الآن يتساوى القوي والجبان

قال صامويل كولت مخترع السلاح(الآن يتساوى القوي و الجبان) حسناً الأمر نفسه يسري على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيتامينات المعززة التي تمنح قوا خارقة للجميع …ليهاجم بسوط كلماته الوهمية من يشاء دون حسيب أو رقيب، بل أصبح هو الحاكم الذي يحاسب الجميع الشكل، اللون، الملابس، الشهادة، الشخصي، الدين،القومية، المهنة….القائمة تطول كلها مواد دسمة لهؤلاء المتصيدون. (الآن يتساوى القوي والجبان). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قضايا مجتمعية).

تأنيب و استبعاد و تجريح لفظي، تختلف تلك الممارسات بحدتها حسب المدى الذي يجعل المتنمر يشعر بالرضى النفسي
فهل للتنمر الإلكتروني أثر؟و ان كان له أثر هل هو جيد ام سيء؟اين الغرض النبيل لهذه التعليقات، هل الهدف تقويم الشخص و منعه عن ارتكاب الأمور التي تخالف العادة؟ام هو تهميش و عملية قتل غير مقصودة لشخص الجميع! هل انا ابالغ؟ ام ان تأثير سخريتك من “كرش أحدهم على الفيس بوك ممكن أن يجعل حياتنا جميعا جحيم؟!

مفارقات

اننا لنجد الغالبية العظمى من المتنمرين أو” المثاليين”يمارسون العادات التي ينتقدوها.. و انهم لديهم من العيب الكثير ما يجعلهم كثيري التكتم حول تفاصيل حياتهم! و القسم الآخر لا يقر بأنه يمارس التنمر لأنه من وجهة نظره يمارس شيء طبيعي يمارسه الجميع أو أنه يمزح أو ان كلامه غير مهم في الأساس !ما يجب أن ندركه هنا بأنه الأمر لا يدور حولك و حول حياتك بل أنك في الدائرة المحيطة لشخص آخر من هنا ستقاس الأمور بحجم ما تخلفه من ضرر للشخص الآخر و ليس ما تخلفه من رضى لديك!

الأسوء،أصبح التنمر ليس حالة شاذة بل مادة دسمة للحوارات و المزاح “البريء” الغير مؤذي و إذا لم تضحك على نكتة أحدهم التي تحمل تنمر لك أو لأشخاص آخرين تصبح متخلفا عن القطيع!

حقائق وأرقام ليست بوهمية

أن لكل خمسة أشخاص ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي هنالك ثلاثة منهم قد تعرضوا للتنمر هل هو صادم؟ أمم ربما لكن الغريب أن اثنان من الثلاثة أشخاص يصبحون متنمرين! ٧٥٪ من المراهقين الذين يتعرضون للتنمر يفكرونبالانتحار!٩٠٪ من التنمر يحصل على تطبيق ألفيس بوك! ٢١٪من الطلاب يتعرضون للتنمر أغلبه إلكتروني!

هل يقصتصر التنمر على فترة زمنية معينة؟

التنمر لا يقتصر على فترة زمنية محددة بل يمتد لمراحل عمرية متقدمة من حياة الإنسان ويسبب مشاكل نفسية معقدة تستمر حتى عمر الخمسين و الستين عاما!الأمر ليس وليد الصدفة انه ثقافة متراكمة تبدأ من الأسرة ثم الشارع ثم المدينة ثم المدرسة، الكلية، العمل…. و بقدوم التكنلوجيا أصبح الجميع معرض لها و هو جالس على اريكته المريحة! و يجدر أن ننبه بأن إطلاق الألفاظ المسيئة على الأطفال و عدم احترامهم و تسميتهم بأسماء من وحي شكلهم ك الأعرج.. ابو صماخ.. دبة حميسة.. و تداولها كمزاح ينشء بيئة خصبة للتنمر و يجعلهم يتنمرون على غيرهم من الأطفال..

على أرض ألّا واقع

احثك عزيزي القارئ لتجربة التنمر الإلكتروني شخصياً ليش كجلاد ذو عضلات خيالية بل كضحية! جميعنا لدينا مجموعات خاصة على الفيسبوك أو غيره من المواقع.. توجد فقرة تبادل المشاكل مجهولة الهوية حيث لن يعرف احد من انت! لتشاركهم إحدى اسرارك أو إحدى الحقائق أو مبادئك و لتقرأ التعليقات…لنرى كيف سيكون وقع كلمة “تافه” التي كتبها أحدهم عنك و كيف ستترك إثر في نفسك. ليس لتثبت لي شيء بل لتعرف أن للكلمة الواحدة معنى و اثر يتعداك!

بفترة ليست بالبعيدة استوقفني تعليق الكثير من الناس المثالية على منشور لشخص حاول الانتحار بسبب تجربة حب فاشلة! من تهجم على شكله و حثه على تكرار التجربة و وصفه بألفاظ مثيرة للغثيان إلى التشكيك بدينه إلى المطالبة بقتله بأبشع الطرق ليتخلص المجتمع منه! هنا يجب أن نضع النقاط على الحروف ليسمع الصم المشاعر

ما هو الفرق بين الانتقاد والتنمّر؟

هنالك فرق شاسع بين الانتقاد و التنمر كالفرق بين الموز و التفاح! الانتقاد عمل سامي يرتقي بالفرد و المجتمع ذو هدف تقويمي و نية لإصلاح الفرد اما التنمر عملية قتل مقصودة أو غير مقصودة للأفراد تلحق بهم ضررا نفسيا أو جسديا! اخزروا ماذا الطب النفسي ليس باسطورة و الأمراض النفسية ليست بدلع و خنج يجب أن تقر بهذه الحقيقة و نبدأ بالتردد على العيادات النفسية بكثرة من الواضح اننا نحتاج ذلك.

ما قبل النهاية

  • المزاح ليس بمبرر
  • الأطفال اكثر عرضة للتنمر، راقبوا أطفالكم و احموهم
  • الطب النفسي ليس باسطورة!
  • لن تحدد انت ما هو الغير جارح لمشاعر غيرك
  • الكلمة الواحد ذات اثر
  • اجعل سلسلة التنمر تقف عندك

فيديو مقال الآن يتساوى القوي والجبان

أضف تعليقك هنا