صوم المغاربة في زمن الكورونا – #المغرب

بقلم: أحمد البخاري

لقد اعتاد المسلمون عامة والمغاربة بصفة خاصة إحياء ليالي وأيام شهر رمضان كما هو الحال منذ القدم، إلا أن هذه السنة لها وقع آخر في نفوس المغاربة، فقد ألم بهم هذا الداء اللعين _ كما ألم بمعظم دول العالم _ وأفقدهم طعم الصيام والخشوع بل أفقدهم طعم الحياة كلها.

ما الأثر النفسي الذي خلفه كورونا في نفوس الناس؟

لا نلبث إلا أن نسمع أرقاماً تتهاوى وأخرى تزداد بين أناس قلة ينجون من الموت المحقق وبين آخرين وصلهم أذى هذا الفيروس اللعين، لكن الإنسان المسلم لا يخلوا من خصلة الصبر وتحمل المصائب ولاشك أن للمغاربة باع في هذا فقد واجهوا عبر التاريخ ما هو أسوء وتغلبوا عليه بفضل تضامنهم ولحمتهم التي قل نظيرها.

و رغم عظم المحنة لا تخلو طياتها من منح ظهرت بعدما كانت متأصلة في النفوس، فتجد أطباء هجروا بيوتهم وسكنوا عياداتهم لأيام وأسابيع مخلفين وراءهم فلذات أكبادهم لا لشيء سوى تلبية لنداء الرحمة والوطنية فيقضون أيامهم بين إرهاق الواجب المهني وبين الجوع والعطش وقلة النوم بل انعدامه أحياناً وإكراهات أخرى هم أكثر دراية بها.

ما هو واجب الجهات المعنية بمكافحة الفيروس؟

وفي المقابل نجد منبع العلم والمعرفة _ رجال ونساء التعليم _ قد تجندوا لتوعية وتنوير الناشئة بكل ما أوتوا من وسائل و إمكانات رغم قلتها وبساطتها  إلا أنهم لم يألوا جهدا في سبيل الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر، كذلك لاننسى رجال الأمن الذين يجوبون شوارع الوطن لإخلائها من الناس حتى لا يتسلل هذا الفيروس الخطير إلى بيوتهم فيفتك بمن حجر نفسه بها.

فوائد الصوم في ظل الوباء المتفشي

  1. أن الصوم وسيلة إلى شكر النعمة، إذ هو كف النفس عن الأكل والشرب والجماع، وإنها من أجلِّ النعم وأعلاها، والامتناع عنها زماناً معتبراً يعرّف قدرها، كما عرفنا هذا الفيروس نعمة الحياة في آمان، إذ النعم مجهولة فإذا فقدت عرفت، فيحمله ذلك على قضاء حقها بالشكر.
  2. أن الصوم موجب للرحمة والعطف على المساكين، فإن الصائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات، ذكر مَنْ هذا حاله في جميع الأوقات، فتسارع إليه الرقة عليه، والرحمة به، بالإحسان إليه، فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء.
  3. في الصوم قهر للشيطان، فإن وسيلته إلى الإضلال والإغواء : الشهوات، وإنما اتقاء الشهوات بالأكل والشرب.

بقلم: أحمد البخاري

أضف تعليقك هنا