القلب لا يكره من أحب

نسمع كثيرًا عن حبيب تحول إلى كاره شديد لمن أحب وله أسبابه والكثير من الأشياء التي أنهت حبًا كبيرًا عظيمًا ضخمًا ثقيلًا وحولته إلى كره بنفس حجم الحب السابق وأزيد من ذلك…

الخلاف من طبيعة العلاقات نظرًا لاختلاف الرؤى ووجهات النظر

فطبيعي في كل علاقة مهما كان نوعها ودرجة عمقها يكون هناك بعض الخلافات وسوء التفاهم الذي يحدث بين الحين والأخر بشكل متواصل فالعلاقة في الأساس الحب هو من كونها وأتى بها وثبت قواعدها وأسسها التي قد تكون في البداية هشة ومستعدة للسقوط في أي لحظة الا أن الحب هو من يقوي تلك الروابط التي تربط بين البشر ويجعل من الهش متين ولا يهدم بسهولة ولا حتى بصعوبة وإنما يتم البناء والترميم دومًا فهذا هو عمل الحب الموجود الذي متى رحل تهدم الكثير والكثير ورغم رحيل الحب وتهدم ما بناه الحب بشق الأنفس وبعرق الحب الحقيقي إلا أنه يبقى القليل من القليل على الأقل …

عندما تضعنا الذكريات في قفص الحب الذي لا مهرب منه

تبقى حزمة الذكريات الجميلة التي لا تنسى بأي شكل من الأشكال ورغم كل المحاولات فالنسيان لا يستجيب في مثل هذه الحالات نهائيًا فهو يرفض تلقائيا والقلب لا يرضى ولا يتمكن ويفشل ويستمر في الفشل باستمرار لأن الذي كان كبير وكبير جدًا وجدًا وقد أثر منذ زمن وقد حفز كل اللحظات بنوعيها الجميلة والغير جميلة بالقلب بالدم وبالذهن بالدم كذلك فلا نسيان ولا محاولة ولا هروب منها فهي باقية شئنا أم أبينا.

القلب المحب أو الذي كان يحب يدعي الكره والكره الشديد لمن أحب وهذا الذي يحاول القلب من خلاله إقناع نفسه ومن حوله أنه كل شيء انتهى وحتى الذكريات والحب قد احترق بإرادته وبقرار صارم منه والقرار هنا والصرامة هنا لن تفعل شيئًا ولن تكون بتلك القوة والقدرة المعروفة عنهما… ورغم علمه أنه لم يكره لأن الذي يحب فعلاً بكل ما لديه وبكل صدق لن يكره ولا يعرف الكره ولن يصل لمرحلة الكره فالقلب مستمر في قول وترديد كلمة كره بطلب وبسؤال وبدونه.

هل يجتمع ضدّان في قلب واحد؟

القلب لا يكره من أحب لأن الحب والكره لن يجتمعان واإن تفرقا وكان الكره في اليمين والحب في الشمال ولا يرى بعضهما البعض وإن رحل الحب لن يكون هناك حب في المقابل لو كان هناك كره له ان يتحول الى حب فالحب يفعل مالا يفعله الكره ويحول مالا يستطيع الكره أن يحوله فهذه قدرات الحب العظيمة الكبيرة التي يعجز عنها الكره ولا يتمكن من الوصول إليها فالحب مطلب الجميع وحاجة الجميل عكس الكره إن كان لا يكون باختيار منا وإنما جراء أشخاص وظروف وأمور قد جلبت الكره وأوجته ووضعته بين البشر وتعاملاتهم.

ذكريات الحب

لا تصدق قلبًا وشخصًا يدعي ويقول أنا أكره من أحببت وإن قالها بكل ثقة وثبات فهذا سوى تمثيل وارتجال قد كان لحظتها بشجاعة الغضب وقوة الألم وصعوبة احتراق القلب من حب قد رحل أو خدع من رفيقه، لا تصدق قلبا يحب يعترف بالكره فعناد القلب هو السبب وما أنتجه الحب من طرف واحد شعور بالكره ولكنه ليس كره الكره الذي تعرفه وأعرفه ونعرفه جميعًا… وإنما الذي يكره الذي قد أوهم من حوله أنه يحب ويحبه أو كان يظن أنه بالفعل يحب إلا أنه أمام أول مشكلة وعقبة اتضح أنه ليس حبًا ليتعدى العقبة وينتقل الى التي بعدها فهنا ان قال القلب أكره فهو يكره لأنه لم يحب يوما الذي هو يكرهه اليوم.

الغضب والألم والانفعال كثيرًا ما يجعلنا نتفوه بأشياء ونقول ماهو غير موجود حقيقة فهذه تكون شبيهة بردة الفعل التي قد تطول فترتها ولا تنتهي في لحظتها المعتادة على النهاية بسرعة، القلب الذي يحب لن يكره من أحب مهما فعل ومهما كان وحدث ووصل الحال به وان كان الانفصال النهائي الأبدي إلا أن الحب يبقى ولو بالشيء القليل الذي به يجعلنا نتذكر ونعيد مشاهدة شريط الذكريات بكل سعادة وحب وابتسامة كبيرة.

( اقرأ المزيد عن موضوع قضايا مجتمعية في موقعنا، وشاهد مقاطع فيديو موقع مقال على يوتيوب )

فيديو مقال القلب لا يكره من أحب

أضف تعليقك هنا