السعودية تاريخ من الضيافة

إنَّ المملكة العربية السعودية تُعدُّ من  أبرز الدول العربية وأكبرها مساحةً . حيث تحتضن على أراضيها الكثير من المعالم الطبيعية والتاريخية الرائعة، ويمتد تاريخها لآلاف السنين، فترجع أصولها إلى حضارة (المقر) منذ أكثر من (9000) عام قبل الميلاد، وهي من أقدم الحضارات في منطقة الشرق الأوسط، والجزيرة العربية ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا بقيت المملكة تحتفظ بتراثٍ غنيٍّ ومنوَّع من الفنونِ والعاداتِ والتقاليدِ والتراثِ الشعبيّ.

العاداتُ والتقاليدُ الشعبيةُ في السعودية

ارتبط هذا الغنى الثقافي بدورة الحياة اليومية لشعب المملكة (الميلاد- الزواج- الوفاة…)،   حيث أنّ هذه المناسبات  تمثل مسرحًا قد ولدتْ فيه العاداتُ والتقاليدُ الشعبيةُ ؛ كما تعززت قوة  العادات في نفوس أبناء المجتمع مع تكرار هذه المناسبات ، إلى أن غدتْ أنماطاً تمثل قوةً وقانونًا اجتماعيًا مترسخًا في النفوس يصعب الخروج عنها أوالانفكاك منها . بل أنّ الشريعة الإسلامية قد أيدتْ الكثير منها وحضّتْ عليها باستمرار ؛ وهي (كحق الجار على جاره، وحسن الخلق، وإكرام الضيف، ومساعدة الفقراء، ونجدة المحتاج، ومساعدة الغريب، ….وغيرها الكثير من الصفات والسلوكيات الحميدة ) .

فالإسلام شرّف المملكة بانطلاق نشر الدعوة للإسلام في كل أصقاع الأرض، فنسخ الإسلام الوثنية، واحتفظ بتقاليد العرب الحميدة والأصيلة، وتوّج الإسلام أهلها بالجلّد ورحابة الصدر وميزهم بخصالٍ ومهاراتٍ تُعرف منها اليوم بالدبلوماسية أو/ العلاقات العامة، فكان التراث السعودي (العربي الإسلامي) مادةً محفّزة على نشر الإسلام.

التراث السعودي

كما اشتهرت المملكة بتراثٍ يميّزها عمن سواها من الدول، كذلك  الدول العربية منها والخليجية أيضاً، ففي المملكة تكون تلبية الضيف بـ “أرحب”، والمحتاج بـ “أبشر”، ما بين “العيون والمهرجانات التقليدية والرقصات الشعبية والأكلات المحلية الشهية، وسباقات الهِجن والفروسية جزءًا أساسيًا من التراث السعودي، حيث تُقام مهرجانات ومسابقات عربية تجذب العديد من الزوّار من جميع أنحاء العالم”.

التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها السعودية

وعلى مر العصور، شهدت السعودية تطورات اقتصادية واجتماعية وتقدمًا في مختلف المجالات، وأصبحت اليوم دولة حديثة معتدلة تتسم بتنوع ثقافي وتقدّم تكنولوجي، تبقى الضيافة والكرم جوهرة تعزز العلاقات الاجتماعية بين الناس وتسهم في الرفاهية العامة والتعايش السلمي في المملكة. لكن إحدى أهم سمات السعودية وأكثرها جاذبية هي طابع الضيافة الذي يتمتع به أهلها، والذي يعود لتاريخٍ طويلٍ يشملُ العديد من العاداتِ والتقاليد التي تعبّر عن كرم الضيافة وسخاء النفوس السعودية. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على هذا التاريخ الطويل للضيافة في المملكة العربية السعودية مع بعض الإحصائيات المثيرة.

جذور تقاليد الضيافة في السعودية

تعود جذور تقاليد الضيافة في السعودية إلى قرون عديدة، حيث كان كرم الضيافة ميّزة من ميزات العرب وفضيلة إسلامية عظيمة وواجبًا اجتماعيًا. ووفقًا للإحصائيات التاريخية، أظهرت الدراسات أن نسبة كبيرة من السكان السعوديين يحبون استضافة الزوّار والضيوف بشكلٍ منتظمٍ، وتفتخر بتقديم وجبات طعام شهية وضيافة مميّزة لهم.

القهوة

ما إن تفوح رائحة الهيل وتجد الدلّة والفنجان والتمر، تدرك حينئذ أنك حللت ضيفًا في بيتٍ سعوديٍّ . فالقهوة تعدّ جزءا من التراث السعودي، نظرًا للارتباط الكبير بين فنجان القهوة والثقافة المحلية. وهي من أبرز رموز الضيافة السعودية، فتقديم فنجان من القهوة للزوار علامة عرفانٍ وتقديرٍ لهم. وتشير الإحصائيات ضمنت إحصائيات منظمة القهوة الدولية استهلاك بعض الدول (السعودية: 89 ألف طن سنوياً) وهو رقم ضخم يعكس حبهم الكبير لهذا المشروب العريق واحترامهم لضيوفهم.

كما يعود الفضل للمملكة بانتشار القهوة السعودية والتي تعرف في جميع أنحاء العالم بالقهوة العربية، وتنفيذًا لمبادرة وزارة الثقافة السعودية بتسمية عام 2022 بـ”عام القهوة السعودية”، أصدرت السلطات في المملكة تعميماً على جميع المطاعم والمقاهي في المملكة لتعتمد بموجبه اسم “القهوة السعودية” بدلاً عن “القهوة العربية”، في تسمية ووصف هذا النوع من المنتجات.

أشهر الضيافات في السعودية

كما يشتهر السعوديون بعرض التمور على الضيوف، فهي تُعَدُّ من أشهر المأكولات التي تُقَدَّم للزوار في المملكة. تحتضن السعودية أكثر من 33 مليون نخلة فيما بلغ عدد الحيازات أكثر من 123 ألف حيازة زراعية . فالتمور السعودية من أفضل أنواع التمور عالمياً، مما يعكس أهمية هذه الثمرة الطيبة في ثقافة الضيافة السعودية.

لا يقتصر التقدير والضيافة في السعودية على المشروبات والأطعمة فحسب، بل تتجلى أيضاً في استقبال الزوار والمسافرين بابتسامة دافئة وودٍ عميق ، مع تقديم المساعدة في حال الحاجة. ووفقًا لدراساتٍ حديثةٍ ؛ يتمتع السعوديون بسمعة جيدة للغاية كأحد أكثر الشعوب التي تُقدّم المساعدة وتكون لطيفةً اتجاه الغرباء والزوار.

طابع الضيافة في الاحتفالات والمناسبات

يتجلى طابع الضيافة في الاحتفالات والمناسبات الخاصة أيضًا، حيث تكثر اللقاءات الاجتماعية والاحتفالات العائلية  في السعودية. وتعد الأعراس من أهم المناسبات التي يتم فيها عرض أطيب المأكولات وتوفير الأجواء المميزة للمدعوين.

في الختام، يُعَدُّ طابع الضيافة السعودية جزءًا أساسيًا من الثقافة العربية التقليدية، وهو يعكس قيم الكرم والجود والترحيب التي تميز الشعب السعودي. إن هذا التاريخ الطويل من الضيافة يعكس تراثًا عريقًا وإرثًا غنيًّا يجب المحافظة عليه وتعزيزه في المستقبل لتبقى السعودية واحدةً من أكثر الوجهات السياحية الشهيرة والمُحبَّبة في قلوب البشر جميعًا   على مستوى العالم أجمع .جهاد عبدالرحمن الناظر رئيس مجلس ادارة مجموعة شركات منازلي الفندقيه.

فيديو مقال السعودية تاريخ من الضيافة

 

أضف تعليقك هنا