ماذا يحصل؟

بقلم: عبد الرحمن اسوار

ما الذي يحصل؟
يمكن أن نسأل أيضا ما الذي يقع؟! أو ماذا يحدث؟ نفس السياق ونفس المعنى، السؤال مطروح لكنه في نفس أصبح اشكالا يجب تدعيمه بكثير من الأطروحات والمفاهيم لتظهر الحقيقة أو جزءاً منها.

صراعات من أجل السيطرة شهدها العالم على مر العصور 

إن العالم لا يهدأ أبدا، فهو دائما في دراما دائمة تشمل كل بقاعه، يأتي تدمير هذا العالم بكثير من الطرق المباشرة منها وغير المباشرة، إن التاريخ يعيد نفسه فقط، وما يحدث ليس صدفة أو بجديد، فالحروب العالمية أخذت جزءاً كبيراً من الأرواح للبشرية؛ لتستمر الأزمات من جوع وحروب أهلية وبعدها القوة التي تفرضها الدول القوية على الضعيفة، إن السياسة الجبانة التي استخدمت ولازالت هي فقط انتقام الآخر من الآخر مع التضحية بملايين من البشر، من أجل  نفود أو مكانة اقتصادية، إن الطمع في السيطرة قاد قادة العالم للتفكير في تفكيك الدول وخلق اتباع لها، إن المسألة العاطفية التي تجعل الكثير منا يسأل لماذا هذا العالم يقاتل بعضه البعض!!؟ لم يعد أساسيا لدى الدول التي تريد الحفاظ على رمزيتها التاريخية، فبالرغم من ادعاءات الباطلة بالديموقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن وراء كل حكاية خبر آخر أو قصة، ألا وهي أن هذا العالم لا يجب عليه أن يهدأ.

فالقرون السابقة لم تهدأ فيها الأوضاع خاصة وأن كثير من الدول دمرت ثم أعيد بناؤها، فأوروبا مثلا انطلقت من مرحلة الصراع بالأسلحة إلى صراع فكري واقتصادية غير مجرى العقلية لتصبح أكثر انفتاحا وتقدم، لكن هذا لم يمنعها أيضا في تشكل طرفا أساسيا في قتل أبرياء سوريا وتعذيب الشعب الليبي واليمني… وإن لم يكن بشكل مباشر فإنه يأتي عبر طرق أخرى دبلوماسية تثير الضجة داخل كل الشعب لقاتل نفسه، كمصر مثلا وتونس…

إن المراحل التي يتابعها هذا المد الهجومي مخطط لها بدعوى سلمية لكنها في نفس الوقت حرب اقتصادية، الشكل الذي يتخده هذا العالم هو تقنية معاصرة أصبحت تحلل وتناقش بخبرة وتجارب سابقة، ألا وهي كيفية السيطرة على الآخرين؟ وما هي الطرق التي يتم اتباعها؟ والهدف؟ ثم الخطوات؟ كلها أساليب تضعها للتحكم في الدول المتخلفة صاحبة المواد الأولية والمعادن الثمينة، فغياب هاته الأخيرة في الدول العسكرية لم يمنعها من السيطرة، حيث استخدمت العقل بدل من الهجوم المباشر.

فيروس كورونا هو أحد أشكال الصراعات التي يشهدها العالم

إن تداعيات كوفيد 19 هو مرحلة من المراحل التي يخوضها العالم، كما أنها ليست مرحلة صعبة في نظر القوى السياسية، وإنما برمجة وتطوير لما هو قادم، فالصدفة لا يمكن أن يخطط لها من بعيد لأنها فقط صدفة.. هاته الجائحة أصبحت معركة من أجل العيش بين الإنسان العادي وبين ما يروى له وما يقع، لأن عقله مبرمج فقط بين الواقع والإعلام الذي يقوده إلى الخوف ثم المكوث عن بعد، اما بالنسبة للإنسان الذي ينفعل مع التاريخ وتنصهر كل أفكاره مع الزمان، فغالبا ما ينتج فكرة وهي التي تقودها إلى أن يكتشف كثيراً من الحقائق.

إن الوباء ينتشر بشكل عام لا يفرق بين شخص دولة أو شخص عادي، فهو قد ينهي حياة البعض منهم، إن هذا التوقف ساهم في وضع حد لبعض بائعي الأوهام للمواطن، وجعل الكثير من الرؤوس الكبيرة في المجتمعات تعيد النظر في مبادئها وقيامها المنسية؛ حيت أصبح التضامن شكلا جديدا قديماً يعيد نفسه كركيزة أساسية للتعاون بين الأفراد والدول، ولا يخفى علينا أيضا رغم الحزن والهجوم الذي يحصل مع تقدم الوضع في حصد الأرواح، إلا أن لكل شيء سلبياته وإيجابياتها لكن ليس على حساب الأبرياء دائما، فالعالم الذي يدمع منذ سنين أصبح مرتاحا وأصبحنا نستنشق الهواء الطبيعي للأرض كما أننا أصبحنا أسر تلتقي وجها لوجه مع خلق جو من الحب.

إن الخطر وارد دائما ولو حين، فمادام الإنسان يحارب نفسه من أجل نفسه فالسقوط ينتظره، ومن يواجه الطبيعة بخططه أيضاً الطبيعة لن ترحمه، فالكون تشكل للعالم للعيش ولم يتشكل لشخص أو دولة أو عصابة وإنما هو رقعة جغرافية تضم كثير من الأرواح، خلقها إله وهو الله، وهو القادر على إنهائها أو إحيائها.

بقلم: عبد الرحمن اسوار

 

أضف تعليقك هنا