التسيير المالي للمؤسسة

بقلم: أســمـاء بن عـشـورة

علما أن التسيير المحكم هو سبب نجاح الإستثمارات و الأنشطة الإقتصادية أكتب هذا المقال من أجل توضيح للشباب طرق التسيير الناجحة لتكوين مؤسساتهم  المتوسطة والمصغرة وتحقيق مناصب شغل لهم ولغيرهم من الشباب حاملي الشهادات، و لأعرفهم أن التسيير المالي هو القاعدة الأساسية لنجاح أنشطتهم الإقتصادية.

في الواقع يوجد مؤسسات ناجحة  و التي  اعتمدت على دراسة جدوى  إقتصادية قوية  لمشروعها و يوجد مؤسسات فاشلة نتيجة أخطاء  أو ضعف في دراسات الجدوى الإقتصادية لمشاريعها . وهذا هو الأساس الذي يرتكز عليه التسيير المالي.

التسيير المالي

نعرف بداية التسيير المالي  بأنه  عمليات  محاسبية منتظمة لأموال المؤسسة الإقتصادية تكون متسلسلة ومتكاملة فيما بينها  بحيث  نتحصل على نتيجة النشاط  في نهاية مدة  النشاط  الإقتصادي  تبرز ربح أو خسارة المؤسسة الإقتصادية و بالتالي يتم الحكم على النشاط الإقتصادي للمؤسسة و إبراز السلبيات التي أدت الى خسارته أو الإيجابيات التي أدت الى ربحه  ومن ثم تتخذ الإجراءات و القرارات إما بالإلغاء أو التعديل أو توسيع النشاط الإقتصادي.

مراحل التسيير المالي

  • تسيير مالي قبل التنفيذ متمثل في دراسة الجدوى الإقتصادية للنشاط  أو المشروع  ثم
  • تسيير مالي أثناء التنفيذ متمثل في تقييد جميع العمليات المالية للمؤسسة في دفاترها المحاسبية وكشوفها المالية وهذه الدفاتر هي مرتبة كمايلي:

دفتر العمليات اليومية – دفتر الأستاذ – دفتر ميزان المراجعة  بعد الجرد – جدول حسابات النتائج حسب الوظيفة – جدول حساب النتائج حسب الطبيعة – الميزانية الختامية – الميزانية الوظيفية – دفتر التحليل المالي – التقرير المالي.

  • تسيير مالي بعد التنفيذ متمثل في التحليل المالي و الحكم على تطور المؤسسة وإعداد التقرير المالي ثم إتخاذ القرارات  اللازمة بشأن المؤسسة.

والتحليل المالي في التسيير يقيم الأداء المالي  للمؤسسة من خلال التحليل بواسطة رأس المال العامل أو طريقة التحليل بواسطة النسب.

الجزائر ومشاريع المستثمرين الشباب

استحدثت الدولة الجزائرية مؤسسات لدعم مشاريع المستثمرين الشباب وذلك بمنحهم قروض تمول نشاطهم الإقتصادي و أصبحت ترافقهم  في التسيير المالي وتوسيع نشاطهم وكيفية تحسين ايراداتهم مثل:

الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب – صندوق التأمين  على البطالة-  مؤسسة القرض المصغر-  و لأن بعض الشباب ليسوا على دراية بالمجال المحاسبي تنظم لهم دورات تدريبية في المحاسبة و التسييرالمالي. وقدمت الدولة اصلاحات اقتصادية بأن المؤسسات الفاشلة لن تتابع قضائيا .  ومنحت العقار الصناعي للمستثمرين الشباب و هي تحرص على تأمين صاحب المشروع و العمال . و تقليص نسبة الإستيراد حتى يستهلك المنتوج المحلي.

من خلال مؤسسات التمويل المذكورة سابقا تقلصت نسبة البطالة في الجزائر فأصبحت تتراوح ما بين : 10 و 11 % على المستوى الوطني مع نهاية عام 2018 .ففي السنة نفسها تم تمويل 5343 مؤسسة مصغرة وكانت نسبة التحصيل للوكالة أنساج 81% و 62% لصندوق التأمين على البطالة وهي نسبة مرتفعة تزيد من الدخل القومي.

إحصائيات المؤسسات الفاشلة في التسييرالمالي

إن المؤسسات الفاشلة في التسييرالمالي حسب احصائيات سنة  2019 لا تتعدى 3.5 % ومن أسباب فشلها،إرتفاع تكاليف الشراء و قلة أيرادات المبيعات و إرتفاع الضريبة و التعدد الضريبي والإختلاس المؤدي للإفلاس وضعف التسيير المالي و عدم إنتظامه بسبب اغفال تسجيل بعض العمليات المحاسبية في الدفاتر المحاسبية وعدم إلمام  صاحب العمل بميدان المحاسبة و التسيير.

وبسبب إرتفاع أجور العمال وقلة عدد ساعات عملهم  وكثرة غياباتهم  وظهور سلع أو خدمات من مؤسسات منافسة ونقص استخدام الآلات و التكنولوجيا الحديثة وتفضيل  الزبائن شراء المنتوج الأجنبي عن المنتوج المحلي.

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تسهم بزيادة الدخل القومي

أن أهم ما نستنتجه أن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة إذا كانت تملك محاسبة منتظمة و تسيير مالي محكم  و ايرادات عالية فهي تدعم  المؤسسات  العمومية  للدولة بزيادة الدخل القومي  وتعتبر مكمل أساسي لإيرادات الدولة الى جانب المحروقات  وبهذه المؤسسات المصغرة  تتنوع المنتوجات المحلية  وينخفض الإستيراد ونقضي على البطالة  ويزداد الدخل الفردي للعمال   .ويمكن أن نصل الى تحقيق الإكتفاء الذاتي .كما يتوجب على أصحاب المؤسسات التحكم و الإلمام  بالتسيير المالي و قواعده  كوقاية من فشل مؤسساتهم.

 

بقلم: أســمـاء بن عـشـورة

أضف تعليقك هنا