هل الحب نعمة أم نقمة؟

بقلم: آمال السعودي

‎‏”لقد رأيت الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة، ولكنني قررت الإبحار معك ظناً منّي بأن الحب يصنع المعجزات.” ‎- دوستويفسكي | Adieu by Alfred Guillou (صراع الحب).

ما هو الحب؟

الحب هو الله والله هو الحب الحب معجزة والاعجاز مافاق عن الوعي المادي لأنه غير ملموس محسوس لايمسه إلا المطهرون. “اللهم طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود”  ..اذا من هو البيت البيت ببساطه هو القلب في كل الكتب السماوية والصحف على مختلف الانبياء كان الشغل على هذا البيت ..وكما هو معروف كل سكان الأرض قاطبة مسلمون مسلم بأمر الله بقدره فينا ولكن قلة هم المؤمنون فالإنسان بطبعه عجول لحوح عنيد متأني كل صفات الكون المتناقضة  هي فيه حسب وعيه.

الوعي في الحب

والوعي هو وعاء ماصب فيه من أحداث وقصص وشواهد ملموسة ومحسوسة  فطن عليها منذ بدء حياته في سن الخامسة او السادسة من عمره منهم من تربى حياة مترفة ومنهم العكس صعبة المشكلة ليست هنا الامر هو اعتياد ولكن تبدأ المشكلة على مستوى العلاقات الخارجية اي خارج إطار العائلة او المنزل او حتى البيئة أو غيره هنا يصبح التصادم فتبدأ الصراعات حول العادات والتقاليد والمعتقدات التي تربوا عليها تصطدم بفطرتهم وهي اساس التكوين وهو الحبحب الاطفال الذي ولدوا عليها وهذا معنى فطرة الله التي فطرنا عليها اي وعائنا الاصلي الذي لا يعرف الخوف طفل متطفل يريد أن يتعلم كل شي.

فمنهم من يتعلم بوعي مادي فكري  وجسدي ذو البيئة الصعبة فيتجذر بالشجرة التي فصلت عنه حقيقته انه جناحين اسمهما الأحلام والخيال ومنهم من يتعلم الوعي العاطفي والروحي فيطفوا سابحا حالما متخيلا انه طائر وينسى أن  لديه أرجل يجب أن يتعلم كيف يتجذر بالشجرة  التي في الأرض وعليه تبدأ مرحلة التكوين في إعادة الخلق من جديد بين الازواج والعلاقات الفرعية المترتبة عليها تلك الاوعية الأربعة.

هل يولد الحب بالفطرة؟

يحصل التجاذب الكوني بين اي شخصين بعد أن تعبا من تلك التجارب المملة كشعور بالسعادة  كانت او المرة كشعور باليأس هذا التجاذب هو أمر كوني يجمع بينهما الفطرة وهو الحب برغم كم الكبير من الاختلافات القائمة  لان كل شخص يشعر فطريا انه لديه نقص بجانبين فيرى أن الاخر يكمله.. بالأساس  الخالق هو مدبر وخالق هذا القانون لجعل كل منهم للاخر معلم مرسل له ومنبأ له ليتذكر  فتبدأ الرحلة المليئة بالصراعات النفسية العميقة التي تراكمات عليهم وكلاهما متيقن بحب الاخر.

صراع الحب بين الذات العليا والسفلى

ولكن الصراع هو صراع وجود واثبات كل حسب ذاته الغالبة فالذات العاليا هي روح نور والسفلى هي نفس وظلام …ليصل هذا الصراع بالانفصال الجسدي حتما لأنه ببساطه كل شخص كشف للثاني عيوبه فلايتقبل احدهما الاخر ….في هذه الفترة التي انفصلا عن بعضهما تتضخم لكل منها الأنا النفس والاني الروح  فيكتشفا أنهما ظلما انفسهما جدا واحد ظلم نفسه ولم يحتظن نوره فانفصل داخليا والاخر انفصل عن ظلامه فانفصل خارجيا وتبدا مراحل اللوم(نوح) الاعترافات والالهامات.

(ابراهيم والتشافي والاعتراف بالحب ولكن مكملا طريقهما فيعرجا لكي يعرف من  مس نوره ومس ظلامه فيهتدي (موسى )  فيحتظنهما ليسعيا لرؤيتهما ان يتكاملا داخليا  كل تلك التراكمات بعد إعادة ترميم نفوسهم وارواحهم(مريم) فيمسحا بعد رؤية مابصرا به انفسهم فيحمدوا الله على أن هداهم.

الحب الغير مشروط

{لكل منهم هديه الله الاخر بالتكامل} فيتم التحميد (محمد) فينهيا التعلق باسم ربهم فيقول لهما الخالق انكم الان ترجعون إلى ملة إبراهيم. وهو الحب الغير مشروط فيتحقق بذلك بعد اكتمالها بوحدانية الله فيهم لاشريك له في قلبهم. ليتحدا بلا اله الا الله ….محمد والذين معه من أنبياء ورسل سبقوه  اشداء على الكفار رحماء  بينهم يبتغون فضلا من الله.

فيجسدون فجرا جديدا لما اراده الخالق لهم ان يكونوا خلفاءه في ارضه ليتجسد بذلك ان هذه الارض يرثها عباده الصالحين المتصالحين مع ذاوتهم وتبدا الأرض تشرق بنور ربها ..وهذا هو نصر الله وفتحه فيدخلون الناس في دينه السلام أفواجا ..(اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم فلسفة، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

بقلم: آمال السعودي

أضف تعليقك هنا