رسالة إلى السرطان…

عزيزي السرطان:

لا أدري إن كنتَ تستحق لقب عزيزي أم لا… لكنني على يقين بأنك العدو اللدود لبني آدم جميعهم. لا أخفيك سراً… خفت منك كثيراً، أرعبتني فكرة أن تستوطنَ جسدي كمن استوطن وطني، لكنني الآن لم أعد أكترث؛ فالحياة أثقلت كاهلي بالأحزان و المصائب التي جعلتني أراك و أرى كل صعبٍ بعين أخرى من الإصرار الصلب لمواجهة العجز و المطبات التي تقتل الروح.

سمعت كثيراً عنك، عن جبروتك و قسوتك… عن تلذذك بإيذاء الأجساد و أرواح أصحابها، تخترع مع كل واحدٍ نوعاً من الآلام لا يشبه الآخر و إن تكرر بعد رحيل الأول، فيُشجيك الموت البطيء لضحكة من استبحت أجسادهم.

أتعلم؟! يعتقد كثيرون أنك المنتصر في حلبة المرض، يستسلمون لك و دموع من حولهم تحمل رسائل شفقةٍ على انتظارهم الموت، أكتب لكَ و قلبي يعتصر، يشعر بمرار الفقدان… فمن أحببتهم رحلوا رحلوا بعد صراعٍ طويل معك.

نسرين والمرض

أتذكر نسرين! الفتاة التي ضحكت منك و أنت ترسم كل يومٍ ألماً لا تحتمله نبضاتها، لكنها كانت قوية ضحوكة رغم آلامها… تضحك أمام الجميع و تبكي في وحدتها عدم قدرتها على مواجهتك، فأنت كنت أقوى من جسدها الهزيل. قطعت عليها الطريق كي لا تُكمل حياتها…. لتصير حكاية صمودٍ رغم الوجع و ضحكة رغم الحزن.

أشعر و كأنني أتحدث إلى عدوٍ من البشر، يشعر بكلماتي و يفهمها و يدرك تماماً أن دموعي تختبأ منه كي لا يضحك مني… فرسالتي لك بلا معنى أو مغزى، فهي مجرد رسالة تُطوى معها آلام الروح.

نهاية أقول لكَ: أنت لا صديقٌ لأحد، بل يتحداك كثيرون ليحققوا أمنياتهم قبل الممات، فالموت حتمي لنا جميعاً و لا  أحد يعرف من يسبق الآخر

فلا سلام لك و لا أمان منك

فيديو مقال رسالة إلى السرطان

أضف تعليقك هنا