الميزة التنافسية

بقلم: شهد صائب العويني

ما مفهوم الميزة التنافسية في التعليم؟

عنصر تفوق للمؤسسة التعليمية يتحقق من خلال توفير قسمة مضافة للتلاميذ تتمثل في جودة الخدمة التعليمية التي تقدمها المؤسسة التعليمية بالشكل الذي يُكسبها ثقة أولياء الأمور وهو ما يضمن بقاءها واستمراريتها ويحقق لها عوائد مادية إذا كانت مؤسسة خاصة هادفة للربح(عوامل بناء الميزة التنافسية في المؤسسات التعليمية، محمود محمد السيد محمد ،2020)

ومن أهم الخصائص التي تتمتع بها الميزة التنافسية للمؤسسات ما يلي

(طاهر الغالبي ووائل إدريس 2011، ص 310)

  • ا – أن تكون مستمرة ومستدامة بمعنى أن تحقق المنظمة السبق على
  • المستوى الطويل.
  • ب – إن الميزات التنافسية تتسم بالنسبية مقارنة بالمنافسين أو مقارنتها في
  • فترات زمنية مختلفة.
  • ج – أن تكون متجددة وفق معطيات البيئة الخارجية من جهة و قدرات و
  • موارد المنظمة الداخلية من جهة أخري.
  • د أن تكون مرنة بمعنى يمكن إحلال ميزات تنافسية بأخرى بسهولة ويسر.
  • هـ – أن يتناسب استخدام هذه الميزات التنافسية مع الأهداف والنتائج التي
  • ترى المنظمة تحقيقها.

يمكن إيجاز أهم مصادر الميزات التنافسية للمنظمات

  1. المصادر الداخلية: وهي المرتبطة بموارد المنظمة الملموسة، وغير الملموسة ولها علاقة ببيئتها الداخلية، مثل: العوامل الأساسية للإنتاج الطاقة والموارد الأولية والنظم الإدارية المستخدمة، والمعرفة وغيرها.
  2. المصادر الخارجية وهى كثيرة ومتعددة وتتشكل من خلال متغيرات البيئة الخارجية، مثل: ظروف العرض والطلب على المواد الأولية والمالية، والموارد البشرية المؤهلة، والعلاقة مع الآخرين، وغيرها.

أهمية الميزة التنافسية

تمثل الميزة التنافسية القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها أداء المنظمات ولا تخلو الدراسات والأبحاث خلال السنوات القليلة الماضية من القرن الحادي والعشرين من مفهوم الميزة التنافسية، فبروز هذا المفهوم وهيمنته على مختلف التوجهات جعله مهماً بالنسبة للمنظمات، بوصفه أحد الخيارات التي تلجأ إليها المنظمة للتكيف والتلاؤم مع متطلبات المنافسة والتغيير .

ما هي أنواع الميزات التنافسية ؟

هناك 7 أنواع رئيسية من المزايا التنافسية للمشاريع :

  1. المنافسة على التكلفة (السعر):

يندرج تحت هذه الميزة إنتاج سلع أو خدمات مساوية للمنافسين من ناحية الجودة ولكن يتم عرضها بأسعار أقل منهم. وتعتبر أسهل ميزة تنافسية للمشروع على الإطلاق. وبناءً على هذا، فيجب أن يبتعد المشروع أو الشركة الصغيرة الناشئة عن بناء ميزته التنافسية عليها، لأنه بكل بساطة سهل للمنافسين الأقوياء كذلك. وما إن يلاحظوا أن المشروع يعتمد هذه الميزة ليعتمدوها هم بالمقابل. وسيقللوا أسعار منتجاتهم إلى درجة لا يستطيع عليها المشروع الصغير، الأمر الذي قد يسبب إخراجه من الأسواق، أي من المنافسة.

  1. المنافسة على الجودة:

تعني الجودة هي أن تقدم منتجات ذات فائدة عالية أكثر من المنافسين، مثل جودة أفضل للمنتج أو خدمة أسرع للزبائن. قد يستطيع المشروع الصغير إثبات نفسه في الأسواق المنافسة من خلال ميزة الجودة التنافسية للمشروع. ولكن عليه أن يصل في جودة منتجاته إلى مستوى أعلى من المنافسين، وأن يستمر بتطوير المنتجات بصورة مستمرة، كل هذا سيصنع ولاء للشركة من قبل المستهلكين.

  1. التنافس على تشكيلة المنتجات:

التشكيل والتنويع ف يالمنتجات هي الميزة التنافسية للمشروع الأهم على الإطلاق، فلا يوجد شركة أحب إلى المستهلكين من شركة توفر كافة احتياجاتهم وأذواقهم بمختلف أنواعها وأشكالها. لذلك إن استخدم المشروع الصغير هذه الميزة في إدارة مشروعه الناشئ سيكون له ميزة تنافسية قوية في الأسواق.

  1. المنافسة على سرعة تقديم الخدمة:

سرعة تقديم الخدمة هي ميزة تنافسية للمشروع مهمة جداً وخاصةً في المشايرع الخدمية. يصبح المستهلكون أوفياء لمين يقدر وقتهم ويمنحهم ما يريدونه في الوقت المناسب. إلا أن مواكبة هذه الميزة يتطلب الكثير من القدرة على التطوير والتكيف، فضلاً عن أن المشروع يجب عليه أن يكون على صلة وثيقة ومباشرة بالزبائن/العملاء لكي يكون على اطلاع دائم على حاجياتهم. كما أن دراسة المنافسين من حيث من يقوم بمواكبة هذه الميزة أمر هام للغاية ولا يجب التغافل عنه.

  1. التركيز على سوق معين:

يندرج تحت هذه الميزة أسواق صغيرة محددة من قبل، بدلاً من سوق واحد كبير، بهدف جذب مجموعة سكانية محددة من المستهليكن.

  1. ميزة العضوية:

جديدة من نوعها كـ ميزة تنافسية للمشروع، ولكنها فعالة للغاية، فلا يوجد من لا يحب الهدايا والمكافآت أو الحوافز أو أن يكون مميزاً كمشتري، حيث يمكن تقديم هذه الميزات من قبل الشركة أو المشروع الناشئ لكل مستهلك مميز.

  1. التفرد في التوريد:

يشير هذا النوع إلى ميزة الشركة في الأسواق المنافسة بسبب محدودية الوصول إلى الموارد أو المواد الإنتاجية، أي قدرة الشركة على انتاج منتجات معينة دوناً عن سواها، وتعتبر من أصعب الميزات التنافسية على الإطلاق وتتطلب مهارات خاصة.

الاستراتيجيات التنافسية 

تعتبر الإستراتيجيات التنافسية وسائل وأدوات تستخدمها المنظمات لبناء والمحافظة على م ا زياها التنافسية . إذا ما نجحت الشركة في صياغة إستراتيجيتها )إستراتيجياتها( على وفق رسالتها والأهداف الكلية الموضوعة فإن ذلك يعني أنها قد خططت لتحقيق ميزة تنافسية تعتمدها لمواجهة المنافسين في ذات الصناعة التي تعمل بها.

هناك ثلاثة إستراتيجيات تنافسية تستخدمها المنظمات بغض النظر عما إذا كانت منظمات صناعية أو خدمية أو غير هادفة للربح. كما يمكن تطبيق هذه إستراتيجيات في جميع أنواع البيانات الصناعية  سواء كانت سريعة الديناميكية أو بطيئة , لذلك تسمى إستراتيجيات العامة , وهي

  • إستراتيجيات زيادة التكلفة .
  • إستراتيجية التميز .
  • إستراتيجية التركيز .

أ/ إستراتيجية القيادة في التكاليف 

تستطيع المنظمة أن تحقق ميزة تنافسية إذا استطاعت أن تخفض من تكلفتها بحيث يمكنها بيع منتجاتها عند سعر أقل من مستوى أسعار المنافسين وتحقق قدر أكبر من الأرباح . من بين الدوافع التي تسجع المنظمات على تطبيق هذه الإستراتيجية .

  • توافر اقتصاديات الحجم .
  • أثار منحنى الخبرة والتعلم .
  • وجود فرص مشجعة على تخفيض التكلفة .
  • وجود سوق مكون من مشترين واعين تماماً بالسعر وذوي حساسية تجاهه .
  • يمكن للمنظمات الوصول إلى هيكل تكلفة أقل لإنتاج منتجاتها بإستخدام العديد ت\من الطرق أهمها ما يلي
  • تنمية حضارة تنظيمية تركز أساساً على الإهتمام الواعي للعاملين بشأن التكلفة . في ظل هذه الحضارةفإن جميع العاملين بالمنظمة يضعون نصب أعينهم عن قصد مسألة التكاليف وضرورة العمل على تخفيضهاإلى أدنى حد ممكن .
  • محاولة تقديم منتج أساسي دون أي نوع من الكميات الإضافية التي تؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج .
  • تعديل الأنشطة والعمليات ذات التكاليف العالية , فمثلاً إذا كانت بعض العمليات الإنتاجية تتم بصورة يدوية أو نصف آلية وكان ذلك يؤدي إلى زيادة التكاليف , فإن الإدارة يمكن أن تحل محلها ببعض العمليات الآلية منخفضة التكاليف .
  • محاولة إستخدام بعض المواد الأولية رخيصة الثمن دون المساس بجودة المنتج بشكل واضح .
  • محاولة البيع المباشر إلى المستهلك أو الإستغناء عن بعض الوسطاء في عمليات التوزيع .
  • محاولة تعديل موقع المنظمة بحيث يكون أقرب إلى المستهلك أو مصادر التوريد .
  • محاولة تطبيق درجة عالية من التكامل ال أ رسي الأمامي أو الخلفي .
  • التركيز على مد قطاع سوقي محدد بالمنتجات .

ب/ إستراتيجية التمييز 

تستطيع المنظمة أن تمتلك ميزة تنافسية عن طريق إنتاج منتجات عالية التمايز مقارنة بتلك التي يقدمها المنافسون . مثل ذلك التمايز يمكن المنظمة من فرض السعر الذي ت ا ره مناسباً وكذلك زيادة عدد الوحدات المباعة وتنمية درجة عالية من ولاء المستهلك لعلامتها التجارية.

يمكن للمؤسسة أن تميز منتجاتها عن المؤسسات المنافسة من خلال تقديم تشكيلات مختلفة للمنتج , سمات خاصة بالمنتج , تقديم خدمات ممتازة , توفير قطع غيار , الجودة المتميزة , الريادة التكنولوجية , مدى واسع من الخدمات المقدمة , والسمعة الجيدة , تتزايد درجات نجاح هذه الإستراتيجيات بزيادة تمتع المؤسسة بالمهارات والكفاءات التي يصعب على المنافسين محاكاتها

ج/ إستراتيجية التركيز 

تستطيع المنظمات امتلاك ميزة تنافسية إذا قامت بتقسيم السوق إلى عدد من القطاعات السوقية بحيث يضمن قد ا رً معقولاً من التماثل بين مستهلكي كل قطاع على حده , ثم تمركز نفسها لتنافس في قطاع صغير من هذا السوق.

مع التركيز على قطاع محدد قد تستخدم المنظمة إما إستراتيجية القيادة في التكاليف أو إستراتيجية التمايز ,وبهذه الإستراتيجية تستطيع المنظمة أن تقدم لهذا القطاع خطاً متكاملاً من السلع وتقديم قدر عالي من الخدمات للمستهلك , وتكون لها القدرة الفائقة للاستجابة لأي تغير يطرأ على حاجات ورغبات المستهلكين .

المراجع 

  • دور ممارسات إدارة الجودة الشاملة في تعزيز الأولويات التنافسية «دراسة ميدانية »
  • استراتيجية مقترحة لتحقيق الميزة التنافسية لمؤسسات التعليم العالي بمصر إعداد د/ ياسر محمد خليل
  • ثامر ياسر البكري , إستراتيجيات التسويق , مرجع سابق , ص 40
  • شارلز هل , جارديت جونز , الإدارة الإستراتيجية , مرجع سابق , 42
  • علي عبد الله حاكم , محاضرة في الإدارة الإستراتيجية , جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا , 4001

بقلم: شهد صائب العويني

 

أضف تعليقك هنا