التطوير التنظيمي

بقلم: رامي فتحي فلفل

مقدمة

التطوير التنظيمي هو عملية تحسين وتطوير هيكل وأداء وثقافة المنظمة بهدف زيادة فعاليتها وفاعليتها. يشمل التطوير التنظيمي العديد من النشاطات والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق تغييرات إيجابية داخل المنظمة لضمان تحسين أدائها وتحقيق أهدافها. تشمل هذه النشاطات مراجعة وتحليل العمليات الحالية، وتطوير مهارات وقدرات الموظفين، وتحسين التواصل والتفاعل داخل المنظمة، وتحديد الأهداف الاستراتيجية، وتنفيذ تغييرات هيكلية، وتحسين ثقافة المنظمة.

هناك عدة جوانب رئيسية للتطوير التنظيمي تشمل:

  1. تحليل العمليات: يشمل دراسة وتقييم العمليات والإجراءات الحالية في المنظمة لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
  2. تطوير المهارات والتدريب: توفير التدريب والتطوير للموظفين لزيادة معرفتهم ومهاراتهم وفاعليتهم في الأداء.
  3. تغيير هيكلي: قد يتطلب التطوير التنظيمي تغييرات في هيكل المنظمة، مثل تغيير التنظيم الهرمي أو تجديد توزيع المسؤوليات.
  4. تحسين ثقافة المنظمة: تعزيز القيم والمبادئ التي تتبناها المنظمة، وتشجيع التفاعل والتعاون بين الموظفين، وتعزيز الرضا والمشاركة.
  5. إعداد استراتيجية: وضع خطط استراتيجية تساعد المنظمة على تحقيق أهدافها والرؤية المستقبلية.
  6. قياس الأداء: تقييم تأثير التغييرات والإجراءات التطويرية من خلال مراقبة وقياس أداء المنظمة.
  7. توجيه القيادة: دعم القيادة في المنظمة لتحقيق التغييرات وتشجيع الموظفين على المشاركة والتعاون.

التطوير التنظيمي هو عملية مستمرة ومتكررة تسعى المنظمات إلى تنفيذها للبقاء على اتصال بالتغيرات في البيئة الخارجية وضمان استدامة وتطور المنظمة.

نماذج التطوير التنظيمي

هناك العديد من نماذج التطوير التنظيمي التي يمكن استخدامها لتحسين أداء وهيكل المنظمة. تختلف هذه النماذج بناءً على الاحتياجات الفردية لكل منظمة والهدف المرجو من التطوير. إليك بعض النماذج الشهيرة:

  1. نموذج كوتر: يركز هذا النموذج على الجودة الشاملة ويعرف أربعة مكونات رئيسية لتحقيق التطوير التنظيمي: السياق والزبائن والإدارة والموظفين.
  2. نموذج التغيير السباقي (Lewin’s Change Model): يقسم التغيير إلى ثلاث مراحل: التجميد والتحول والتثبيت، وهو نموذج يركز على التغييرات التنظيمية وإدارتها بشكل فعال.
  3. نموذج أدرك (ADKAR Model): يركز على التغيير من منظور الأفراد ويعتمد على خمسة مراحل: التوعية والرغبة والمعرفة والقدرة والتعويض.
  4. نموذج بالدرجة الأولى (BPR – Business Process Reengineering): يركز على إعادة هيكلة العمليات التنظيمية بشكل جذري لتحسين الكفاءة والجودة.
  5. نموذج كوهن ومارشال (Cohen and Marshall Model): يركز على تطوير القدرات التنظيمية والمهارات القيادية لتحقيق التغيير والتطور.
  6. نموذج سيغما (Sigma Model): يستند إلى منهجية تحسين الجودة “سيكس سيغما” ويهدف إلى تحسين العمليات وزيادة الكفاءة.
  7. نموذج الجودة الشاملة (Total Quality Management – TQM): يركز على تحقيق التميز والجودة من خلال إشراك جميع أفراد المنظمة وتحسين العمليات والثقافة.

هذه هي بعض النماذج الشهيرة للتطوير التنظيمي. يمكن للمنظمات اختيار النموذج الذي يتناسب مع احتياجاتها وأهدافها الخاصة، ويمكن أيضًا تخصيص ودمج عدة نماذج معًا لتحقيق أفضل النتائج

مراحل التطوير التنظيمي

مراحل التطوير التنظيمي تختلف بناءً على النموذج المستخدم والاحتياجات الفردية للمنظمة، ولكن هناك نمط عام يمكن استخدامه لفهم عملية التطوير التنظيمي. هذه هي المراحل الشائعة في عملية التطوير التنظيمي:

  1. تحليل الوضع الحالي (Assessment): هذه المرحلة تتضمن تقدير وتحليل الوضع الحالي للمنظمة. يتم جمع المعلومات حول هيكل المنظمة، وعملياتها، وثقافتها، وأدائها الحالي.
  2. تحديد الأهداف (Goal Setting): في هذه المرحلة، يتم تحديد الأهداف والغايات التي تريد المنظمة تحقيقها من خلال عملية التطوير. يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس ومحددة بشكل واضح.
  3. تصميم التغيير (Designing Change): يتم في هذه المرحلة تطوير خطة مفصلة لتحقيق الأهداف المحددة. يتضمن ذلك تحديد الإجراءات والموارد والجداول الزمنية اللازمة.
  4. تنفيذ التغيير (Implementing Change): تنفيذ الخطة المطروحة ببدء تنفيذ التغييرات في هيكل المنظمة وعملياتها وأدائها.
  5. مراقبة وتقييم (Monitoring and Evaluation): يجب مراقبة الأداء وتقييم التغييرات بانتظام للتأكد من تحقيق الأهداف المرسومة واتخاذ التصحيحات الضرورية.
  6. توجيه القيادة (Leadership Alignment): دعم القيادة العليا وضمان تشجيع الموظفين وتوجيههم خلال عملية التطوير.
  7. استمرارية التطوير (Sustainment): بعد تحقيق الأهداف المستهدفة، يجب العمل على الاستمرار في تحسين الأداء وضمان استدامة التغييرات المطبقة.
  8. توثيق الخبرة (Documentation): يتم توثيق جميع المعلومات والتغييرات التي تمت خلال عملية التطوير لضمان توجيه المستفيدين في المستقبل.

هذه المراحل تشكل إطاراً عاماً لعملية التطوير التنظيمي، ويمكن تخصيصها وتعديلها بناءً على احتياجات المنظمة ونوع التغيير المطلوب. تلعب القيادة والتوجيه الصحيح دورًا حاسمًا في نجاح عملية التطوير.ت

استراتيجيات التدخل في التطوير التنظيمي

استراتيجيات التدخل في التطوير التنظيمي تشمل مجموعة من الأساليب والأدوات التي تستخدم لتحقيق التغييرات المطلوبة داخل المنظمة. تختلف استراتيجيات التدخل بناءً على الأهداف والتحديات الفردية التي تواجهها المنظمة. إليك بعض استراتيجيات التدخل الشائعة:

  1. التدريب والتطوير (Training and Development): توفير التدريب وورش العمل للموظفين لتطوير مهاراتهم وزيادة قدراتهم في التعامل مع التغييرات وتحسين أدائهم.
  2. التغيير التنظيمي (Organizational Change): تغيير هيكل المنظمة والعمليات والإجراءات لتحسين الكفاءة والجودة وزيادة التنافسية.
  3. تطوير القيادة (Leadership Development): تنمية قدرات ومهارات القادة والمديرين في المنظمة لضمان دعم وتوجيه العمليات التطويرية.
  4. إدارة التغيير (Change Management): تطبيق إطار عمل منهجي لإدارة عملية التغيير بشكل فعّال، بما في ذلك تحليل التأثير والتواصل وإشراك الموظفين.
  5. التحسين المستمر (Continuous Improvement): تشجيع الفرق على تحليل وتحسين العمليات والأداء بشكل دوري ومستمر.
  6. المشاركة والتفاعل (Engagement and Interaction): تشجيع المشاركة الفعّالة للموظفين وتعزيز التفاعل بين الأقسام والفرق داخل المنظمة.
  7. إدارة الأداء (Performance Management): تطوير نظام إدارة الأداء لتحسين تقييم الأداء وتعزيز التوجيه والتطوير.
  8. التحول الرقمي (Digital Transformation): تطبيق التكنولوجيا الرقمية وتحسين البنية التقنية لزيادة الكفاءة وتحسين الخدمات.
  9. تحليل البيانات (Data Analysis): استخدام تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي للحصول على رؤى أفضل حول العمليات واتخاذ قرارات أفضل.
  10. إعداد استراتيجيات التوظيف والتوجيه الوظيفي (Recruitment and Job Redesign): تحسين عمليات التوظيف وإعادة تصميم الوظائف لتحقيق أهداف التطوير التنظيمي.

تختلف هذه الاستراتيجيات في النطاق والأساليب المستخدمة، ويمكن تنفيذها بشكل مستقل أو متكامل حسب احتياجات المنظمة. تحتاج المنظمات إلى تقدير ما إذا كانت استراتيجية محددة أو مجموعة من الاستراتيجيات تناسب أفضل احتياجاتها وأهدافها.

المراجع

  1. هاشم، زكي محمود “التطوير التنظيمي”، اجتماع خبراء التطوير التنظيمي، عمان، الأردن، 1985م.
  2. عوض، محمد هاشم “نظرة شمولية إلى الإدارة العربية المعاصرة”، المجلة العربية للإدارة.
  3. الطحم، عبد الله بن عبد الغني الغامدي، “البحث العملي والمحيط المتغير للمنظمات في المملكة العربية السعودية” (لوس أنجلوس، جامعة جنوب كاليفورنيا، رسالة دكتوراه، 1982م)
  4. حمور، ميرغني عبد العال، “التطوير التنظيمي والخصوصية العربية”، (المنظمة العربية للعلوم الإدارية، 1987م).
  5. الحسن، ربحي، “التخطيط للتغيير -مدخل لتنمية الإدارة-“، مجلة الإدارة العامة، الرياض، العدد 72.

بقلم: رامي فتحي فلفل

 

أضف تعليقك هنا