ساهمت النشأة المبكرة للفنانة(الممثلة والمغنية) ياسمين عبد الله وانخراطها في عالم الفن في إبراز وتقدم أعمالها الفنية من خلال شغفها الكبير بالدخول في هذا المجال, واستفادتها من تجارب الآخرين استطاعت أن تمزج ما تملكه من مواهب لتخرج بنموذج تشادي حديث بسيط في أسلوبه سهل الفهم لكل تشادي سواء المتعلم وغيره ومحاولتها لتوصيل رسائلها لكل المثقفين باللغتين العربية والفرنسية وكذلك البادية التشادية. ( الفنانة التشادية ياسمين عبد الله ) . (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم أعلام الرجال).
جعل هذا النموذج يلقى إقبالا من قبل المجتمع التشادي بدلا من أسلوب التقليد من الفن السوداني,وركزت على قضايا المرأة التشادية أيمانا منها بأنها جزء أساسي من المجتمع, لها قدرات ومواهب وحقوق تستطيع أن تسهم في عجلة تنمية المجتمع في كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية, وحاولت أن تحارب كل العادات الضارة التي تقف عائقا أمام المرأة التشادية.
في العقود الماضية كان الفن التشادي بشتى أنواعه بدائيا تقليديا ,وضع أصحابه كأمثال أحمد مهدي صديق(أحمد بيكوس) اللبنات الأولى عن طريق جهودهم وخبراتهم الخاصة وعانوا الكثير ليصل الفن إلى نقطة تحول وقفزة نوعية لتواكب عالم الفن الحديث. ساهم كذلك في السينما التشادية العديد من الممثلين منهم على سبيل المثال وليس الحصر(الحاج توا,حسن نجيلي, مندرقكي)وغيرهم من الممثلين التشاديين.
كانت علاقة الشعب التشادي مع أهل الفن قريبة جدا من خلال إقامة الحفلات في الإعراس وحفلات الختان لزرع السعادة في نفوس الناس,فكانت هذه العلاقة مبنية على فهم خاطئ للفن سواء من المغني أو من الجمهور,ولم يكن أن دور الفنان(المغني) هو إيصال رسالة للمجتمع من خلال الفن أو مساهمته في معالجة قضايا مجتمعية.أيضا كان فهم المجتمع للفن أن يعمل من أجل مساندة السياسيين في الدعايات الانتخابية والوقف بجانب الوزراء وأصحاب الأموال من أجل لقمة العيش.
رغم هذه المشاكل التي كان يعيشها الفن التشادي في نفس الوقت كان يعيش مشكلة أخرى وهو التقليد الأعمى للفن السوداني ,تقليد في الأسلوب والصوت وفي كل شيء,حتى عنونت صحيفة المرصد السوداني و أخبار السودان اليوم الالكترونية عنوانا(عاطف السماني الفنان الأول في تشاد)ويضيف المقال على لسان عاطف(أي مطرب ما غنى في تشاد ضيع روحو(نفسه) في الخرطوم).وتضيف صحيفة المرصد الفنان السوداني (وردي) والفنانة(ندى القلعة) من ضمن أكبر المطربين الذين يستمع لهم الشعب التشادي.
وقد ارتبط الفن في تشاد بثقافة سيئة معروفة محليا ب(الشكت)وهي تبديد الأموال من قبل الشعب في الحفلات للمغني فيجلب المغني خلال حفلة الآلاف والملايين من الفرنكات.فالفن في تشاد شهد الكثير من الأسباب التي أدت إلى إضعافه كما ذكرها الأستاذ محمد طاهر عبد القادر:1
وبعد كل هذه المعاناة التي مر بها الفن التشادي من تقليد وتشويه كان الشعب التشادي بانتظار من يلامس واقعه ويفض الغبار عن ثوب التقليد الاعمى وليدفع بعجلة تقدم الفن التشادي ويحس بإحساس الوطن باغتت الفنان التشادية الملقبة بعقرب الصحراء(ياسمين عبدالله)الفن التشادي وحاولت أن تمزجه بألوان مختلفة لتخرج التفاعلات نوعا جديدا تشاديا وبأسلوب بسيط دون تكلف ليفهمه الجميع في المدن والبوادي ,فمزجت أغانيها وألحانها بالعربية الدارجة والفرنسية لتخرج من ثوب التنازع بين المثقفين وتوصل رسائلها للمجتمع التشادي في كل مكان,فكانت فنانة بالمعنى الحقيقي مبدعة (مجددة الفن التشادي).
حاولت الفنانة ياسمين عبدالله أن تعالج العديد من القضايا المجتمعية التي يعاني منها الشعب التشادي ,فتمحورت أعمالها الفنية في :الاهتمام بشؤون المرأة التشادية والتنمية الريفية ,تعليم البنت,الزواج المبكر,الختان,تنظيم النسل، الوطن, الوحدة, الزراعة, الحب.
في هذه الورقة نحاول أن نقف مع بعض الأعمال الفنية التي قدمتها الفنانة ياسمين عبدالله
هي الفنانة ياسيمين عبدالله ميدورو من مواليد العاصمة التشادية انجمينا يوم 17 نوفمبر عام 1985 ,درست ياسمين عبدالله المرحل التعليمية بالعاصمة التشادية انجمينا.تلقب الفنانة ياسمين عبدالله بلقب عقرب الصحراء,في عام 2006 اتجهت نحو دولة الكمرون من اجل مواصلة الدراسة في ادارة السكرتارية وفي عام 2008 تحصلت على دبلوم في السكرتارية من معهد البنتاغون في غاروا الكمرونية .(BTS)وبسبب مرض والدتها عادت الى العاصمة انجمينا في عام 2009 .
وبعد عودتها إلى العاصمة ، شرعت في السينما والصحافة إلى جانب الموسيقى, وكانت منسقًا في جريدة الوحدة من 2009 إلى 2010 وظهرت في العديد من الأفلام .ضمن مسيرتها الفنية تدربت في التلفزيون التشادي لمدة 3 أشهر وتدربت في عملية البث وعالم الراديو في عام 2010 منذ 10 اغسطس 2010 وعملت في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ضمن فريق ادارة إدخال البيانات .بدأت الفنانة ياسمين رحلتها الفنية في سن مبكرة منذ سن 18 كممثلة .1
تأثرت كثيرا بكل من (فرات عزيز,محمد علي دار سيلا,مدثر)وكانت تستمع لهم كثرا بسبب شغفها في الدخول في عالم الفن بشكل يومي,وكانت تستمع أيضا للفنانين السودانيين والتشاديين,فساهم ذلك في تطوير مسيرتها الفنية وبدأت الانخراط في عالم السينما والفن.2
امتاز اسلوب ياسمين بالحيوية وبساطة اللغة التي تقدم بها ألحانها,استطاعت في وقت قصير إنجاز الكثير من الألبومات التي تعالج قضايا اجتماعية ووطنية.كانت ياسمين قريبة من المجتمع وإحساسها بما يعانيه من قضايا شتى تحتاج إلى علاج,فحاولت أن توصل رسائلها باللغة العربية الدراجة مع خلطها باللغة الفرنسية بأسلوب حديث,هذا الأسلوب جذب الشباب التشادي والإفريقي وجعل من ياسمين مجددة الفن التشادي.
حاولت ياسمين الدخول إلى عالم الفن التشادي البدائي والمنقول في الغالب من الثقافات الأخرى من دول الجوار خاصة من دولة السودان ووصل الأمر بأصحاب الفن التشادي سابقا(المغنيين) بنقل حرفي وصوتي وأسلوبي في العقود الماضية من الفن السوداني.
لكي يواكب الفن التشادي حراك الثقافة والتطور ولكي يلامس واقع الشباب في العاصمة انجمينا والقرى وباقي المدن التشادية والقارة الإفريقية بشكل عام ابتكرت ياسمين أسلوب بين الحداثة والتراث التشادي فجاء ممتزجا بنوع جديد من الفن التشادي يفهمه الجميع المتعلم وغير المتعلم ,الدارس بالعربية أو بالفرنسية,وبذلك انتشرت الحانها في ارجاء البلاد .
تقول في إحدى خطاباتها:”أنا مخرجة وكاتبة سينمائية وفي الوقت نفسه فنانة مغنية. خلال جولاتي في عام 2013 ، أدركت أنه في المناطق النائية ، لا يتوفر للناس المعلومات. التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت والتلفزيون والراديو لا تملك المعلومات.تقول ياسمين عبد الله “كمخرج وكاتب سيناريو ، كل ما يمكنني فعله هو إنشاء وسيط لإعلام من هنا وهناك”.3تدربت في السينما في مراكش بالمغرب ، وقد عملت في العديد من الأفلام وخاصة في مسلسل العصر الذهبي للمخرج سيريل دانينا, ياسمين فتاة متعددة المهارات.4
فليم سعاد من ضمن أفلام الدراما التشادية الممتازة الذي نشر يوم 18\1\2020 على قناة بوابة النهضة التشادية على اليوتيوب ,يعتبر من أجمل الأفلام التي تحاكي الواقع التشادي وفازت به عام 2019
من المعلوم ان المجتمع التشادي يعاني من قضية تعليم الفتاة سواء في المد أ القرى ,وخاصة الفتاة البدوية تعاني العديد من المشاكل بحكم الواقع والمحيط الذي نشأت فيه ,ولا نلوم هنا الأسرة البدوية لوحدها ونعتبرها هي العائق الوحيد وراء تعليم البنت بشكل أساسي وإنما تشترك في الامر العديد من الأمور بما فيها الأسر بشكل خاص والدولة بشكل عام.هذا الفيلم يحفز الأسر البدوية للسماح للفتاة بالتعليم دون تركها وراء عملية الرعي بالأبقار والأغنام ,ويلفت هذه الفيلم أهمية الفتاة البدوية ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية الاجتماعية.
ان الفتاة البدوية مهمتها مساعدة الوالدين في عملية الرعي وخدمة المنزل وليس لها علاقة أبدا بالتعليم ,والتعليم بالنسبة لها هو مجرد حلم.كان والد الفتاة في هذا الفيلم مرتبط بالعاصمة أنجمينا بحكم ان أخيه كان يعيش في العاصمة , ولهذا السبب بدأ يفكر الأب في مستقبل بناته عندما رأى ان الفتاة في العاصمة تعيش حياة راقية من تعليم وراحة مقارنة بفتاة البادية,فعند رجوعه فورا قرر إرسال بناته إلى العاصمة أنجمينا من أجل الالتحاق بالمدارس رغم رفض الام قرار إرسال البنات,ولكن أرسل الأب البنات رغم رفض الأم.
حاول الأب رغم دخله المحدود تسجيل بناته فالتحقن بالمدارس رغم تقدمهن في السن بالصف الأول الابتدائي ومن هنا بدأ مشوار التعليم والمكافحة والصبر والتأقلم.
بعد مرور السنوات مرض الأب وأصبح الأب معدوم الدخل ولا يوجد من يساعد الأب إلا بناته وأبناء أخيه وكل هؤلاء عبارة عن طلاب يدرسون ,ففي هذا الموقف الحرج لم تستسلم الفتيات, فحاولت إحداهن العمل في إحدى المنازل من أجل الحصول على المبلغ لشراء الدواء ومعالجة الأب,ولكن رغم الصعوبات لم تستسلم وواصلت العمل فقامت بشراء الدواء للأب وتسحن الأب مع الوقت ,وفي نفس الوقت كانت تواجههن مشاكل رسوم الدراسة فقامت بتسديد الرسوم.
في الأخير أكلمت الفتاة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والتحقت بالجامعة ودرست التمريض ووظفت وأصبحت ممرضة وفي نهاية الفيلم زارت الفتاة والديها في البادية بالسيارة فعم الفرح في وجه الأب والام ولم يكن يتخيلا أن تصل الفتاة البدوية إلى هذه المرحلة من الرعي إلى ممرضة.
من أجمل مما شملته قصة الفيلم ان هذه الفتاة البدوية القادمة من البادية لم تنجر وراء المغريات كالسيارات والملاهي والثقافة الشبابية واللباس الشبابي ,وإنما صبرت وركزت على هدفها دون الإنجرار وراء الملهيات ومغريات الحياة.
فيلم يحاكي ظاهرة اجتماعية أساسية يعاني منها المجتمع التشادي بشكل عام.1
في هذا الفيلم حاولت الممثلة ياسمين عبدالله أن تجسد عمليات الزواج التي تتم في المجتمع التشادي سواء في البادية أو في العاصمة انجمينا يشترك فيها الكل في عملية تزويج الفتاة قبل بلوغها سن الزواج.
أميرة فتاة صغيرة تبلغ من العمر ما دون العاشرة من عمرها ,تلعب مع الأطفال ككل يوم وحلمها كحلم كل فتاة أن تدرس وتعمل وتحصل على منصب في الحكومة.كانت عائلة أميرة سيئة للغاية معتمدة على شرب الخمور الأب والأم ,وان الأب بشربه للخمر أثر على زوجته فجعلها هي أيضا تكون مدمنة لشرب الخمر,وأصبح شرب الخمر ديدن عائلة أميرة كل يوم.
شرب الوالدين للخمر جعل يؤثر سلبا على حياة أميرة باعتبار أن عائلتها رغم محدودية دخلها لم تترك الخمر ,في يوم من الأيام تم طرد أميرة من المدرسة فاتصلت بأبيها لتخبره بالأمر فقال لها إنه في سفر وعند عودته سيحل الأمر ,وهي قادمة إلى البيت حزينة وجدت ابيها في إحدى حانات شرب الخمر,فأسرعت نحو البيت لتخبر أمها ,وقبل أن تتصل اميرة اتصلت الزوجة فكذب عليها مثلما كذب على أميرة.فجاءت الزوجة مع الابنة الى الحانة وهناك بدأت المشاجرات.
بعد مرور الزمن انتهى كل ما تملكه عائلة أميرة من أغراض ومصاريف ,ففكرا أن لهما صاحبا يشرب معهما الخمر بأن يقوما بتزويج أميرة مقابل الخطبة على أن يدفع لهم 15 الف فرنك سيفا,وفعلا تم الأمر بعد ان اجتمعا في منزل عائلة أميرة وبجانبهم زجاجات الخمر هناك تمت الخطبة.
كانت أميرة كطفلة صغيرة تعلب بجوارهم سمعت الخبر فبدأت بالبكاء فهربت إلى حي آخر فضاعت ولم تستطيع الرجوع ,وجدها شاب وهي تبكي فأحضرها إلى مركز الشرطة وبعد الإجراءات تم اذاعة الخبر على الراديو ,في ذاك الوقت أصدرت الحكومة قرار بمنع الفتاة دون سن 18 عشر.بعد سماع العائلة الخبر خوفا من العقاب والحبس ظلت أميرة 3 أشهر دون أن تبحث عنها العائلة وقررت العائلة الرجوع الى البادية للعيش هناك ,وفي نهاية الأمر أحضرها مسؤول الشرطة إلى بيته وتبناها ووفر لها كل شيء.
كبرت أميرة ودرست وتعلمت وأصبحت مشهورة على المسرح التشادي من إخراج أفلام وأغاني وطنية .بعد أن ضاقت الحياة بالأب بدأ يبحث عن أميرة وفي النهاية أستطاع ان يجد مكان ابنته وهي قد نجحت وأصبحت بسبب مسؤول الشرطة في حياة راقية وتعليم ,حينها ندم الأب وطلب العفو من أميرة,ولم تستطع أميرة أن تتمالك نفسها فسامحت أبيها عن أخطائه.قصة تحاكي واقع المجتمع التشادي في ظاهرة زواج القاصرات قبل البلوغ وتأثير هذه الظاهرة على العملية التعليمية في مستقبل الفتاة التشادية.1
في هذا الفيلم حاولت ياسمين ان ترسل رسالة من خلاله عن أخطار ختان الإناث ,جعلت المشهد مخيفا عند تصوريها قصة الفيلم.بعد التوعية التي سمعها والد البنت (فاتي)رفض الأب ختان بناته ولكن أصرت الأم بحجة ان الشارع يسب ويشتم بناتها باعتبار انهن غير مختونات وأصبح عار على الأم,في إحدى الأيام لكي تتخلص الأم من هذا العار المجتمعي وتمشي على عادات المجتمع حاولت بالسر أن تقوم بختان بناتها عبر مختصة الحي في ختان الإناث.
ولكن الكارثة تم ختان البنت (فاتي)وبدأ يكثر الدم ولم تستطيع الخاتنة أن توقف الدم وبسبب تدفق الدم مات البنت (فاتي),فجاء الخبر أن زوجته قامت بختان ابنته وماتت من حينها.
الندلة مصطلح يطلقه المجتمع التشادي على المرأة التي لا تستطيع أن تفعل شيئا في بيتها وحتى إن فعلت تفعل السيئ,ولا يطلق فقط على المرأة وإنما يشمل الرجل أيضا بلفظ الندل.
في هذا الفيلم حاولت تحاكي عملية الغيرة والخيانة الزوجية التي ترتكب بحق المرأة التشادية في إقامة علاقات مع امرأة ثانية دون علم الزوجة الشرعية.
ياسمين مثلت في الفيلم دور الأخت الأكبر لصافية المتزوجة ,وكانت صافية فتاة قد تزوجت من شباب ميسور الحال ,وبعد الزواج ومضي سنوات لم تنجب صافية لزوجها فاتهمت أم زوج صافية بأنها عقيمة لا تنجب وكانت صافية تسكن مع أم زوجها في بيت واحد.تحاول الأم كل يوم مضايقة الزوجة لكي تترك ابنها وترحل الأم لا تريد صافية أن تعيش مع ابنها,وهكذا تستمر معاناة صافية.
بعد مضي 6 سنوات من الزواج أخبرت أم الابن إما أن يطلق صافية أو يتزوج امرأة ثانية ,فأصبح الابن في حيرة من أمره لأنه يحب صافية, في حين كان والده يقف معه.في هذا الوضع الكئيب اضطرت صافية الذهاب إلى بيت أختها ياسمين للمكوث هناك بضعة أيام وبعد ذلك تم حل المشكلة ورجعت صافية إلى بيتها.
بعد ذلك قام الابن بالذهاب إلى المستشفى وأجرى الفحوصات وتبين أن العاقر هو الابن وليست ضافية.انصدم الكل بالخبر.وفي نهاية القصة اضطر الكل وخاصة الام ان تعتذر لزوجة ابنها وان تعفو عنها لكل ما فعلته لها من مضايقات .وفي تلك اللحظة كان الخيار في يد الزوجة ولكن عندما سألها الأب لك الحرية في أن تعيشي مع ابني او ان تتركيه.فرددت الزوجة أنها لن تترك زوجها وستستمر معه.وبهذه العبارة انتهت القصة.
مثلت في هذا الفيلم دور زوجة العسكريحاولت في هذا الفيلم معالجة حياة زوجة العسكري المبعوث خارج بلده في محاربة الإرهاب.في الوقت الذي شهدت فيه تشاد ارسال قوات للمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في كل من نيجريا ومالي والكمرون.القضية التي ركز عليها الفيلم أنه ما بعد وفاة العسكري كيف يكون وضع الأسرة والأبناء خاصة؟
في هذا الفيلم ذهبت الزوج لدولة من دول الجوار للمشاركة في العمليات العسكرية بعد فترة رجع العسكر وإذا بهم يحملون اغراض الزوج دونه.جاء أصدقاءه إلى بيت صديقهم العسكري الذي فقد حياته ,فبدى الامر مخيفا للزوجة والأطفال,فسألتهم الزوجة أين زوجي وكذلك الأبناء أين أبانا؟الجواب كان صعبا صادما لقد فقد حياته,فبدأ الاطفال والزوجة بالبكاء.
بعد فترة من الوفاة بدأ وضع أسرة العسكري المتوفى بالتدهور خاصة وضع الأبناء تركوا الدراسة ,ولكن اجتمع اقرباء العسكري المتوفى فجمعوا مبلغا من المال لمساعدة الاطفال والزوجة.وفي هذا الفيلم القضية المهمة فيه حقوق العسكر بعد الوفاة من ضمن المعاني الضمنية التي نستطيع أن نستخرها من القصة.
من خلال الأعمال الفنية يظهر التوجه الفكري للفنانة ياسمين عبدالله هو دعمها لقضايا المرأة التشادية ومحاولة تخليص المرأة التشادية من العادات والتقاليد الضارة بالمرأة حسب أعمالها(التقليل من شأن المرأة,الختان,منعها من التعليم,الزواج المبكر).
اما من الناحية السياسية تساعد وتدعم قضية تنمية المرأة السياسية من أجل الوصول والمشاركة في عملية صنع القرار السياسي.(المشاركة السياسية للمرأة,المساواة بين الجنسين وغيرها من القضايا السياسية المتعلقة بالمرأة التشادية).تحمل فكر وطني للتمسك بالوحدة الوطنية والاعتزاز بالوطن وقدراته وجماله وخيراته.
خلال هذه الورقة حاولنا بشكل مبسط التطرق لحياة الفنية ياسمين عبدالله , من خلالها تسليط الضوء على جزء من الأعمال الفنية التي قدمتها للشعب التشادي,رغم المعاناة التي عاشها ومازال يعيشها الفن إلا إنها حاولت أن تساهم في عملية الخروج من التقليد الأعمى للفن التشادي ,وكزت على معالجة قضايا المجتمع ,فالفن له دور كبير كما قيل ان الفن روح الشعوب,يسهم الفن في تنمية وتوعية المجتمع بقدر ما يسهم الإعلام والمؤسسات التعليمية .
لا يخلو مجتمع من فن سواء السينما أو الموسيقى أو الرسم وغيرها من أنواع الفن فالمجتمع بحاجة إليه بقدر حاجته إلى الأكل والشرب.استطاعت الشعوب الأخرى من خلال الفن وخاصة السينما عبر الأفلام غزو ثقافة الدولة التشادية وأثرت فيها تأثيرا كبيرا سواء على المستوى العائلي أو الفردي.فقدان الفن الوطني في مجتمع ما عرضة ليكون سهلا للانخراط وراء فنون الشعوب الأخرى سواء بالإيجاب أو السلب.
مازال الباب مفتوحا أمام الدولة التشادية للوقوف مع الفن التشادي ودعمه لكي يخطو الكثير ليلحق بركب تطور الفنون العالمية.كذلك على الباحثين التشاديين القيام بدراسات علمية في إطار الفن التشادي لتكتمل علمية البحث العلمي ومعرفة العوائق التي تقف أمام تقدم وتطور الفن التشادي.
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد