الرضا الذاتي حياة

ما هي الحياة إلا أمن واستقرار وهدوء وسكينة ينعم بها الفرد ليستطيع النهوض بذاته ويستقي أفضل الخبرات والمواقف وحتى أفضل اللحظات . أغدق الله – عز وجل – على الإنسان بنعم عديدة لا تحصى , ومن أهم هذه النعم , نعمة النفس التي لا يدركها البعض. نعمة النفس هي من أعظم النعم التي مَنَّ الله- سبحانه وتعالى- بها على عباده, وهي التي من شأنها أن تمنح السعادة والرضا للقلب في أي شأن من شؤون الحياة الدنيا.

وأيضاً هي النعمة التي تمنح الطمأنينة للفرد مهما زادت أو قلَّتْ الهموم والابتلاءات في حياته. ما يقع على عاتق الإنسان في هذه الدنيا هو أداء الوظيفة العظمى التي ستسر خاطره , وتلملم عثراته , وتشكل كيانه, ألا وهي (الرضا الذاتي).

ماذا يُقصد بالرضا الذاتي؟

الرضا الذاتي هو حالة نفسية يتمتع بها الفرد وتتميز تلك الحالة بدرجة صلاح الفرد وقدرته على تحقيق رغباته, وإشباع حاجاته بجانب امتلاكه للثقة بالنفس ومصاحبة القناعة الدائمة بقدراته ومواهبه التي تسهم في بناء كيانه وشخصيته.

كيف يتحقق الرضا الذاتي للنفس البشرية؟

فيما يلي بعض العظات الهامة لتحقيق الرضا الذاتي لنفسك:

أولاً: رافق الأشخاص ذوي الروح الإيجابية

قضاء الوقت مع من يدعمك , من يفهمك, من يقدم النصح والمشورة لك , كفيل بتغيير حياتك للأفضل دوماً. هذا ما يعود على النفس بالراحة والاستقرار بعيداً عن التشتت والتخبط . يكون الفرد واضحاً في أهدافه , وجاهزاً للسير في تحقيقها. لذلك اعرف من هم رفقاؤك المشجعين لك, وداوم على مقابلتهم وابتعد عن من لا يملك لك نفعاً.

ثانياً: واجه مشاكلك وابدأ بحلها

تعرف على معوقات إنجازاتك, وحددها , وضع طرقاً للحد منها أو التخلص منها بالكامل. هذا بدوره سيساعدك في إنجاز ما تريد في وقته دون الحاجة لمواجهة أي معوقات أو عقبات تسبب لك التأخير أو التأجيل والحيرة والتيهان.

ثالثاَ: اصنع سعادتك بيديك

بادر أنت بنفسك بتحقيق آمالك , لا تنتظر أحد ما ؛ فالانتظار ليس له وقت محدد. ضع خطواتك , وارسم طريقك, ونفذ خططك . فوصولك باكراً محكوم بمجهودك المسبق . لا تغفل عن سعادتك , وضعها في أولوياتك.

رابعاً: كن صادقاً مع ذاتك

صارح نفسك بكل ما يجول في خاطرك , ما هدفك , ما تريد الوصول إليه وتريد تحقيقه, ما هو الصواب, وما هو الخطأ. ذلك من أجل المرور في طريق سليم الخطى بعيداً عن المموهات والشوائب.

خامساً: كن طبيعي التعامل دون تظاهر أو خداع

لا تكترث لمن حولك , تصرف كما هي طبيعتك . فسلوكك هو أنت . لا تهدر نفسك في سبيل رضى الآخرين. ولا ترهقها في فعل أشياء ليست من سجيتك . شاركهم أفكارك دون تلوين أو تزوير.

سادساً: عش حاضرك

حاضرك هو حياتك , عشه كما هو , لا تخلطه في أخطاء الماضي, ولا في مخاوف المستقبل . كل لحظة من عمرك هي لك , أنت محاسب عليها , وهي محسوبة عليك. فاستغلها في أفضل ما يمكن لترضي نفسك وتسعد روحك.

سابعاً: اشكر الله على ما تملك

الشكر والحمد لله هو رضىً بعينه. أَكْثِرْ من الحمد والشكر على ما أنعم الله تسعد وتفرح , فهو دليل على القبول والرضا وعبادة الله والإيمان به في نفس الوقت, قال سبحانه وتعالى:(وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)] النحل: 114[

ثامناً: استفد من أخطاءك وحاول من جديد

اجعل من أخطاءك السابقة مصدر خبرة للتعامل مع ما يأتي من مواقف, لا تكررها , كوِّر هذه العثرات واصنع منها الجديد لتخطو خطواتك التالية, اجعل من أخطاءك  فرصة للانطلاق والمحاولة مجدداً. لا تستسلم وانهض من جديد.

تاسعاً: أحب نفسك بنفسك

هِبْ نفسك الحب منك أنت, متع نفسك, وامنحها الحياة والراحة. فابدأ بحب نفسك وثق بها لتلقى محبة الآخرين, واحترامهم. فأنت مصدر النبع الذي تجري فيه الماء. أيها الإنسان اعطِ نفسك حقها ومستحقها , لا تبخل عطاءك عليها , امنحها كل جميل, واسقها كل ماء عذب , فإن أعطيتها القليل , أعطتك المزيد . فلنفسك عليك حق لتحافظ عليها, وترعرعها في قلب جميل , وعقل سليم. دمتم راضين و ودمتم سالمين.

فيديو مقال الرضا الذاتي حياة

أضف تعليقك هنا