفسك ما إذا أقدمت على استفزازه وحاول الإجابة بصدق. بإقرارك بدورك فيما حدث، ستكون قادراً على التخلي عن الضغينة المكبوتة تجاه الطرف الآخر بسرعة أكبر؛ لأن اعترافك سيجبرك على إدراك أنه ما من شخص مثالي على الإطلاق وأن عجلة الحجج قابلة للدوران في اتجاهين.
يقول جاك كانفيلد. “قد يكون من الصعب أن نغفر ونعفو، ولكن من المهم أن نتذكر أن كبت الاستياء وترسيخ الحقد في القلب يمكن أن يؤذينا أكثر. إن كلمة “سامح” في أصدق تعاريفها تعني أن تقدم شيءً لنفسك لا لسواك”. - تحرر من قيود الماضي
https://www.pinterest.com/pin/create/button/?url=https%3A%2F%2Fwww.powerofpositivity.com%2Fhow-to-forgive-someone-who-is-not-sorry%2F&media=https%3A%2F%2Fcdn.powerofpositivity.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2018%2F03%2F29595077_10155409960652371_1369027706303040863_n-220×300.png&description=past+quote
إذا كنت ممن لم يتذوقوا حلاوة التسامح بعد، فمن المرجح أن تعيش التجربة مرارًا وتكرارًا. عليك أن تدرك أن كبت الاستياء وترسيخ الحقد لن يعودا عليك بأي منفعة تذكر، ذلك أن ما حدث حدث وليس هناك ما يمكنك القيام به لتغييره. كلما طال تمسكك بتلك اللحظات، كلما طال الزمن لكي تغفر لأحدهم ما فعله معك. بدلاً من اجترار تلك اللحظات الأليمة، عد إلى الحاضر فثمة ما يحتاج لعنايتك. “عندما نتعرض لإصابة بليغة، لا نلتئم أبداً حتى نسامح.” يقول نيلسون مانديلا. - تحدث إلى شخص تثق به
إذا كان في حياتك شخصاً يمكنك اللجوء إليه على الدوام، ففلا تتردد بالتماس رأيه. إذ ربما يكون السعي لالتماس مشورة شخص آخر مفيدًا جداً، فيحدث أن يسلط ذلك الشخص الضوء على أشياء قد لا نكون على استعداد للنظر فيها. باستطاعة الآخرين أن يقدموا لنا نصائح حول كيفية العفو عن شخص ما وتزويدنا بقصص شخصية على صلة بموضوعنا للإفادة منها بوصفها مصدر إلهام يساعدنا على إخراج أنفسنا من هكذا موقف لا يصب في مصلحتنا.
يقول مارتن لوثر كينغ: “ليس الغفران تصرفاً عرضياً؛ إنه سلوك ثابت”.
في الختام
قد يستغرق تعلم كيفية الصفح عن شخص ما الكثير من الوقت والصبر. كن لطيفًا مع نفسك واعمل على تنحية أحداث الماضي جانباً ما استطعت. باعتماد هكذا ممارسة سينحسر تأثير تصرفات الآخرين عليك الأمر الذي سيطلق العنان لقدراتك الخيرة.
“المغفرة سمة القوي”. يقول المهاتما غاندي
المصدر: https://www.powerofpositivity.com/how-to-forgive-someone-who-is-not-sorry/
المقال مترجم عن المصدر الموضح أدناه. ترجمه حصرياً لموقع مقال المترجم عمار الحامد.
فيديو مقال كيف تصفح عن شخص لا يعتذر؟
