الله والإنسان والعقل

لوحة خلق آدم 

“إن لم يكن الله موجودا فالإنسان غير موجود!” لا أعلم بالتحديد من قائل هذه العبارة! لكنها إعلانٌ عن فشل اكتشاف مزيف! ظننا أننا بالعقل وحده سنكتشف الإنسان! بل ستخترع النسخة الأفضل منه! وفي رحلة الكشف هذه انغمسنا في الاستهلاك وأصبحنا أداة طيعة في يد الشركات التي تختصر إنسانيتنا في استهلاكنا وقدرتنا الشرائية، وإذا ما كنا عاملين لديهم اختصرت الإنسانية في انتاجيتنا!

انسان ذو بعد الواحد: إنسان وإن ظننا أنه يملك أسما وتأريخا إلا أنه صار سلعة يباع ويشترى فهو إما جزء من آلة في خط الانتاج أومستهلك لهذا المنتجوبدعوى الصالح العام!في هذا العصر عصر التفاهة والتافهين تتضاءل المساحات العامة شيئا فشيئا ويحتل مكانها الفرد (الفرد بكل أنانيته). احتلت الهموم الفردية الساحة العامة وأصبح إنسان العصر مقدسا لفرديته يفعل كل شيئ من أجل ال أنا، حتى وهو يمثل دور المتصدق يوثق اللحظة ليقدمها للساحة العامة طمعاً بزدياد معجبيه ليغذي نرجسيته!

يصر  بسذاجة أنه مخترع للسعادة ويتجاهل الاسئلة الكبرى فهو لا يدري ما الحب ولا الابداع ولا أية قيمة أخرى وكلما صعد نجم هذا الانسان خفض نجم الحضارة الإنسانية.

حقوق الإنسان التي وضعها مخترع لوحة خلق الإنسان

هذا المخترع (للأنسان المعاصر) وضع حقوقا  (حقوق الأنسان) لكن هذه الحقوق لا تشمل الجزء الاعظم من سكان المعمورة! أذ الانسان بتعريفه هو من صنف واحد على شاكلته! والآخر مختلف لا تنطبق علية صفات الانسان بل هو بربري متوحش يستحق الاستعمار/الاستحمار  وأن كانوا سكانا أصليين فهم يستحقون الإبادة هو وكل من لا يعجب هذا المخترع (مخترع الانسان) … فهو بتلك المعايروالصفات التي وضعها لتعريف الانسان وضع الحجة والوسيلة كي يُقصي كل من لا يتوافق مع أرادته فهو المخترع المحتكر لهذا لاكتشافوهذا التصنيف.

مما قاله كارل شميت الفيلسوف الألماني

(أن تصدير كلمة البشرية و الاعتماد عليها وأحتكارها  لا يختبئ وراءه سوى مسعى نزع النوعية الانسانية عند العدو، واستباحته بصفتهخارج الانسانية ودفع الحرب الى أقصى وحشيتها!). هذا الاختراع (إختراع الانسان) أصبح أداة يستخدمها القوي لاقصاء الاخر و ألغاء من يريد، وأصبح شعارا فضفاضا خالي المضمون يستخدمه دعاته ليتجنبوا القول بشكل واضح من منا يستحق العيش في كنفهم ومن يلحق به الاقصاء.

أصبح هذا لاكتشاف والتعريف أداة بيد حكومات وشركات لتطويع الناس كيفما يريدون. روجيه كارودي: نعيش اليوم اول حضارة تجيب بلا ادري على السؤال الازلي: هل للحياة معنى؟ اذا لم يكن الله موجودا  فأين الانسان أخبروني؟

عن ماذا تتحدث لوحة مايكل أنجلو؟

وعودة للوحة مايكل أنجلو (خلق أدم) وهي من أهم أعماله التي يحتفظ بها الفاتكان يصور الله (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)يسعى حثيثا في موكب بهي تحيط به الملائكة يرسل ذراعه بحماس يريد أن يلمس بالسبابة يد أدم المستلقي كسلا على الارض الخضراء يمديده بخمول وقليل من الا مبالاة!

موكب الاله محاط بأغطية تلتف على بعضها وتحيط الموكب في شكل يشبه مقطع الدماغ الجانبي وكأن مايكل أنجلو يريد الاشارة الى  أنالاله يريد أن يمنح ادم العقل وأدم قليل الاكتراث  أو أن الاله هو العقل وأدم لم يحسن أستخدامه وسواء أكنت مؤمنا بالاشارة الاولى، كافرا بالثانية أو كافرا بالأولى مؤمنا بالثانية فالأمر سواء والنتيجة واحدة (بالنسبة لي).

فيديو مقال الله والإنسان والعقل

أضف تعليقك هنا