الذاكرة

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

لماذا وجدنا في هذا العالم؟

سألني حفيدي يوما بعض الأسئلة: (لماذا وجدنا في هذا العالم؟) و(من اين جئنا؟) و(والى اين سنذهب؟) …نحن الكبار يجب ان نستعد الى مثل هاته الأسئلة… فان اجبته وصدقته القول وقلت له لا اعرف …فلن يكن مقبول من طرف حفيدي وسأفقد اعتباري عنده.
لا أجد شيء واضح او أسلوب معقولا لتقديم تفسير واجابة واضحة عن أسئلة حفيدي «محمد شاهين” الا بربط إجاباتي عن اسئلته بالكواكب كالشمس والقمر والنجوم وكذلك الحيوانات الغريبة وهكذا اعود وارجع الى الطرق التي كانت تفسر بها اغلب الديانات البدائية الحياة والنهاية.

الطبيعة البشرية

وإذ تمعنا في الطبيعية البشرية لوجدنا ان من خصائصها التساؤل والبحث عن ماضيه ومستقبله…من اين اتى والى اين سيذهب…وهذا لا نجده عند باقي المخلوقات التي نتقاسم معها كوكب الأرض… ما يميز الانسان على الحيوان الذاكرة.
ان الاحاسيس المدركة او غير المدركة التي تحدث في مخ الانسان …يمكن ان ينظر اليها كأنها كمبيوتر ممتاز حيث تقوم منشطات الحواس الخمس التي يستقبلها مخ الانسان ثم يقوم المخ بغربلتها حسب أهميتها فمثلا الاخبار السيئة التي يمر بها الانسان يتم استدعائها من طرف الذاكرة بدون صعوبة والشيء مثله للأخبار السيئة اما الاحداث الأخرى فلا يستدعيها مخ الانسان بسرعة وذلك لعدم أهميتها مثلا كالأشياء التي تعلمناها في المدرسة، فالمخ استعملها في فترة ما ثم لم يقم بتخزينها في موقع الإنذار الأهم للذاكرة بل سجلها في غرفة اقل أهمية فالمخ له مناطق كثيرة جانبية لتخزين الذكريات وغالبا ما تخرج هذه الذكريات في عملية الوعي في السن المتقدمة…
ان أداء الذاكرة المعقد بالنسبة للوعي والاستدعاء ومختلف المشاعر المرتبطة بالحب والكره والحزن والحسد والياس والحنا لا يتم هنا بوضوح.

 

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا