في ظل الوضع المهيب الذي نعيشه حول العالم لانتشار فيروس كورونا كوفيد-19 المستجد، وبعد أن تجاوز عدد المصابين به المليون شخص من مختلف الأعمار حول العالم وبنسب مختلفة من بلد إلى آخر، يدور سؤال في الذهن عن دور العوامل النفسية في انتشاره السريع حول العالم.
بداية عرفت منظمة الصحة العالمية الفيروس بأنه جائحةٌ عالميةٌ جارية لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، والذي يحدث بسبب فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديد، اكتشف المرض في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، و صنّفته منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 (جائحة)، وتشمل الأعراض الشائعة للعدوى أعراضًا تنفسية والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبات في التنفس، وفي الحالات الأكثر وخامة قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم، والفَشَل الكُلَويّ، وحتى الوفاة… تجاوز عدد المصابين حتى تاريخ الثاني من نيسان 2020 المليون شخص والوفيات 53 ألف شخص حول العالم.
تؤثر الحالة النفسية للشخص على تدهور جهازه المناعي، فكلما كان الشخص يعيش في بيئة مليئة بالتوتر والقلق والضغوط كلما كان جهازه المناعي أضعف وبالتالي يصبح أكثر عرضة للأمراض الجسدية والنفسية بكل تأكيد.
إن أكثر مايحتاجه المريض أثناء المرض من قبل عائلته ومن يحب هو الدعم النفسي والعاطفي، فالدعم النفسي له دور فعال في تحسين الحالة للنفسية للمريض، وإمداد المريض بالقوة لمجابهة المرض الذي يعانيه.
ولكن في الوضع الراهن، فإن أكثر ما يُحرم منه المصاب بهذا الفيروس هو الدعم العاطفي والنفسي.. فخوفاً من انتقال الفيروس للآخرين، يتم حجر المصاب و عزله كلياً عن الآخرين إلى حين شفاءه وتعافيه، أو أن الفيروس يقضي على جهازه المناعي ويؤدي به للوفاة، وحتى أن الشخص عند الوفاة يدفن بطريقة محزنة للغاية دون أن يسمح لأي شخص من عائلته بحضور مراسم الدفن.
إن مشاعر الخوف من الموت التي تنتاب المريض، إضافة إلى الآلام الجسدية التي يعاني منها بسبب الأذيات التي يلحقها الفيروس بأعضاء المريض، وكذلك شعور الوحدة والخوف أثناء حجر المريض وعزله التام عن عائلته ومن يحب والعالم أجمع، وما يتعرض له المريض في أماكن الحجر من صدمات نفسية عندما يكون شاهداً على عذاب وموت الآخرين وما يتولد لديه من أفكار أنه على نفس الطريق وأن مصيره الموت المحتم لا محالة. كلها أسباب تجعل الحالة النفسية تزداد سوءاً للمريض وتجعل جهازه المناعي أكثر ضعفاً أمام هذا الفيروس ويسوء وضعه الصحي أكثر وبشكل أسرع.
تبث وسائل الإعلام والإنترنت الأخبار لحظة بلحظة وتوثقها بمقاطع وصور تظهر مدى خطورة هذا الفيروس و المعاناة التي يعانيها المصابون ومصيرهم المحتم في ظل عدم قدرة كل العلماء والباحثين حول العالم في الحصول على لقاح يسهم في الحد من هذا الفيروس وسرعة انتشاره وازديد الاحصائيات بشكل مرعب، كذلك الاجراءات التي تتخذها الدول من خلال محاولة الحد من انتشار الفيروس وضبط المصابين وفرض الحجر في المنازل على الناس.
هذه كلها أسباب تزرع المخاوف والقلق في نفوس الأشخاص الغير مصابين ولدرجة عالية، حيث أنهم رغم التزامهم بكل التعليمات، يبدؤون بالشعور ببعض الأعراض كتلك التي تحدث عند الإصابة بالفيروس كالسعال والعطاس والحرارة وغير ذلك. فهنا ينتاب الشخص وساوس أنه هل قد أصيب بالفيروس، هل سيحول به الأمر كما حال بكل هؤلاء المصابين، هل سيتم حجره وعزله عن من يحب، وهل سيموت ويدفن لوحده بهذه الطريقة المؤلمة؟ فيسوء وضعه النفسي وقد يتدهور جهازه المناعي يوماً بعد يوم مما يجعل وضعه الجسدي ينهار.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد