القلب قبل العقل يختار

إن اختيار القلب كثيرًا ما يكون مسألة غير إرادية فيختار القلب دون تفكير أو تركيز أو تدبير أو تدقيق أو دراسة مسبقة وإنما يكفي ميول القلب وارتياحه للشيء المقبل على اختياره فيكون الاختيار في الحال دون حالة إلى وقت أو هدوء أو الى طريقة وجلسة وطقوس ليقول القلب كلمته فالقلب هنا لا يتردد ولا يعيش الحيرة التي يقع فيها العقل فيكون اختيار القلب سريع ولا يحمل التأجيل وإنما التعجيل مع القلب في الاختيار يرافق.

دور العقل في الاختيار

إن العقل عكس القلب تمام فهو يأخذ كل الوقت المتاح ليقول كلمته وقراره الذي من المفروض ومن المنطقي يكون قرار راجع وحكيم ورزين ولا يشوبه أي مسببات الندم والهلاك والدمار والخطر… إلا أن العقل له أن يخطأ وله أن يتسرع ويسرع في الحكم على الشيء قبل معرفته أو إعطاء ما يقدم له الملف الخاص عنه وهنا حاله حال القلب الذي كثيرًا ما يخيب الظن ويوقعنا في بركة ندم شديدة تغرق وفقط.

هل يلعب العقل دور الناقد لاختيارات القلب؟

لك أن تعتمد على القلب في الاختيار ولا بد من حضور القلب ويجب أن يبدي رأيه ويقول كلمته التي بالفعل نحن لا نستغني عنها وبحاجة إليها ولا يمكننا الاختيار بدونها نهائيًا إلا أن اعتمادنا على القلب لا يكون الاعتماد الواحد الوحيد الذي فيه نكتفي بالقلب وفقط وكأنه هو العقل والشيء الذي فيه ل الصواب والصحيح والسليم إلا أن لا يكون فلا بد من دخول رأي وقرار وكلمة العقل الى جانب القلب في الاختيار والذي يلجأ اليه الكثير أنهم يكتفون بالقلب فيعتمدون عليه كل الاعتماد ويسمعون كل ما يقوله ويطبقونه كما يجب بكل حرص وحذر عكس الذي يحدث بيننا وبين العقل.

هل هناك نزاع دائم بين سلطتي العقل والقلب؟

القلب قبل العقل يختار باختيارنا وعدم اختيارنا… القلب قبل العقل يختار بارادتنا وبدون إرادتنا فالقلب يفرض وجوده كما العقل يفرض وجوده وحتى ما يمليه علينا إلا أننا دومًا نسبق القلب عن العقل وذلك بالدور الفعال الذي يلعبه الإحساس والشعور اللذان هما من جعلنا من القلب الأول والعقل الثاني عند الكثير وهذا ليس هو الاشكال أو المشكلة فلا يهم من أولها المهم أن العقل حاضر والقلب حاضر وبينهما الضمير الحي… أما المشكلة تكمن في حضور القلب وغياب العقل.. أو حضور القلب وطرده للعقل بدراية وموافقة منا تهلكنا وتضرنا بكل تأكيد، لك أن تعطي لقلب بعض الصلاحيات التي من خلالها يختار ويقرر ولكن ليس جميعها ولا بد من اجتماع القلب والعقل وجلوسهما معا واتحادهما ليكون الاختيار ذلك الاختيار الصحيح السليم الذي يكون النفع والفائدة والخلاص لصاحبه لا عكس ذلك.

للقلب بصيرة فقد يصيب أحيانًا

كثيرًا ما يصيب القلب فيختار الجيد والممتاز وكثيرًا ما لا يصيب القلب فيختار السيء فهنا القلب قد يصيب وقد لا يصيب وهو بحاجة الى العقل ليرشده ويوجهه ويصحح الأخطاء التي تصاحب مرحلة اختيار القلب ويمنعه من التسرع والتهور الذي كثيرًا ما يقع فيه القلب وتكون النتائج جد قاسية ومرفوضة تمام ولا تناسب ولا ترضي ولتجنب كل هذا للقلب أن يستدعي العقل ويكونا اللسان اولاحد واليد الواحد والعمل الواحد والاختيار الواحد فلا بد من الاتفاق بينهما وإن لم يكن ذلك يكون التردد والتوتر والحيرة التي تضيعنا وتبعدنا عن مواطن الكسب والفائدة، متى جعلت من القلب هو الذي يختار تكون قد ظلمت قلبك وعقلك ونفس في نفس الوقت فلا اختيار للقلب الاختيار الكلي البحت الشامل.

فيديو مقال القلب قبل العقل يختار

أضف تعليقك هنا