هويتنا أو تقدم أمّتنا؟

بقلم: محسن العويسي

مع العصر الحديث والتقدم التكنلوجي المعاصر فقد أصبحنا نواكب صراعات التطور في كل شيء من حيث الفكر والعمل وإدارة الأعمال والتعليم والتسوق حتى أنظمة الرفاهيه داخل منازلنا أصبحت جزء من التكنلوچيا الحديثة. وعلى هذا بدأ أولادنا البحث عن كل ما هو جديد ومستحدث لكي يتعايشوا مع الواقع المتقدم ويتطلعون إلى الأفضل وهذا شيء جيد جداً ولكن مع كل هذا العلم والتعلم لاحظت علي اولادي التطورالسريع مع اهمال ونسيان عادتنا وهويتنا الدينيه والاجتماعيه فهذا مؤشر خطير جداً للأجيال القادمة.

علّموا أولادكم الاحتفاظ بهويتهم الدينية والاجتماعية

ربما الان انا وانت نجلس مع اولادنا ونعلمهم ان يكونو من من اوائل المتقدمين فكرياً وعلمياً مع الاحتفاظ بهويتنا الدينيه والاجتماعيه ولا يمنعنا ذلك من الجلوس مع بعضا ولوي وماً واحد من كل اسبوع بدون الانشغال بالتواصل مع العالم الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكي نحيي عاداتنا التي ربما تندثر مع مرور الزمن فعلمو اولادكم كل ما هو اجتماعي وديني لكي يعلموه لابنائهم في المستقبل.

التقليد الأعمى وطمس الهوية

اجعلونا نزرع ثمار هويتنا ونعلمهم ان يزرعوها في ابنائهاحتي لا تندثر هويتنا ونصبح  جزء من العادات الغربيه . ربما رايت بعضالشباب في وطننا الحبيب يفعلون كل ما هو قبيح علي اساس انه منالتحضر والرقي . ظاهرة Boy friend& Girl friend بدأت تنتشر بينالشباب وهو تقليد اعمي للغرب مع طمس هويتنا ولاحظت ايضاًفي بعضالمطاعم الشباب يأكلون بايدهم الشمال بدلا من اليمين بحجه الاتيكيت فيمسك الشوكه والسكين وعندما اكلت بيدي اليمني وكأنني اتيت من عالم اخر ويتهمونني بالتخلف او الرجعيه.

هل أصبحت العادات والتقاليد تخلُّف؟!

لا يا صديقي فانا لست رجعي ولامتخلف بل انا متحضر جداً لانني اتمسك بعاداتي الشرقيه وتقاليداسرتي الدينيه ربنا انت تتحدث لغتتك العربيه ولا تعرف قواعدها النحويه فاذاً انت جاهل للغتك ربما تتحدث او تعرف القليل من لغه اخري فاذا انتغير متقن للتحدث مع المتحضرين الذين هم قدوتك واقول لك يا صديقي انني احفظ كتاب الله قراءةً وفقهاً واتحدث اللغه الانجليزية بأتقان لانني تعايشت معهم وتعلمت منهم ما اريد ان اتعلهم فقط وليس ما يريدون هموكانو يحترمون عقيدتي وتقاليدي الشرقيه كما كنت انا احترم عادتهموتقاليدهم وما كان احد منهم ينظر الي كما تنظر انت ايها الشاب الغيرمثقف اكلت بيدي اليمني وصليت بداخل منازلهم هكذا نتعامل بفطرتنا معالجميع واحكي لكم قصة حدثت مع احد اقرباء صديقي.

قصة إمام المسجد 

رجل بسيط جداً وخطيب مسجد في بلده صغيره يحبونه الناس بسبب لباقته واسلوبه في إلقاء الخطبه  ويوجد بعض الشاب في هذه القريطبعاً مثل الذين نتكلم عنهم المهتمين بالغرب والعادات الغربيه بتقاليدهمالاعمي بغير وعي ولا ادراك وكانو دائماً يتحدثون عن هذا الشيخ بأنهانسان غير واقعي وغير مثقف علمياً ويحدثهم في خطبته عن اشياء لاتروق لهم حتي وصل لهذا الشيخ كلامهم عنه واتهامهم له بالتخلفوالرجعيه وما يمر هذا الكلام علي مسامعه مرور الكرام بل جهز لهم بخطبةالجمعه القادمه ما يروق لهم.

وجاء موعد خطبة الجمعة وصعد الرجل علي المنبر وافتتح خطبته بالحمد والثناء علي خير البشر وبداء بعد ذلكلتلقين هؤلاء الشباب درس في الاخلاق وهو يوجه لهم الحديث من فوقالمنبر ويقول لهم سأتكلم معكم بلغه المثقفين الذين هم قدوتكم وبدأ التحدثباللغه الفرنسيه وفي وسط ذهول المصلين مما يفعله هذا الشيخ المسنويلقي خطبته بأتقان للغه لاكثر من عشر دقائق وبعدها يوجه لهم رسالته.

مكوثه في الغربة وعدم تخلّيه عنة هويّته وعقيدته

اذا كانت الثقافه عندكم اتباع منهج الغرب اذاً فأنتم الجُهلاء لاني اقمت فيبلادهم سنوات كثيره بدون تغيير هويتي او ديني وتعلمت ما لم تتعلموهانتم ايها الشباب في غربتي هناك ولكن الان انا في بلدي واعيش بوسطاهلي فلا اخلع جلدتهم ولا عادتهم عني ايها الشباب واقول لكم تحضرنافي تطورنا وليس في تكّبُرِنا وفي النهايه اختم حديثي بالشكر والتقدير لكل القراء المحترمين

بقلم: محسن العويسي

أضف تعليقك هنا