العودة إلى الفطرة أولاً

كان هم نبي الله لوط عليه السلام انتشال مجتمعه من وحل الفاحشة والوصول به إلى بر الإنسانية والفطرة السليمة قبل دعوتهم إلى التوحيد، هذا كان هم لوط ووظيفته في بداية الأمر لكن مجتمعه رفض جميع المحاولات وأصر على ممارسة سلوكه المُشين الذي كان ضد القيم والفطرة السويه السليمة، عندما انهار المجتمع اخلاقياً وتأكل من الداخل أصبح انتظار التدخل الإلهي مجرد مسألة غير مشكوك فيها، فالعقوبات الإلهية المختلفة لا تأتي بلا مقدمات بل هي النتيجة والمحصلة النهائية اذا تفشى الظلم والفساد وغابت العدالة الإجتماعية وسادت مظاهر الانتكاس الأخلاقي والالحاد.

الحكمة من القصص القرآنية

لو تأملنا قليلاً في القصص القرآني لوجدنا أن تلك القصص وإن كانت مخصصة لأمم عاشت قبلنا بقرون طويلة إلا أنها بمثابة مرأة وتاريخ لنا إذا احسنا قراءة القرآن الكريم، قصة قوم لوط ليست الوحيدة فهناك قوم شعيب ونقص المكيال وعذابهم لأنهم خانوا الأمانة واحدثوا فجوة داخل جسم الطبقات الاجتماعية ومارسوا الخديعة وظلم الناس، قصص قرأنية كثيرة لا تكاد تخلو سورة من وجودها وبأساليب مختلفة، من غايات القصص القرآنية وضع القاريء أمام حقائق لكي لا يقع فيما وقع فيه السابقين! فهل نحنُ مدركين لذلك!

نحنُ بزمن انتكست فيه الفطرة السليمة انتكاساً لم يشهد له التاريخ مثيلاً سوى مرة واحدة عندما انتكست فطرة قوم لوط، تلك مره وهذه مرة أخرى ولو كان الله باعثاً لنبي لبعثه في هذا الزمان! فخروج الأنبياء يأتي في الازمنة التي تصاب بأمراض انتكاس الفطرة وانقلاب الحق لباطل والباطل لحق، قد يقول قائل من طبيعة المجتمعات الانتكاس، ذلك القول صحيح لكن من طبيعتها العودة إلى الصواب إذا وجدت من يرشدها ويدلها للطريق الصحيح.

أسباب انتكاس الفطرة السليمة

الترويج للمثلية ومساواة الرجل بالمرأة وتفتيت وظيفتها الأساسية وإعلان الحرب على مختلف مظاهر الدين جميعها تمثل انتكاساً للفطرة السليمة، كل ذلك يتم بإسم الحرية التي اشبعها البعض ضرباً وطرحاً، انتكاس الفطرة مرض أصاب المجتمعات العربية ومجتمعات البلدان الإسلامية فهناك قضايا يتبناها مسلمون محسوبون على الإسلام تلك القضايا تتعارض مع الإسلام وقيمه الواضحة ولا يستطيع مسلم سوي إنكار معارضة تلك القضايا للإسلام الذي لا يقبل الشك والتأويل، لكي تتقدم المجتمعات المسلمة خطوة إلى الأمام عليها ان تعود إلى الفطرة السليمة أولاً وبعد ذلك لكل حادثةِ حديث فمن الصعب والا معقول التقدم والفطرة السليمة مصابة بداء عُضال ..

فيديو مقال العودة إلى الفطرة أولاً

 

أضف تعليقك هنا