جيران السماء

إن في جميع جوانب الحياة النجاح مطلوب، هذه الجوانب الحياتية هناك أصحاب مميزون فالذي ميزهم نجاحهم الذي عانق السماء؛ فالفاشل أصبح لا يطيق فشله والمنهزم لا يقبل الانهزام مجدداً والخاسر يبحث عن الفوز ليضعه محل خسارته والضعيف لا يريد أن يكون ضعيفاً غداً والخائف قد قرر رمي الخوف ورائه ومواجهة كل شيء بقوة لينجح ويتغلب على كل ما كان يوقعه به الخوف فقد سئم، ويودُّ أن يكون شخصاً قوياً بلا خوف والمستسلم توقف عن الاستسلام وكله إرادة وإصرار لشقّ طريق الصعب والوصول للمراد وإثبات نفسه والقول للجميع أنا هنا وموجود بقوة وبنجاح يرفعه للسماء ويكون جاراً لها.

الحريَّة حق مقدس لكل البشر بمختلف فئاتهم

من منا لا يطالب بالحرية ويكافح ويناضل من أجل الحصول عليها، وإن كلفة ذلك روحه وحتى هناك أرواح وأناس فارقونا وهم ينادون بالديمقراطية والحرية التي من خلالها يريد الشعور أنهم بشر حقيقيون ولا أحد يمارس عليه قوته وسلطته الدنيئة ؛فالإنسان بالفطرة لا يحبذ ولا يطيق من يقيده وقد خلقه الله حراً طليقاً، فكيف لإنسان مثله أن يجعل منه كرسي من الكراسي التي يحركها في الاتجاه الذي يريد ويضعها ضمن إطار هو يحدده، فهذا لا يرضي أي إنسان مهما كان وإن كان لا عقل له ولا يعي ما الذي يحدث من حوله.

فكلنا نتفق أن الحرية مطلب الجميع، بكل مكان ولا بد من عيشها فهذه الحرية تجعلنا بالفعل وتساهم وتساعد وهي كذلك دافع قوي وفعال في نجاح الإنسان بحيث يتسع فكره باتساع حريته الذي تجعل حلمه وهدفه لا حدود له.

كيف تحقق الحرية؟

كافح من أجل أن تعانق روحك عنان السماء

لن نعانق السماء ونحن لا ننظر إليها ولا نتأملها، ولا يعجبنا علوها الذي كثيراً ما يساند المدبع الطموح المتحمس في السعي والاجتهاد للوصول الى أبعد الحدود وتجاوز كل التوقعات؛ الذي يحلم وعنده أمنية وهدف نبيل يعشق النجوم التي تسكن ليل وظلام السماء ويقول يا ليت أكون نجمة من تلك النجوم على الأرض وحتى أنها تعلو السماء فتكن جارة للأرض وجارة للسماء كنجم مميز يشع و ينير بكل جميل يفيد ويجعل العالم رائعاً.

ما دمنا نسمح لأنفسنا البقاء بنفس البقعة ومع نفس الوجوه وأعمالنا اليومية وحتى الشهرية وحتى الأسبوعية وحتى السنوية نفسها لا تتغير وإنما تغير كل شيء من حولنا ونحن لم نتغير، مع أنه المفروض نحن من نكون سبب أساسي في تغيير عالمنا ومحيطنا الخاص والعام الى العالم الشبيه القريب الى المثالي الذي يتمنى أي كائن أن يعيش وينضم إليه.

لا ترضَ دون نجم السماء شبيهاً

يجب أن لا نرضى بأن لا نكون سوى أداة للأكل والشرب والقيام بما خلقتنا الفطرة عليه، فهذا ظلم في حق النفس، ونحن هنا من قيدنا أنفسنا ولم نسمح لها بالحرية التي ننادي بها من قاع البحار والأنهار ومن عمق الأراضي، ونحن سبب رئيسي في تواجدها في مثل هذه الأماكن التي جعلتنا بعيدين كل البعد عن العالم الذي يجب أن نكون فيه.

اختر لنفسك ما يليق بها و لا تبقَ حبيس العالم السفلي

فالعالم عالمان العالم السفلي والعالم العلوي، والذين بالعالم العلوي قد نهضوا بأنفسهم ورفعوها فوضعوها بالعلو وبهذا العالم الذي يحمل سوى المتميزين النادرين الوجود وكل هذا لم يكن محض صدفة أو حظ؛ وإنما كان اجتهاد وإيمان بالنفس وإصراراً وعزيمة وإرادة صنعت منهم خيرة البشر، ولا شبيه لهم بالعالم السفلي الذين لا فرق بينهم وبين الكائنات الأخرى، لأنهم رضوا أن يكونوا بقايا العالم العلوي وفضالات ذلك العالم وأصحابه الذين هم والسماء جيران وهم نجمة من النجوم التي نراها ولا نستطيع الوصول اليها ولا لمسها ولا حتى الحديث معها من بعيد،فهم آمنوا بأنفسهم ورفعوها للمكان الذي تستحق وصنعوا تاريخا خادما لذكرهم وتمجيدهم فهم قدوة ومثال وتمثال.

انهض من عالمك السفلي إلى علياء الحرية

على أصحاب العالم السفلي الذين ينظرون للسماء على أنها بعيدة وحلم لا يمكن تحقيقه لهم أن يدققوا في النظر، ويحضرون العقل ليخبرهم عن العديد من الشخصيات التي هي جيران السماء بنجاحٍ رفعهم وميزهم ورحلهم من هذا العالم الى العالم الذي فيه الانسان قد كرم نفسه وأصبح له القيمة و المكانة يتمناها الجميع.

فعلى أصحاب العالم السفلي أن يزيلوا الغبار الذي قد غطى ملامحهم ولباسهم وجعلهم أناس خلقوا ولم يسمع بهم العالم الثاني، وماتوا ولم يسمعوا بهم كذلك لأنهم فضلوا العيش للا شيء والوجود والتواجد للعيش الذي هو أكل و شرب و القيام بالمعروف البسيط وحتى الأدنى.

لك أن تكون جاراً للسماء متى نهضت ورسمت خريطة الوصول.

فيديو مقال جيران السماء

أضف تعليقك هنا