المرأة نصف المجتمع، بل هي كل المجتمع، فهي الشريك مع الرجل في بناء المجتمع، وهي ركن هام من أركان المجتمع وعليها يقع العبء الأكبر في تقدم الحياة واستقرارها لذا كان لها دورها في إبراز ثقافة المجتمع والحفاظ على الهوية الثقافية.
فالثقافة لا ترتبط بفترة زمنية معينة دون غيرها، بل تمتد منذ البداية حتى يومنا الراهن وإلى المستقبل وهي الرابط الذي يشير إلى هوية مجتمع بشكل خالص وكذلك إلى هوية فرد باتجاه انتمائه إلى مجتمع ما بحيث يمتلك هذا الفرد أبعاد مجتمعه فكرية وحضارية وثقافية، والحكم هنا يعود بالأساس إلى ما يمكن تسميته بالقانون الذي يحكم هذا الانتماء، وتتضمن العادات والتقاليد والموروثات والطقوس والانتماءات القبلية والعرقية وبمعنى انتماء الإنسان إلى وطن أو جماعة.
وهذا الانتماء لم يأت بشكل يسير أو انفعالي أو مزاجي بل هو ناتج عن امتدادات الماضي والحاضر ولابد لكل شخص أن يكون ضارب العمق داخل الحياة الاجتماعية وامتداده إلى أجداده وآبائه ضمن المجتمع الذي يعيش فيه، ومن هنا يكون هذا النظام الاجتماعي المشتمل على الثقافات الخاصة به طالما تبناها الفرد وانضوى تحت مظلتها ونقلها الى أبنائه باعتبارهم حاملي ثقافة المجتمع مستقبلاً، فالثقافة المرتبطة بالمجتمع والفرد هي هويته الذي يريد إيصالها إلى الآخر وخطابه الإنساني نحو المجتمعات الأخرى.
فالمرأة محور هام من محاور التنمية الثقافية في هذا المجتمع حيث أنها تمتلك مقومات فكرية وإبداعية تمكنها من التعبير عن الهموم والقضايا التي تشغلها. ورغم كل الظروف التي مرت بها المرأة الفلسطينية إلا أنها تميزت عن باقي النساء في الحفاظ على الهوية الثقافية.
والهوية الثقافية تمثل الخصوصية التي تميز جماعة بشرية عن غيرها: كالعيش المشترك، العقيدة، اللغة، التاريخ والمصير المشترك، ومن هنا فإن الهوية الثقافية تحمل دلالتها من المحددات الأساسية لثقافة الأمة، لذا فهي السمة الجوهرية العامة، لثقافة من الثقافات، وهي ناتجة عن تلاحم الماضي العميق لتتشابك مع الواقع وتنفتح على المستقبل.
يرى بعض المفكرين العرب أن الهوية الثقافية نموذج ثقافي مكتسب وموروث، نابع من الثوابت التاريخية، والطبيعية، والبشرية، والثقافية، التي تتميز بالثبات النسبي، لكن في الوقت نفسه تتغير وتتطور، عبر العصور والقرون، وإن كان هذا التغير تدريجياً، كما أنها تتميز بالتفرد نظراً لما تضمه الثقافة من مكونات تتمثل في التقاليد والعادات الاجتماعية، وأنماط السلوك، والقيم، والمثل والعقائد، ورؤية أفرادها للعالم والكون.
وهي تكتسب بالتنشئة الاجتماعية، والتعليم، والاتصال والتفاعل مع الأفراد والنظم والبيئة المحيطة، وتعمل على التوحيد النفسي للأفراد.
من أبرز العناصر التي تمثل الركائز الأساسية للهوية الثقافية ما يلي:
يمكن الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال:
للمرأة دور حقيقي في الحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية الإسلامية، فقد سطرت في جميع المجالات أسطراً من نور، سواء كانت ثقافية اجتماعية اقتصادية بل ولها مشاركات سياسية وفي دفاعها عن مقدسات هذا الوطن.
ففي المدرسة لها دور مهم في غرس الهوية الثقافية في نفوس الطلبة من خلال استخدام أساليب تربوية حديثة من شأنها تنمية المبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية، وإعطاء الطلبة الفرصة الكافية للتعبير عن أفكارهم وإبداء آرائهم بكل حرية، وأيضاً توجيههم بالمحافظة على ثروات الوطن وأمنه واستقراره، فذلك يسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية لدى الطلبة.
ولعل أبرز المجالات في حفاظها على هويتها الثقافية من خلال وظيفتها كمربية لأبنائها، ففي بيتها الاهتمام الملحوظ من خلال الأكلات التراثية المعروفة، والتنشئة الدينية الإسلامية، واهتمامها بالقصص والأهازيج الفلسطينية، ولها الدور البارز في إظهار الهوية الفلسطينية من خلال الحفاظ على ثوبها الفلسطيني المطرز.
ومن هؤلاء النساء الرائدات المناضلة شادية أبو غزالة، الفدائية زكية شموط، الشهيدة دلال المغربي، الخطيبة مي زيادة، الإعلامية فاطمة البديري، المصورة كريمة عبود، هند الحسيني التي أنشأت داراً للأيتام للذين فقدوا آباءهم في مجزرة دير ياسين، رائدة القصة القصيرة سميرة عزام، الرائدة يسرى البربري، مها أبو دية، زليخة شهابي، فاطمة برناوي، الشاعرة فدوى طوقان، رحاب كنعان، سميحة خليل، والمربية حنان الحروب والفنانة أمية جحا، وغيرهن الكثيرات ممن لهن دور بارز في الحفاظ على الهوية الثقافية.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد