التنوع بين الاستفادة .. والصراع

من السنن الكونية وجود اختلافات- التنوع – بين البشر من اختلاف الألوان إلى أديانهم , على مدي التاريخ الطويل للبشرية حدثت صراعات بين جنس البشر , كانت على المورد، الأساسي ( المأكل والمشرب وأماكن الرعي والزراعة والصيد) قبل ان تتشكل أي هوية للبشر أ ديانة أو حتي ثقافة تترسم بها شخصياته.

التنوع في المجتمعات البشرية وأسباب الصراعات

بعد ان تطور الجنس البشري وتعلم الكتابة وبدت تتكون المجتمعات , واصبح المجتمع البشري اكثر تعقيد , ومع تقسيم البشر الى اديان واعراق وثقافات مختلفة وأصبحت الحياة اكثر شراهة للموارد وتنوعات الموارد من المأكل والمشرب الى موارد طبيعية , مثل الخامات الموجودة في باطن الأرض , وفوقها , واصبح الصراع على أدوات إدارة تلك الموارد اكثر حدة,, الخ

زادت حدة الصراع وتنوعت أسبابه ,, عانت اغلب دول العالم الديمقراطي , الدول الصناعية التي يعتمد اقتصادها على العنصر السكاني .. قبل ان تتشكل بهذا الشكل من صراعات عنيفة جدا, بل سببت الصراعات العرقية الى حروب بين دول وليست الى حروب أهلية ,, كان تحرك هتلر نحو دول أوروبا تحت مسمي الجنس الجرماني , وان كانت سبب من عدة أسباب . الصراعات الدينية في أوروبا دفعت ثمنها ملايين البشر ., تشكلت وتقسمات الدول الأوروبية  بسبب الصراعات العرقية المختلفة  .

أسباب التعايش في المجتمعات المتصارعة سابقا

لكن مع تطور المجتمعات البشرية  بسبب تطور الاقتصاد  وتطور منهجية التفكير  , وانتشار أفكار فلسفية,  مثل  جاك روسو وستيوارت ميل , بالإضافة الى الوصول الى حقيقة ان تعايش المجتمع المتنوع مع بعضه البعض يحقق رخاء اكثر من الانقسامات  الحادة. وخاصة بعد دفع فاتورة باهضة الثمن من ملايين البشر الذين خسروا حياتهم نتيجة الصراعات العرقية .

الانقسامات الطولية دائما سبب شقاء واضعاف للدول القومية .. تحولت هذها الدول بسبب سياسية الاحتواء والتعايش الى دول  متقدمة فى شتي المجالات , بل أصبحت تلعب دورا مهما في المجتمع الدولي بشكل او اخر . استقرار اجتماعي وسياسي.

العالم العربي والصراعات 

أما في عالمنا العربي , تحول هذا التنوع الى صراع  الي يومنا هذا  , يرتفع أحيانا ويهبط أحيانا ولكن لا يختفي , بسبب وجود خلل في أنظمة الحكم , وعدم اعطاء الحقوق الثقافية للمكونات المختلفة عن باقي الشعب , وتغيب فكرة المواطنة, والاستبداد ,, الخ

زادت مع طول  مدة الاستبداد  الى ان تشبعت بعقولنا حتي أصبحت حقيقة دامغة .. تظن كل مجموعة ان لها الحق الحصري في المورد  الطبيعي , الموجود صدفة في الجغرافية التي تسكنها هاذها المجموعة .. وانها تتميز عن غيرها من باقي المجموعات , وهي الأفضل في اصلها البشري ,او  , لانها  اقدم من باقي الاعراق   استغلت الأنظمة الاستبدادية هذها النزاعات بشكل او اخري للاستفادة منه في تحقيق الولاء لها , عبر خلق منافسة بين الاختلافات العرقية للوصول الى رضا الحاكم لتحقق مكاسب لها عن طريق بعض الأشخاص المقربين من الأنظمة وبالتالي تحقيق استفادة غير مجدية لتلك المجموعة وبالتالي تعتقد انها أصبحت ذات نفوذ عن باقي المجموعات ..

الربيع العربي

بعد سقوط تلك الأنظمة وجاء  الربيع العربي بعد طول غياب ,, صعدت هذها الانقسامات الى السطح وأصبحت اكثر عنف بسبب غياب الرادع السابق . استفادت الايدلوجيات المختلفة التي ظهرت بعد الثورات من هذها النزعات مثل الأنظمة الاستبدادية بس بشكل مختلف .. حيث استعملت كل ايدلوجيا مجموعة لضرب الايدلوجيا الأخرى .  وأصبحت هذها الانقسمات أداة في يد الايدلوجيات , وتحولت الى أداة في الصراع على السلطة .

ودفع أبناء الوطن هذا الصراع، بموت الالاف من الموتي , ومن اهم عنصر للثروة البلاد ( الشباب) الذي ضاع بين هذها الانقسامات .. أصبحت هذها الانقسامات أمور سلبية عديدة منها على سبيل المثال لاحصر : أدت الانقسامات الى اهمال الشعب للقضايا الرئيسية مثل الفساد وصراع السلطة والحروب والتدخلات الخارجية ,, الخ )

لن تنتهي هذا المعضلة حتي تتعلم هذها المجموعات المنقسة تحت اعراق مختلف ومكونات جعرافية مختلفة بان الانقسامات لن تحقق لهم مصلحة طويلة الأمد ,, وان التنوع هو مصدر ثراء للدول ,, وليس سبب شقاء ,

عندما نستخدم هذا التنوع ونستفيد منه في كل موارد الاقتصاد المتنوع، ولتحقيق انسجام بين كل تلك المكونات في ليبيا لترسم صورة . لمفهوم الدول الحديثة المنبثقة على أساس واحد وهو ( المواطنة ).

فيديو مقال التنوع بين الاستفادة .. والصراع

أضف تعليقك هنا