هوس الكمال

كبرنا على حسرات أهلنا على وقتنا الحاضر و التغيير الجذري الذي حَل علينا كبرنا على حكاياتهم عن حياتهم البسيطة السعيدة و زمنهم الطيب كما يسمونه لم تكن لديهم تلك الروحية التي تجبرهم على أن يكونوا ذو نزعة مختلفة عن بقيتهم كبروا على بساطتهم بينما في هذا الوقت نرى الجميع يحاول أن يكون الأفضل يتناسى نفسه و سعادته و كل شيء بحثًا عن التميز والشعور بكونه الأفضل ذلك الوهم الذي قلب حياتنا محولًا إياها إلى فوضى عارمة مُتخبطين بها بين دوامات قلة الثقة بالنفس و الشعور بالتعاسة و الوحدة متناسين حياتنا مُجبرين أنفسنا في الخوض بأمور لا نحبها فقط كي نشعر إنما ننال هذا الوهم ( وهم المثالية ).

وهم المثالية

المثالية أو “وهم المثالية” كما أُسميه مصطلح يسعى الجميع لنيلهُ و التميز به أو فقط يحاولو أن يكونوا الأفضل بشكل غير صحي فقط لكي يُقال لهم إنهم مثاليين، في ألفيتنا الحالية أو في جيل الألفية الحالية يجري الكثير بإتجاه المثالية بشكل كبير و غير صحي حيث أجريت دراسات على 40 ألف من طلبة الجامعة في أمريكا الشمالية، يعانون من هوس الكمال أرتفاع بنسبة 33% في الفترة ما بين 1989–2016.

هل تعلم أن أغلب حالات الأنتحار من الأطفال و الشباب بنسبة 70% يسعون نحو الكمال و المثالية ممن يثقلون كاهلم بتوقعات عالية حول أنفسهم و بدراسة أخرى أغلب المنتحرين وصفوهم أحبائهم “بالمثاليون” و كما أن هوس المثالية يؤثر على صحة الأنسان الجسدية و يترافق مع هوس المثالية أرتفاع ضغط الدم وأصابة في بعض أمراض القلب.

المثالية الصحية والمثالية الغير صحية

ويقول الباحثون في هذا الصدد: “ليس من المفاجئ أن ترتبط الكمالية بالأمراض العضوية، فالسعي الحثيث إلى الكمال ما هو إلا وصفة للعيش في ضغط مزمن” يتسآئل أحدهم كيف أعرف المثالية الصحية عن الغير صحية المثالية الصحية هي التي ترافقك في أدائك لا التي تسعى خلفها و تأخذك في متاهات الحياة إلى طُرق ليس لها نهاية سوى لحياتك، المثالية الصحية تلك التي تقودك تجاه تحقيق الكمال النفسي لتحقيق الرضا تجاه نفسك لترى نفسك بشكل أفضل من السابق.

حيث وجد أن من أخطر أنواع هوس الكمال المحدد من قِبل المجتمع أن تسعى للكمال لإرضاء المجتمع وإرضاء الأهل حيث أن المنتحرين من نسبة 70% كانوا يسعون للكمال لإرضاء والديهم فالمثالية الصحية هي لنفسك مع نفسك فالمثالية وجدت للخروج من قبو الجهل للصعود إلى الأرض أيّ لتحقيق خطوات صحيحة ناجحة فالمثالية و السعي إليها ليست سوى دافع للنهوض و الأرتقاء بالنفس وليست السعي لإنهاء حياتك بطريقة مثالية .

بقلم: نبأ الشمري

أضف تعليقك هنا