الأدب العربي روايات وأشياء أخرى

فن الرواية العربية

لا يخفى على قارئ شيوع فن الرواية بالوطن العربي خصوصاً في الحقبة التاريخية التي نعيشها اليوم، خليل الخوري صاحب ومؤسس جريدة حديقة الأخبار يصنفه النقاد والباحثين على أنه أول من دعم وقدم للقارئ فن الرواية عبر إعادة نشر وترجمة الروايات الأجنبية وكتابته لروايات عام ١٨٥٨م، العرب عرفوا فن الراوية قديماً فقد كان العرب يروون القصص والأحداث شفهياً وقد يكون هناك بطل أسطوري في تلك الروايات، لكن الرواية المكتوبة لم تظهر إلا في العام ١٨٥٨م هذا ما تقوله المصادر مع غياب دقيق للمعلومة الموثقة، يُجمع النقاد على أن رواية “زينب” لمحمد حسين هيكل 1913م أو 1914م على أنها المنعطف الهام في مسار الرواية العربية ومن قرأها فإنه سيجدها مختلفةً عما سواها في كل شيء.

اتجاهات فن الرواية العربية الحديثة

تستمد الرواية بالوطن العربي وجودها من الحنين إلى الماضي والعنف والحرمان ونمو الطبقة المتوسطة وبروز جيل متعلم وقارئ وبما أن اتجاهات فن الرواية كثيرة إلا أن الإتجاه الواقعي القائم على صراع الأضداد والاتجاه الرومانسي أبرز ما تتميز به الرواية العربية الحديثة.

الذائقة الفنية والحس الفني في العصر الحديث

الرواية فن أدبي جميل قلة قليلة من الكتاب تتقنه، لكن ذلك الفن تحول لقبله لكل من هب ودب خصوصاً مع بروز مشاريع التدريب وتطوير الذات والتي بدأت تأخذ منحنى التدريب على الكتابة وتحسين القدرات، الكتابة موهبة وجميل جدا أن يتم صقلها تلك بالتعليم والتدريب الذي حتماً لن يصنع كاتب إن لم تكن لديه موهبة حقيقية ، السبب الحقيقي الذي يدفع بالجميع لأن يكتبوا رواية هو الشهرة فالشهرة هي الغاية التي ينشدها جيل اليوم واجيال الأمس، قارئ اليوم في اعتقادي ليس كقارئ الأمس فالذائقة بها من الأمراض ما بها والتفكير ليس بداخل الصندوق ولا بخارجه، لو كان لدينا بالوطن العربي صحافة نقديه ومجهر نقدي يرى بوضوح وشفافية لما رأينا أو قادنا القدر إلى قراءة بعض الروايات والأعمال التي أصابتنا بالدوار وفقدان حاسة التذوق الفني، بعض الأسماء يخدمها المال أو المركز الوظيفي والعكس صحيح، على سبيل المثال لا الحصر غازي القصيبي الوزير الأديب الذي وضع بصماته في العمل الحكومي والإنتاج الأدبي لم يخدمه المركز أو المال وإنما خدمه الفكر والعقل والابداع والقدرة البلاغية والحس الفني وهذا ما يلحظه القارئ لمؤلفاته.

نحنُ أمة ابتلاها الله بحب التقليد فكل شيء قابل للتقليد، فلو برز شاعر موهوب ونجح فإن الغالبية تحاول أن تحذو حذوه كشعراء وإن برز واعظ فإن الجميع يتقمص دور الواعظ وإن تألق كاتب فالجميع يجاهدون لأن يكونوا مثله، التقليد مرض حضاري لا أعلم له سبباً واضحاً حتى الآن فكل شيء متداخل ولا مناص من تقبل الواقع أو الهروب منه لدقائق معدودة أثناء النوم قبل أن تطاردك الكوابيس التي هي صورة الواقع ولكن بطريقة أشبه ما تكون بالسينمائية..

فيديو مقال الأدب العربي روايات وأشياء أخرى

أضف تعليقك هنا