النموذج التعليمي التفاعلي بالاعتماد على نظريات التعلّم

بقلم : لينا فتحي أبو مغصيب 

المقدمة

تتجه التربية الحديثة وتحديداً التعليم نحو المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية لإعداد متعلم متكامل من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والمهارية والأخلاقية والوجدانية، والانفجار المعرفي الهائل أدى إلى تطور طرق التدريس التقليدية إلى طرق تدريس حديثة توظف التكنولوجيا واستراتيجيات التعلم النشط كالاكتشاف وحل المشكلات وهذا الذي دفع الباحثة لتصميم النموذج التعليمي التفاعلي بالاعتماد على نظريات التعلم.

تم تصميم النموذج بالاعتماد على نظريات التعلم الثلاثة، حيث التعلم يحدث على نحو أفضل عندما يتعامل الطلاب مع مشكلات تزيد دافعيتهم للتعلم من خلال محاولاتهم إيجاد حل لهذه المشكلات بشكل تعاوني.

وهذا ما أقرته عليه النظرية البنائية وبدمج هذا مع أهم مبادئ النظرية المعرفية بأن المتعلم كائن نشط يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة وبإعطائه حرية تفكير موجهة من قبل المعلم يستطيع اكتشاف حل المشكلة التعليمية بنفسه، كل ما سبق يرتكز على معرفة المتعلم السابقة مع حدوث التعلم في عملية تعاونية حيث أن الفرد حين يواجه مشكلة يبني معرفته بشكل أفضل عند قيامه بنقاش هادف مع زملائه أو عصف ذهني موجه من قبل المعلم.

أهداف النموذج

  1. جعل المتعلم نشط بصورة إيجابية مستمرة.
  2. تنمية أنواع التفكير وأهمها حل المشكلات.
  3. تنظيم المعارف بصورة نشطة مرتبطة بالمعاف السابقة.
  4. تنمية مهارات المناقشة والحوار والعمل التعاوني.
  5. تطبيق المتعلم المعرفة في مواقف جديدة.
  6. مساعدة المتعلمين على استعمال أساليب البحث والاكتشاف.
  7. بقاء أثر التعلم.

المهارات التي يكتسبها الطالب من خلال التعلم بالنموذج                              

  • الربط بين المعارف السابقة واللاحقة.
  • البحث عن المعلومات والاستقصاء.
  • التفكير والبحث عن حل للمشكلات.
  • تعلم مهارة الحوار من خلال التفاعل مع الأخرين.
  • ترسيخ الهدف التعليمي في ذهن الطالب

لقد صمم هذا النموذج بالاعتماد على دمج النظريات التعلم السلوكية والمعرفية والبنائية

أولاً: المدرسة السلوكية

ظهرت المدرسة السلوكية سنة 1912 م في الولايات المتحدة الأميركية، ومن أشهر مؤسسيها جون واطسون.من مرتكزات النظرية التمركز حول مفهوم السلوك من خلال علاقته بعلم النفس، والاعتماد على القياس التجريبي، وعدم الاهتمام بما هو تجريدي غير قابل للملاحظة والقياس.

طبيعة ومفاهيم النظرية الإجرائية (السلوكية)

  • السلوك: يعرفه فريدريك سكينر بأنه مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي القريب. وهو إما أن يتم دعمه وتعزيزه فيتقوى حدوثه في المستقبل أو لا يتلقى دعما فيقل احتمال حدوثه في المستقبل.
  • المثير والاستجابة: تغير السلوك هو نتيجة واستجابة لمثير خارجي.
  • التعزيز والعقاب: من خلال تجارب إدوارد لي ثورندايك يبدو أن تلقي التحسينات والمكافآت بصفة عامة يدعم السلوك ويثبته، في حين أن العقاب ينتقص من الاستجابة وبالتالي من تدعيم وتثبيت السلوك.
  • التعلم: هو عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد.

بعض المبادئ في النظرية الإجرائية

  1. التعلم مرتبط بالنتائج.
  2. التعلم يرتبط بالسلوك الإجرائي الذي نريد بناءه.
  3. التعلم يُبنى بدعم وتعزيز الأداءات القريبة من السلوك.

ثانياً: النظرية المعرفية

تدور نظرية التعلم المعرفي حول فهم كيفية عمل عقل الطالب في وقت العملية التعليمية، وتركز النظرية على كيفية معالجة المعلومات بواسطة الدماغ، وكيف يحدث التعلم من خلال تلك المعالجة الداخلية للمعلومات، ويعتمد على فكرة أن الأشخاص يعالجون المعلومات التي يتلقونها عقليًا، بدلاً من مجرد الاستجابة للمنبهات من بيئتهم.

نظرية التعلم المعرفي هي نظرية واسعة تستخدم لشرح العمليات العقلية وكيف تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية من أجل إنتاج التعلم في الفرد، وتُنسب النظرية إلى عالم النفس التربوي جان بياجيه، حيث كان يعتقد أنّ المعرفة شيء يتم بناؤه بنشاط من قبل المتعلمين بناءً على الهياكل المعرفية الموجودة لديهم.

ثالثاً: النظرية البنائية

تتعبر النظرية البنائية في أبسط صورها وأوضح مدلولاتها عن أن المعرفة تُبنى بصورة نشطة على يد المتعلم ولا يستقبلها بصورة سلبية من البيئة.

أسس ومبادئ التعلم في النظرية البنائية

  1. يبني الفرد المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة.
  2. يفسر الفرد ما يستقبله ويبني المعنى بناء على ما لديه من معلومات.
  3. للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد أثر كبير في بناء المعرفة.
  4. التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع.

تم تصميم النموذج بناءً على دراسة النماذج التالية: (نموذج الأهداف السلوكية/ نموذج جانييه/نموذج دورات التعلم)

قامت الباحثة باعتماد مبادئ النظرية السلوكية والتي ترتكز على

  1. تحديث السلوك: خاصة السلوك الذي يصدر من المتعلم ووصفه والقيام بتحليله تمهيدًا لتجزئته إلى عدة عناصر فرعية تمثله.
  2. التدرج في صياغة مثيرات المحتوى: بحيث يتم ترتيب المثيرات السهل فالصعب ومن المثير البسيط إلى المثير المعقد..
  3. التعزيز: توفير التعزيز الملائم للتمكن من تدعيم السلوك المراد.
  4. تكرار السلوك: الحرص على تكرار السلوك بحيث يمكن تقوية الرابط بين المثير والاستجابة على اختلافهم.
  5. تعديل السلوك: يتم عن طريق تكرار المتعلم لنفس الاستجابة حتى تثبت لديه بعد الممارسة..
  6. الخبرات السابقة: التركيز على الخبرات الماضية وتأثيرها على التعلم.

وقامت باعتماد أسس النظرية المعرفية والتي ترتكز على

  1. العمليات العقلية المعرفية (العوامل الداخلية) مثل التذكر والادراك والتي تتوسط بين المثير الخارجي والاستجابة.
  2. المتعلم كائن نشط يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة.
  3. البنية المعرفية الداخلية (العوامل الداخلية) تساعد على تنظيم الخبرات وتذهب بالمتعلم الى ما وراء المعرفة.
  4. اعطاء المتعلمين حرية التفكير لحل المشكلات.

وكذلك  أسس النظرية البنائية والتي تنص على

  1. معرفة المتعلم السابقة هي محور الارتكاز في عملية التعلم.
  2. المتعلم يبنى معنى لما تعلمه بناء ذاتيا.
  3. لا يحدث تعلم ما لم يحدث تغير في بنية الفرد المعرفية.
  4. التعلم يحدث على أفضل وجه عندما يواجه المتعلم مشكلة او موقف حقيقي واقعي.
  5. لا يبني المتعلم معرفته بمعزل عن الاخرين بل يبنيها من خلال التفاوض الاجتماعي. 

يتكون النموذج من المراحل الرئيسية التالية

  • مرحلة الإثارة الاهتمام وشد الانتباه
  • مرحلة تحديد الهدف وإعلانه للمتعلمين
  • مرحلة الاستكشاف
  • مرحلة التوسع
  • مرحلة التقويم
  • مرحلة عزز التعلم واجعله مستديما

شرح تفصيلي لمراحل تصميم النموذج التعليمي التفاعلي لنظريات التعلم   

أولاً: مرحلة الإثارة الاهتمام وشد الانتباه:

وتتكون هذه المرحلة من خطوتين وهما:

  1. إثارة الانتباه: في هذه المرحلة يقوم المعلم بجذب انتباه الطلبة بطريقة التي يراها مناسبة بحسب ما يقتضي عليه الموقف التعليمي الهدف منها أن يحفز المتعلم للتعلم ويفضل أن يكون ذو علاقة بموضوع الدرس مثل:
  • عرض صورة ومناقشتها حول موضوع الدرس.
  • عرض فيديو تعليمي.
  • طرح موقف (مشكلة)
  • قصة قصيرة
  1. استثارة التعلم السابق: ويتم ذلك عن طريق استثمار معلومات الطلبة السابقة، وربط الدرس الجديد بخبراتهم حول الموضوع، حيث أنه عند القيام بطرح مشكلة ما على الطلبة لن يقوم الطالب باستثارة حل لها من مخيلته بناء على التنبؤ والتخمين، بل من الضروري أن تكون مرتبطة بتعلم سابق.

ثانياً: مرحلة تحديد الهدف وإعلانه للمتعلمين:

إعلام المتعلم بالهدف في التعلم من الدرس، قبل البداية في عرض الدرس تُعرض الأهداف التي يراد الوصول إليها بعد نهاية الدرس.

ثالثاً: مرحلة الاستكشاف:

وفي هذه المرحلة يقوم المعلم بتكليف كل مجموعة من المجموعات بأداء مهمة معينة أو لتوصل إلى حل مشكلة ومناقشة الطلاب فيما بينهم بما اكتشفوه أو توصلوا إليه مع مجموعاتهم بمساعدة المعلم لهم من خلال:

  1. يقوم المعلم بتكليف الطلاب حول مهمة معينة
  2. يقوم الطلاب بتفحص هذه المهمة.
  3. يتوصل الطلاب إلى استنتاجات أولية حول المهمة المطلوبة.
  4. يتم الاستماع إلى إجابات الطلاب باهتمام، وتدوين الإجابات الصحيحة.
  5. يقدم المعلم تغذية راجعة فورية لإجابات الطلاب.

ويمكن في هذه المرحلة استخدام استراتيجيات التعلم النشط التي تعمل على تنمية التفكير ومنها:

  • استراتيجية العصف الذهني
  • استراتيجية حل المشكلات
  • استراتيجية التعلم التعاوني أو لعب الأدوار
  • استراتيجية الحوار والمناقشة

رابعاً: مرحلة التوسيع:

تركز هذه المرحلة حول المتعلم، وتساعد المتعلم على تنظيم الخبرات التي اكتسبها من الأطر المعرفية لديه من خلال ربطها مع الخبرات السابقة، ويتم ذلك بتقديم نشاطات مناسبة للتلاميذ لتوسيع المفاهيم وتزيدهم بخبرات جديدة وتعميق المعرفة والاستقصاء وتطبيق المعرفة.

ومن الأمثلة على النشاطات:

  • عرض صور جديدة ومناقشتها.
  • لعب الأدوار(المسرحية)
  • تقديم أمثلة منتمية للموضوع أو غير منتمية.
  • طرح أسئلة جديدة تثير التفكير.

خامساً: مرحلة التقويم:

يقوم المعلم في هذه المرحلة باستخدام التقويم الواقعي لقياس مدى تحقق التعلم عند الطلاب ومدى فهمهم لدرس وذلك من خلال:

  • اختبار قصير.
  • ورقة عمل.

بقلم : لينا فتحي أبو مغصيب 

 

أضف تعليقك هنا