إدارة المعرفة

تُعد إدارة المعرفة من أصعب أنواع الإدارة وأخطرها وأكثرها تعقيداً على الإطلاق، نظراً للأهمية البالغة التي تُحيطها ولإتساعها وتشعبها وتعدد استخداماتها ومدى تأثيرها على البيئة الداخلية والخارجية لصانعي القرار؛ وتشكيل ثقافة وأخلاقيات وقيم الشعوب والمنظمات والقطاعات الاقتصادية والتجارية العملاقة والشركات العالمية. ومن خلال هذه المقالة المتواضعة سنتعرف على جوهر إدارة المعرفة بطريقة مبسطة تعمل على تجسيد المعنى الكلي للقارئ الكريم.

تعريف إدارة المعرفة:

هي عملية الإدراك الكلي والكامل لمجريات الأمور والأحداث المحيطة بنا، والقدرة على اتخاذ القرار الحكيم والمؤثر والفعال المبني على قاعدة بيانات ومعلومات علمية ودقيقة وواضحة ومحددة. وتنفيذ القرار بأفضل الطرق العلمية المتاحة والمتوفرة وأحياناً بطرق خاصة ومعقدة يتم ابتكارها لهذا القرار. ويتم التنفيذ بأقل جهد ووقت ومال وبأعلى مردود دائم على صانعي القرار.

لا عجب فإدارة المعرفة تعني إدارة القوة، تعني إدارة الإمكانيات، تعني إدارة الفاعلية والتأثير.

ونقصد بإدارة القوة:
إدارة كم هائل من البيانات الخام أو الأولية ؛ وكذلك إدارة المعلومات التفصيلية لتلك البيانات التي تقوم برفع درجة أهمية التقييم إلى المتوسط أو العالي.

ونعني بإدارة الإمكانيات:
إدارة الثروة والعقول البشرية والمواد والتكلنوجيا والتقنيات والابتكارات العلمية والتي تعزز من مكانة القوة.

ونقصد بإدارة الفاعلية والتأثير:
تطبيق أفضل الطرق والعمليات الإدارية والعلمية لصناعة القرار بسرعة وبأقل كلفة وأعلى تأثير مبتكر وحديث؛ يثب فعالية وكفاءة إمكانية تسويق وترويج القرار وحصد النتائج المُثمرة بشكل عاجل وسريع وبمردود دائم وحصري.

محتويات إدارة المعرفة:

  1. إدارة إستراتيجات المعرفة:
    والتي تُعنى برسم إستراتيجيات بعيدة المدى توضح فيها الرسالة – والرؤية – والأهداف الذكية – والسياسات المتعددة – وتخصص الموارد (المالية والبشرية والمواد) – وتحدد مبادئ وأسس القيم والأخلاق الخاصة بتلك الإستراتيجيات.
  2. إدارة تنظيم المعرفة:
    والتي تُعنى بالهيكل التنظيمي الأحترافي وتحديد عمليات الأعمال الخاصة به.. ودراسة وتحليل بيئة العمل الداخلية والخارجية وتحديد هياكل إدارة المعرفة المحددة ووظائفها التشغيلية والفنية والإدارية والمالية.
  3. إدارة ثقافة المعرفة وترويجها:
    والتي تُعنى بتحديد المبادئ والأسس والقيم؛ والقيام بعمليات نشر الوعي لتلك الثقافة عن طريق التدريب والتأهيل والتوعية؛ وعن طريق القنوات الفضائية المتخصصة والمجلات الجرائد؛ والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي واستخدام جميع وسائل الإعلام المعروفة.
  1. إدارة قيادة المعرفة:
    والتي تهتم بطرق صنع القادة معرفياً كماً ونوعاً وأمدادهم بالقوة والإمكانيات والتأثير والفاعلية، وتشكيل القاعدة الأساسية التي يعتمد عليها القادة في صناعة القرار.
  1. إدارة موارد المعرفة:
    والتي تهتم تحديداً بالموارد البشرية حيث يُعتبر العنصر البشري هو المحرك لأي حضارة أو ثقافة أو معرفة أو نهضة أو رخاء.. ومجالاتها : هي أنتقاء العنصر البشري المبدع والعبقري والفذ؛ وتقوم بتغذيته وتلميعه وتقويته وترويجه؛ وتقوم سياستها أيضاً على استقطاب العقليات التي وصفت بالعبقرية والدهاء والهمة العالية في الإبتكارات والأختراعات أو التقنيين والتشريع.. وتعمل على الإستحواذ على هذه العقليات بشتى الوسائل وأهمها تخصيص مبالغ خيالية كراتب أو حوافز مالية ومادية مهولة لهذه النخب.
  1. إدارة المعرفة للفرد وسلوكياته:
    وتقوم بدراسات عميقة ودقيقة جداً في علم النفس – وعلم الاجتماع – وغيرها من العلوم المرتبطة بالنفس البشرية في شتى المجالات؛ وكذلك المرتبطة بعلم السلوك بهدف معرفة طريقة تفكير الفرد من خلال سلوكياته؛ وبعد ذلك تحديد المبادئ والاتجاهات والقيم لهذا الفرد ومعرفة كيفية السيطرة علية وقيادته وتشكيله؛ وفقاً لأعلى المعايير والقواعد القياسية لهذا النوع من المعرفة.
  1. إدارة المعرفة لتقنية المعلومات والتكنلوجيا والطرق المتعددة والمختلفة:
    ويعتني هذا القسم بطرق إدارة المشاريع المتعلقة بالمعرفة؛ وطرق تطوير الذكاء الصناعي والتجسسي وجميع تشكيلاته؛ وتهتم بالعمل الإنسيابي والمجامعي البشرية المتصلة به؛ وتهتم أيضاً بإدارة الوثائق وقواعد البيانات والمواقع ووسائل الإعلام والإعلان المتعددة والمتنوعة.
  1. إدارة المعرفة للبيئة:
    ويعتمد هذا المحتوى على دراسة البيئة الداخلية والخارجية لصناعة القرار مثل دراسة السوق- المنافسين – المنتجات – البيئة التقنية – البيئة التكنلوجية – البيئة الثقافية – البيئة الجغرافية – القوانين والأنظمة والتشريعات – والاقتصاد البيئي – البيئة السياسية – والمناخ الاجتماعي والمعرفي والمهني.حيث تعتمد إدارة المعرفة على العمليات الإدارية التالية:
  1. عملية خلق المعرفة
  2. عملية إكتشاف المعرفة
  3. عملية جمع المعرفة وتخطيطها وتوثيقها
  4. عملية تقييس المعرفة (الضبط المعياري)
  5. عملية التشكيل (الدمج والتجسيد)
  6. عملية النشر والترويج
  7. عملية إعادة الإستخدام
  8. عملية المشاركة (لمعرفة العوائق ومكامن القوة والضعف والتحكم والسيطرة)
  9. عملية الموالفة (جمع النقائض المختلفة ودمجها)

أوجه إدارة المعرفة من الناحية التنظيمية والإجتماعية:

  1. التعليم التنظيمي أو النظامي
  2. الذاكرة التنظيمية
  3. الهيكل التنظيمي المعرفي
  4. نقل المعرفة وتشاركها والتواصل بها
  5. ثقافة الشركات
  6. المحفزات المعرفية
  7. منتجي المعرفة ومستهلكي المعرفة
  8. تحليل شبكات التواصل الأجتماعي
  9. الاعتماد المجتمعي وتطبيقات المجتماعات
  10. العمليات المبتكره والإبداعية
  11. رأس المال الفكري
  12. مواضيع الخصوصية
  13. أنظمة إدارة المعرفة
  14. إدارة بيئة المعرفة
  15. المقاييس المعرفية
  16. التشغيل المعرفي
  17. الإدارة المعرفية
  18. إمكانية التنقل المعرفي
  19. تكنلوجيا إدارة المعرفة
  20. الذكاء الاصطناعي ومحدداته
  21. سلامة الأنظمة والإجراءات المعرفية
  22. أمن البيئة المعرفية ومستخدميها

وفي الأخير

أتمنى أن أكون قد وفقت في شرح إدارة المعرفة بطريقة ميسرة وسهلة وبسيطة. احذر أخي الكريم، إدارة المعرفة من أخطر العلوم التي يمكن أن نتعامل معها فلا تبخل على نفسك بقراءة المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع الحساس.

فيديو مقال إدارة المعرفة

أضف تعليقك هنا

علي أحمد الهردي

علي أحمد الهردي