الغذاء المفقود!

بقلم: محمد نبيه

يحرص الكثير على تناول الوجبات الغذائية اليومية المقررة بانتظام، كذلك يهتمون في أوقات تناولها، و ممكن أن يصل بهم إلى ذروة تناول الوجبة لساعات متأخرة من الليل، بشكل عام يصطفون في الرأي بلا جدال حول الروتين الوقتي لتلك الوجبات، ويعتمدون على التنوع في أساليب تكاد تكون متشابهة في موائدهم.

نحن نحتاج للتغذية من أجل حياة أفضل

التغذية عامل مهم لبنية جسمانية وعقلانية، من خلالها يحصل الجسم على قواه، و ينهض لممارسة طقوس الحياة اليومية، و ليس ما يدعو للانبهار بأن نوع الغذاء مكفول بكمية الطاقة الناتجة عنه، حيث التركيز الفعال و الأداء البارز و الملحوظ و الحركة المتسمة بالمرونة، يذبل ذلك النشاط ويتلاشى عندما يحدث الخلل في وقت غياب ما يمد الجسم بالطاقة، وقد يصل بالجسم ليس للذبول فحسب، بل قد تبدو عليه علامات الإرهاق والتعب، لا يقوى على فعل شيء، لا يقفز طوعاً لممارسة أية نشاطات حتى تظهر و كأنها أمر عسكري، يكون لزاماً عليه إنهاءه فزعاً من العاقبة.

ماهي علامات ضعف الطاقة البدنية؟

من العلامات التي تظهر جلياً هي الغضب و اللجوء إلى التسويف وعدم التمييز بين ماهو مهم ما هو أهم، حتى تتراكم المسؤوليات ولا يقوى على إنجازها، هذا ما يحصل للجسم عند غياب الغذاء، أما غذاء العقل والروح فالحِكَم له تضرب، والأمثال في المجالس تصول وتجول، عندما تسأل أحدهم عن هوايته وكيف تقضي وقتك؟ فأول إجابة تكون النوم و مشاهدة التلفاز، وقد يخلط بين الهواية والواجب، فيقول العمل و إدارة واجباته.

القراءة تساعدك على فهم حياتك أفضل

حديث العقل و غذاء الروح تطلق في حاضرنا على المتفلسفين، فالقراءة سماء زرقاء تنثر عبيرها بفكر سامٍ وسليم، كطائر يحمل رسائل و وصايا تحتاج من يفتح لها الباب، هذه الرسائل تبعد عنك رتابة الحياة، تنتشلك من صعاب الأمور فتلقى حلولاً تساعدك على فهم حياتك أكثر، تجعلك تنقب عن مسارات لم تكن في حسبانك أبداً، تأخذ بك لمنابع المفاهيم الراجحة، تبعد عنك شراك الشكوك والظنون، تلك الوجية الغذائية التي لا يستسيغها الكثيرون، تكاد تكون مرة وطعمها غريب، ينفر عنها البعض ولا يحتاجها إلا في وقت الضرورة

يحتاجها لأن في طياتها النجاة، هي القارب الذي يأخذ بك لشاطيء الأمان ويبعد عنك أمواج الحياة الهائجة، تصقل نفسك و تنميك لأن لا تكون مرمياً لذئاب الظلام، ذهب الكثيرون بعيداً عنها، ولا يحاولون أن يجعلوها من ضمن قائمة أغذيتهم، يدخلون في حروب ضد تلك الوجبة حتى لا يكون لها حضور على مائدتهم، ولو عرفوا ثمار وجودها لما هجروها، ولما حرموا أنفسهم لذة التذوق بها.

بقلم: محمد نبيه

أضف تعليقك هنا