لكل حُكم شرعي حكمة وعلة، يجيء هذا الحكم من مقتضى وصف هذه العلة، ولكل فتوى أحوالها المكانية وظروف الزمانية، قد تتغير وتتبدل وفقاً لتغير المواقع والأمكنة وبحسب حالة تلك الظروف.

هل للبنوك دور في المساهمات المجتمعية؟

ونظراً لوجود فتوى سابقة تحذر من التعامل مع البنوك (الربوية) بأي شكل من الأشكال، غاب دور هذه البنوك في المشاركات المجتمعية بشكل تام، وانعدمت مساهمتها في المشاريع الخدمية التي تخدم المجتمع بشكل مباشر.

باستثناء بعض الأدوار

  • بإستثناء جمع الأموال وحمايتها.
  • وبإستثناء الاستثمارات المعهودة في رؤس الاموال.
  • وبخلاف الببع والشراء في الاسهم المحلية والعالمية، وهو بلا شك دور مهم وكبير.

بعض الأدوار المهمة للبنوك

لكنا نتحدث هنا عن ادوار اخرى مهمة ومثمرة، بحيث ينحصر وجودها المهم في مشاريع عظمى لكيانات ومرافق تتسم بتعدي المنفعة وديمومة المصلحة، فعلى الرغم من ان البنوك تعد ركيزه اساسية وركنا ثابت في تمويل المشاريع مالياً، بغض النظر عن طبيعة هذا التمويل الذي دون شك لابد ان تكون عوائده مجزية وفوائده حاضرة.
غير ان دعوى عدم تقبل المجتمع في ذلك الوقت لمثل هذه المبادرات ذريعة اخرى يستند اليها في هذا الإحتجاب ،ففي كثير من المجتمعات المدمية تتبني الشركات والكيانات الاقتصاديه الكبرى مبادرات مجتمعية خدمية، اسهاما منها في خدمة المجتمع، كنوع من رد الجميل، نظير ماتحققه من عوائد وارباح، غموض هذا العزوف والإنكماش الصريح امر يثير الدهشة والتساؤلات، لعدم وجود مايبرره.
قياساً بما تحققه البنوك من ارباح طائلة تجنيه من العمليات البنكية لعملائها الكرام ، ان المجتمع في نظري في أمس الحاجة الأن الى مثل هذه المبادارات، ولو علي فترات متباعدة، والي ان يحين ذلك سيظل مجتمعنا على ترقب وانتظار ولادة مشروع تنموي تصب فائدته في وعاء الجميع في اطار الامكانيات التي تسع قدرة البنوك وتتيحها الحالة الخاصة بها.

غياب المبادرات الخيرية للبنوك أو تبني مشروع خدمي مفيد للمجتمع

طيلة العقود الماضية لم يرصد اي محاولة في تبني مشروع لصرح من صروح العلم، جامعة او مدرسة ا و حتي حضانة، ولم يرصد اي محاولة للقيام بمشروع صحي كبناء مشفى او بناء مستوصفا او حتي بناء عيادة، فهل سنري في قادم ايامنا مبادرات لمشاريع كبرى خيرية تتبناها هذه البنوك، طالما ان انفاذ تلك المبادارات كانت مرهونة بتلك الفتوى، فهاهي الفتوى قد تغيرت.
هذا المقال ليس المقال الاول من نوعه في سياق المطالبات الموجه للبنوك من اجل القيام بأدوار خدمية ايجابية فاعله، لكنه تكرار لمابدأه الغير، فالتكرار يعلم الشطار، يمكن ان نضع بين اموال البنوك التي يربو عددها عن العشرة بنوك مقترحات لمشاريع كثر ان شاءت، لكنا لا نظن بان المقترحات التي سوف ندلي بها بتلك الصعوبة، ولا اظن البنوك في حاجة الى اي مقترح، فقط شيء من العزيمة في التطبيق ان ارادت ذلك .

فيديو مقال أموال البنوك والمبادرات المجتمعية

مقالات متعلقة بالموضوع

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين غزة والذكاء الاصطناعي.. الوقت موت

منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء  في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد

% واحد منذ

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ