القاضي ومحظيته

بداية القصة

جذب رتاج المزلاج فى يده وسمع صرير الباب المدوى … تأكد أن النوافذ جميعها مؤصده … خلع عنه عباءته وسرواله حتى أصبح عارى البدن .. توارى خلف جدرانه الزجاجية بانعكاستها الزرقاء على بدنه المترهل فهو من الرجال الذين إذا ما خلعوا ملابسهم فهذا يكفى للتنكر فلا تعرفهم من فرط سمنتهم..جلس على أريكته يشاهد صفحة العالم مبسوطة بين يديه يظن أنه إله يرى الجميع ولا يراه مخلوق..

حقائق شخصيات بعض الناس والعالم الافتراضي

ينظر فى الحالات، يتفقد الخلجات، يقتفى أثر البدايات وميلاد الحب وخفقان القلوب وأوشاب النفوس، أعلن أنه القاضى فجلس على المنصة الرقمية يتلو الأحكام، ثم عاد وأعلن أنه الجلاد فمسح الغبار عن مقصلته لينفذ فيهم فصل الخطاب بضغطة زر، فطعن فى ذاك وقذف تلك بأقذع العبارات وتقول على هذا وراح ينسج حوله الحكايات بجملة من هنا وعبارة من هناك.

تثائب وحك بطنه المنتفخه كحبلى فى شهرها التاسع .. جال ببصره فهذا وقته الحميم وهم  ليختار محظيته ويستوى أن تكون جاره أو من خارج القاره .. فى العقد الثانى أو الثالث حتى الخامس .. المهم أن تكون إشارتها خضراء .. (اللون الأخضر ) .. لون المسموح .. لون الولوج ..لون المتاح بلا ثمن (او بكارت ب50) لون مرحباً بك .. غاصت عيناه فى بحر صفحته الزرقاء .. 

الوهم الذي يعيشه بعض الناس خلف كوالييس العالم الافتراضي

كل هذا العدد من المحظيات !!! ينتظرن على الجانب الآخر من بدق بابهن من يدك حصونهن من يصرخ بمرحبا ويطبع قبله بجملة ممكن نتعرف ؟؟ أنا ساره .. انا يارا .. انا هاله .. انا جالا … انا الصمت الجميل … انا عبير الحقول …. وأنوات كثيره لا تنتهى .. أما هو ..وسيم .. جميل .. أكل السمكه حتى ذيلها !! ولما لا فهو .. يتوارى خلف جدران نافذته !! يرى نفسه الفحل الوسيم ولن يخالفه أحدا فى ذلك أو يزايد عليه … وهو من كان منذ دقائق قاضيا جليلا متجردا من النفوس السبعة جالسا على منصة العالم الرقمى ذو الميزان المقلوب ليصدر أحكاما نهائية لا تقبل الطعن.

تأخذه سنة، ينتفض بعدها لا يدرى كم لبث فالوقت عنده عبث  فيفرك عينيه ثم يربت على بطنه ليتأكد أنها ما زالت أمامه، ليجد إشعارا يخبره، أتعلم من أنت؟؟؟  أنت أحد الجبناء متسولى  الlike من إجلها تفعل أى شىء تعيش إمعه بلا مبدأ و بلا ضمير عباره عن علبة فارغه من الصفيح تحدث دوياً مزعجاً.أنت مريض بلوثة العالم الإفتراضى إثر إصابتك بفيروس إجتماعى مزقنا ومازال يمزقنا حتى أصبحنا فتات تذروها الرياح يمينا تاره وشمالا تارات ..أنت جاهل وجهلك ظلمك قبل أن تظلم به غيرك .

فأنت كما قال حمار الحكيم توما : متى ينصف الزمان فأركب فأنا جاهل بسيط أما صاحبي فجاهل مركب، فقيل له:- وما الفرق بين الجاهل البسيط والجاهل المركب؟ قال : الجاهل البسيط هو من يعلم انه جاهل، أما الجاهل المركب فهو من يجهل أنه جاهل ( أسطوره قديمه  )

إبتسم ساخرا وأغلق الإشعارات وعاد ليبحث عن محظيته بين أنوات كثيره حتى إهتدى عنتر لعبلته ..بعدها وضع لافتة مغلق للصلاة …

فيديو مقال القاضي ومحظيته

أضف تعليقك هنا