بقلم: عبدالله القديمي
“الأمور واعرة ومزيرة بالزاف .. وياصاحبي بقيت دعوة ربي يحفظك و يعاونك!” هذه العبارة في الدارجة المغربية تعني ”ضاق بي الحال جدًا، يا أخي أدعيلي ربي يستر عليك ويكون معك”. هذه العبارة جميلة وتقوي صلة العبد بربه، بل أن ديننا حث على الدعاء لأخيك المسلم، حسنًا وما الخلاف إذا ؟
انشرها وإلا تأثم أو يحصل أمر سيء!
ظهرت في الآونة الأخيرة ”بدعة” في توحيد الدعاء بأمر معين ”بصيغة محددة” بل تحول الأمر وأصبح أكثر تطور بإضافة بعض التشويق كـ”تقبل التحدي” هااا! بسرعة تقبل ولا لا؟
وهذا الأمر لم يحدث في زمن الرسول صلّ الله عليه وسلم وصحبته رضوان الله عليهم، المشكلة ليس في الوقوع بالخطأ، ولا ننكر الأمربالتوبيخ على من يقعوا في الخطأ فوالله نعلم حسن نيتهم لكن هذا ”باب بدعة” ويجب تركه .. فعن أبي عثمان قال : كتب عاملٌ لعمر بن الخطاب إليه : أن ها هنا قوماً يجتمعون ، فيدعون للمسلمين ، وللأمير ، فكتب إليه عمر : “أقبل ، وأقبل بهم معك” ، فأقبل، وقال عمر للبواب : أعِدَّ لي سوطاً ، فلمَّا دخلوا على عمر: أقبل على أميرهم ضرباً بالسوط .
أكبر مشكلة تجدها في محاورة أهل هذا الفكر أن مدخلهم ”الأجر، ذكر الله، وين نصك الشرعي يافلاوي” والأحاديث في هذا الباب كثيرة، التفصيل المبسط للدين سيجعلك تدرك أن المنتقدين لهذا الأمر ”حديثهم” عن الوصف لا النقل.
متى أصبح الدعاء ”حمنقاحبش”؟
في يوم طبيعي إستيقظت من نومي، لملمت الفوضى من الغرفة، ثم صليت وبينما أقوم بإعداد ‘الشاي العدني’ أخذت جوالي فوجدت صفحة في إنستغرام تقول ”سنصوم من أجل اليمن” صُدمت ماهذا الهراء ؟ يبدوا أنهاترويج للصفحة، دخلت مقطع فيديو فإذا بها حقيقة !
هل الجلوس بالبيت بسبب كورونا يؤدي إلي مزيد من انتشار مثل هذه الطرق الغريبة في الدعوة للدعاء؟
قلت في نفسي ما بال هؤلاء، وأي بدعة وجهل يقومون به . أنكرت الأمر وقلت ”اللهم أصلح شأن المسلمين، وعجل بزوال كورونا” لينشغل الناس بحياتهم بدلًا من الهراء هذا. مرت الأيام فإذا بقوم آخرين يقولون ”استغفر ٢٥–٣٠ مرة، وأرسل للعدد ذاته” .. كذا بس ؟ لا لا تكمل الرسالة المبتدعة نفسها بـ ”تقبل التحدي”؟
صيغة الكلام عجيبة، لماذا عجيبة ؟ تخيل ياعزيزي أن تجد يومًا ما رسالة أو ورقة أو إتصال هاتفي ونصه : قريًباعندي إختبار ، بكرة صوموا عشاني . قد تجدها عبارة سخيفة وغريبة ! عكس حديث المغربي في البداية بالدعاء له كأخ في الإسلام . بإختصار لأن ما تداولونه ”بدعة” ، فلا تجعلوا الدعاء والأمور الدينية على مقام ” حمنقــاحبش ”.