أُُرهِق العالم

بقلم: حمزة باسم محمد علي الدحادحة

ينضج الإنسان بقناعته أي بتغير تفكيره المطلق الذي يفكر به ويصر بمصداقيته وبإيمانه به إلى تفكير اخر مطلق يعارض وينفي كل تفكيره السابق بما آمن واستمر بتكيفره به لمدة. كالكافر عندما يسلم يهتدي الى النور من الظلام وقد كان مقتنعا بأن الإسلام درب الظلام والفساد. هنا يشعر بالذنب ويلوم نفسه على ما فات ولكن الله غفور رحيم بعباده.

لكن ماذا اذا كان تفكير وقناعة البشر بينهم في ضلال وفساد وأنهم في كامل الحرية والاستمرارية في انجازهم وهم في الحقيقة في ظلام دامس, هل سيغفر من تضرر بسبب تفكيره القديم إن إستفاق من ظلم نفسه وغيره, لا نعلم ولا ندري ماذا سيحصل.

العلم بالشيء مرهق والمفكر يرهق بتفكيره يتردد بقراره وبافعاله ولا يعلم ان يبدأ من أين , قراره صعب وان رآه الجاهل سخيفا لان الجوانب التي يعلم بها العالم بالشيء يحسب الف حسابا لها ويتصرف بناءا على المنطق لا الحدس او التهور . هنا نبدأ بسؤال لانفسنا ما نحن ومن نحن وكيف حكمنا على الامور من منطلق التفكير النابع منا ومن اعماق مشاعرنا المتكدسة تحت تجارب الحياة القاسية منها والسخيفة.

إستفق

نحن البشر نخطأ ونتعلم مما سبق ولكن انقتنع من حياة عشناها في اوهامنا وقناعاتنا الموهومة , علما ان الواقع عكس ما نراه وعكس كل توقعاتنا وامالنا وطموحاتنا التي نشتهي تحقيقها هنا يجب نسترجع ما اردنا الوصول اليه وكيف نصل اليه. ثقتنا بالله تكفل لنا مستقبل وان بدا ميؤس وعابس لا تتردد ولا تخف فإن لم تكن بدأت ابدأ وباشر بما تفكر . فكر بانك على خطأ وان بدا لك ذلك جنونا . بدأت الافكار بجنون, من توقع انك تستطيع ان تحدث احدثم من على بعد الاف الكيلومترات صوتا وصورة. في هذه الحياة امور يجب التريث في حكمها والتعلم من اجلها اما لسندها وإما لضحدها.

توجيه الدين

الخوف قبل التجربة عجز وكل البشر بدأو بهذا وإن لا كيف اصبحت تقرأ هذا المقال إن لم تتعلم القراءة لا تهتم لما سيقولون او سيفعلون البشر, فآراءهم لهم وقرارك لك ومصيرك بيديك وحياتك وآخرتك بيديك فاختر ما شئت بيديك, علمنا الاسلام ان الحياة محطة تتوقف لتحدد ماهية مستقبلك في الآخرة واختر ما تشاء فأنت ميت في الواقع وحياتك الفعلية في الاخرة تتنعم بدرجات الجنان او تتعذب في دركات النار ولك ما تشاء وهنا تتذكر ما تفكرت واقنعت به نفسك لتريحها او لتسندها. الحياة عادلة فأنت لم تولد عبثا ولم ولن تترك عبثا فالله اوجدك لسبب واوجدك لغاية ووهب لك حريتك بما تختار ولك الحياة ان اردتها ولك الآخرة ان اردتها.

اسأل

لا يمكننا ان نجزم بضحد او تأييد اي شيء من تلقاء انفسنا في بعض الأمور يجب ان نستشير ونسأل ونتفكر وان نسأل انفسنا ما الذي اردينا به انفسنا فيه وما الذي نجنيه من تجارتنا مما نفعل بهذا واسأل نفسك أأنا هنا لسبب وجيه ام انني تركت نفسي للدنيا لأستلذ بما حرم الله وبما لا يجدي علي او لغيري بالنفع والصلح؟ لا حياة لمن لا كد وتعب واخطأ وتعلم, كلنا بشر نخطأ, نتعايش بما اردناه وقررنا ان نعيش عليه. في سورة الكافرون من القرآن الكريم نستطيع ان نستنج منها ان بعد النصح والكلام الطيب ان لي حياتي ولك حياتك وانني نصحت ودعوت وجاهدت نفسي لك ولأكون لي ولك شاهدا يوم الحساب علم ما حصل.

“ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم” البيت الشعري لأبي الطيب المتنبي

بقلم: حمزة باسم محمد علي الدحادحة

 

أضف تعليقك هنا