المُحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات

بقلم: عبدالله سعيد عبدالله الغامدي

الإحسان صفة عظيمة وخُلق نبيل، من يتحلى بها فقد نهج في حياته نهجاً عظيم، الإحسان أن ترتقي بعطاءك سواء عطاء مادي أو أخلاقي أو عمل يظل قائماً لك بعد موتك يذكرك به الجميع وإن من الخسران أن تكون مجرد رقم في قائمة البشر ليس لك أثر، فإذا مات العبد وفاضت الروح إلى خالقها فلن ينفعه إلا ما قدم في حياته من أعمال تنفعه بعد موته فهي نعمة من نعم الله فكم انسان لما رحل عنا بكت العيون عليه ولهجت الألسنة بالدعاء له وتسابقنا في تعداد وذكر مآثرة وكم انسان مات ومات ذكره معه!

دقات قلب المرء قائلة له     ***        إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها  ***     فالذكر للإنسان عمر ثاني

أنواع الإحسان:

  • احسان للنفس بتهذيبها وارشادها لطريق الحق طريق الجنة طريق النجاة ويكون باتباع كل صواب وكل حق وكل ما يرفعك عند الله.
  • احسان للناس وهنا يكمن حب الناس لك حيث بعطاءك المادي والأخلاقي تستحوذ على لب عقولهم وقلوبهم.

قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم   ***     فلطالما استعبد الإنسان احسان

  • احسان الذكر الطيب بعد الموت بعمل أي عمل صالح يظل يذكرك به الناس بعد موتك وتنال عليه الأجر

أنواع الإحسان بعد الموت:

  • الدعوة إلى الله وسن السنن الحسنة التي ينتفع بها الناس وهي من التجارة الرابحة
  • نشر العلم النافع وغرس القيم في نفوس الناس ولو كان بوضع مصحف في مسجد أو مساعدة لطالب علم.
  • غرس الغرس قال الرسول:( ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة).
  • قضاء حوائج الناس ابتغاء وجه الله تعالى وحسن الخُلق وطيب المعشر.
  • الولد الصالح فعندما يحسن الإنسان إلى ولده بتربيته وتهذيبه واعطاءه حقوقه فيرد الابن ذلك بالإحسان لوالده بعد موته بالدعاء له والصدقة قال الرسول 🙁 وولد صالح يدعوا له)

ستظل لك هذه الأعمال بعد موتك ضياء في قبرك ودعوة طيبة في ظهرك وربما دخول للجنة بأحد ما قدمت من هذه الأعمال.

قال الشاعر:

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم    ***     وعاش قوم وهم في الناس أموات

الأفكار التي تترك أثر بعد الموت كثيرة ويسيره فقط خذ قرارك وأبدأ في زيادة رصيدك بعد موتك ، يظل الإحسان أعظم صفة وأحبها إلى الله تعالى (إن الله يحب المحسنين)

أجور الإحسان تبقى بعد الموت فأعمال خالدة وأجور باقية نسأل الله أن نكون من المحسنين.

بقلم: عبدالله سعيد عبدالله الغامدي

أضف تعليقك هنا