الجامعة سر بناء المجتمع

بقلم: أميره حسن عابد الفارسي

إذا أردت أن تبنيَ لسنة فابن مصنعاً، وإذا أردت أن تبني للحياة فابن جامعة” كابيل سيبال.    

أهمية التعليم في حياة الإنسان

يشكل التعليم أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو الوسيلة التي تقوده إلى ضمان مستقبل مميز، وتأمين مصدراً للكسب والتمتع بمكانة مرموقة، والتعليم يجعل الفرد أكثر قدرة على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات ويجعله قادراً على التكييف مع مختلف الطبقات، ومع أصعب الظروف ولديه قدرة على الاعتماد على نفسه ([1]).

هل يؤدي التعليم إلى تطوّر المجتمعات؟

ويؤدي التعليم دوراً هاما في تطوير المجتمع وتنميته وذلك من خلال إسهام مؤسساته في تخريج الكوادر البشرية المدربة على العمل في كافة المجالات والتخصصات المختلفة وتعد الجامعة من أهم هذه المؤسسات حيث يناط بها مجموعة من الأهداف تتدرج تحت وظائف رئيسية ثلاثة هي (التعليم وإعداد القوى البشرية والبحث العلمي إضافة إلى خدمة المجتمع) ([2]).

 أساسيات بناء المجتمع الناجح

من أهم أساسيات بناء مجتمع ناجح بأن يكون أفراد المجتمع ذو تعليم أكاديمي، فالجامعة جزء من المجتمع ولها دور مهم جداً في تطوير الفرد وتحديد مصيره باختيار التخصص الذي يريد العمل به، وتساعد في تنمية الوعي الثقافي بين أبناء المجتمع بالقضايا الخاصة بالوطن، ويتعلم الطلاب أيضاً من خلالها أساليب، وآداب الحوار وتزداد قدرته على الاستيعاب، والتفكير بطرق جيدة، والابتعاد عن العشوائية في اتخاذ القرارات ([1]).

وهي من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تؤثر وتتأثر بالجو الاجتماعي فهي من صنع المجتمع وهي أداته في صنع قيادته الفنية والمهنية والسياسية والفكرية.

الجامعة ودورها في تلبية احتياجات المجتمع

وإنّ خدمة المجتمع هي الجهود التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات أو المنظمات أو بعض أفراد المجتمع لتحسين  الأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية، عن طريق تحديد الاحتياجات المجتمعية للأفراد و الجماعات و المؤسسات، وتصميم الأنشطة و البرامج التي تلبي هذه الاحتياجات عن طريق الجامعة و كلياتها و مراكزها البحثية المختلفة بغية إحداث تغيرات تنموية و سلوكية مرغوب فيها.

وتخدم المجتمع عن طريق حل مشكلاته وتحقيق التنمية الشاملة في عديد من المجالات، والتي تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع ومؤسساته وهيئاته أقصى فائدة ممكنة من الخدمات المختلفة التي تقدمها الجامعة بوسائل وأساليب مختلفة تتناسب مع حاجات وظروف المستفيدين ([3]).

الخدمات التي تقدمها الجامعات

فالجامعة تقدم خدمات تعليمية وأبحاث تطبيقية وتستخدم مواردها لمساعدة احتياجات الشباب غير الجامعي والكبار واهتماماتهم بغض النظر عن عمره أو جنسه أو خبرته التعليمية السابقة، وتستقطب الجامعة من المجتمع أعلى فئاته علماً وثقافة، وكل تغيير يطرأ على المجتمع ينعكس على الجامعة، وكل تطور يصيب الجامعة يصاحبه تغيير في المجتمع الذي نعيش فيه، فالجامعة لا تنفصل عن المجتمع، وعلاقتها بالمجتمع كعلاقة الجزء بالكل([3]).

ولبعض الدول مساهمات في جعل الجامعة تساعد في خدمة المجتمع المحلي، ففي جمهورية الصين الشعبية قامت كليات التربية بتعاونها مع دوائر التربية المحلية بتقديم محاضرات عن كيفية الحفاظ على الصحة العامة، وعن الجينات وعن الأخلاق وعلم نفس الطفل، وكانت مقدمة تلك المحاضرات لأولياء الأمور الملحقين بمدارس الأبناء([2]).

الجامعات في كل من أمريكا والصين والسعودية

وفى التعليم العالي الأمريكي تعتبر وظيفة الخدمة العامة إحدى الوظائف الثلاثة الرئيسية للتعليم العالي بجانب كل من التدريس والبحث العلمي وكذلك الوضع في معظم الجامعات الأجنبية فجامعة كوستاريكا تحدد وظيفتها الأساسية في تقديم المعرفة والاستجابة للاحتياجات الفعالة والأساسية لتنمية المجتمع([2]).

وفى اليابان تقدم الكليات المتوسطة حوالي 500 كلية برامج تستغرق عامين في ميادين تتصل بتنمية المجتمع والعمل على خدمته، وهذه البرامج تتمثل في تعليم الأفراد حفظ الطعام، والتربية في رياض الأطفال والتصور([2]).

وفي المملكة العربية السعودية هناك الكثير من الجامعات التي لها دور في خدمة المجتمع ومنها جامعة أم القرى، حيث بدأت كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر أنشطتها منذ العام 1407هـ، حيث كانت مركزاً لخدمة المجتمع ضمن المراكز المساندة بالجامعة، ثم تحولت إلى عمادة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر في عام 1417هـ، ثم إلى كلية لخدمة المجتمع والتعليم المستمر عام 1422هـ، بموافقة من مجلس التعليم العالي([4]).

حيث أن رؤيتها عبارة عن: الريادة والتميز محلياً وعالمياً في دعم التنمية المجتمعية المستدامة وفق توجهات رؤية 2030، ورسالتها: تقديم برامج أكاديمية ومهنية متخصصة مواكبة لمتطلبات سوق العمل بما يسهم في تنمية المجتمع ورفع كفاءة منسوبيه أفراداً ومنظمات، وما قدمته من دورات عديدة منها: المرأة السعودية.. تمكين وعطاء وذلك في اليوم العالمي للمرأة، وأيضاً مبادرة حماة الوطن الرقميون والعديد من المبادرات التي تخدم المجتمع([4]).

أخيراً لتحقيق أهداف مجتمع وتنميته ومواكبته للتكنولوجيا يتم عن طريق المعرفة والثقافة ولذلك يحتم على الجامعة أن يكون دورها شاملاً لتطوير خدمة المجتمع، لذا لم يعد من الممكن أن تعيش بمعزل عن المجتمع الذي توجد فيه وما يواجهه من تحديات ومشكلات وما يحلم به من طموحات وآمال.

المصادر والمراجع

  1. هاجر. (25 يناير، 2017). أهمية التعليم الجامعي. (المرسال). https://cutt.us/TuEYB
  2. عامر، طارق عد الرؤوف محمد. (2007). تصور مقترح لتطوير دور الجامعة في خدمة المجتمع في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة. https://cutt.us/43P4U
  3. عبد المجيد، عطار. (21 ديسمبر، 2016). الجامعة وخدمة المجتمع: نحو مقاربة وظيفية في تنمية وتطوير المسؤولية المجتمعية -جامعة تلمسان نموذجا-. (مركز النور). https://cutt.us/BqIfl
  4. جامعة أم القرى. (2020). النبذة والنشأة لكلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر. https://cutt.us/1zuhw

بقلم: أميره حسن عابد الفارسي

 

أضف تعليقك هنا