بين عتمة ماضٍ، ونورِ حاضر

قبل سبعة أعوام

كان هناك الكثير من الإحباط، الكثير من الإنكسارات، والكثير من الكراهية تِجاههم! رغم أنني لم أكره أحداً في يومٍ ما، ولكن في تلك السنوات مررتُ بالكثير من اللحظات القاسية التي جعلتني أكرهُ نفسي، أكره ذاتي، أكره حتى إبداعاتي الصغيرة التي كانت لا تؤخذ بعين الإعتبار، والتي كانت ليست إلا كمية من الإستهزاءات والكلمات القبيحة جداً والكثير الكثير من الطاقة السلبية التي كانت تُحطمني نفسياً، معنوياً وحتى جسدياً! لدرجة أنني بدأتُ في حينها أفقد طموحي، شُغفي، أحلاميَّ الصغيرة التي كانت ستكبر معيَّ، وهواياتي التافهة بنظرهم!

كرهتُ أكثر مرحلة مهمة في حياتي

أذكر بأنني كرهت أكثر مرحلة مهمة في حياة كل إنسان، والتي لولاها لَما نجح الكثيرون وحققوا أحلامهم! نعم كرهتُ المرحلة الإعدادية في المدرسة، وكُل تفصيل فيها! لدرجة أنني قمتُ بمسح كافة الصور والذكريات فيها، كتاباتيَّ الصغيرة، مُذكراتي اليومية، رسوماتي البدائية جميعها بلا إستثناء قد حرقتها! رغم أنني فتاة أُقدِسُ الذكريات وتفاصيلها جداً، إلا أنني قد مسحتُ وحرقتُ كل تلك التفاصيل والذكريات في هذه المرحلة!

شِهادتي المدرسية في تلك الفترة قد مزقتها! رغم أنني أحتفظ بشهاداتي منذ طفولتي وحتى شهادة الثانوية العامة، إلا أن ذلك الجزء من المرحلة كُلها قد مَزقتها! ليست لأنني فتاة ضعيفة، بل لأنني كنت أُريد ذلك، فالإنسان مهما كان صبور ومُتحمل إلا أنه يبقى عبارة عن روح لها قدرة معينة للتحمل.

التنمّر والسخرية الذي تعرّضتُ له

كنتُ أريد أن أبدأ من جديد، تاركة كل شيء، محتفظة فقط بذلك التنمر الذي قد تعرضتُ له عبر إحدى تغريداتهن على مواقع السوشل ميديا الخاصة بهن، كنت أريد أن أحيا من جديد بعيدة عن كوكبهن العنصري المليء بالحقد، الغيرة، والكراهية بين بعضهن البعض، فقط مُتذكرة تلك الجملة التي من الصعب جداً نسيانها (إنتو شو متوقعين من لمى إلا الغباء؟ لمى قمة بالغباء والفشل).

نعم كانت تلك الجملة ترنوا في أُذني دوماً، كانت تُرافقني طيلة هذه السنوات، صحيحاً بأنها كانت حارقة لهيبة في قلبي تؤلمني كثيراً كُلما تذكرتُ ذلك الموقف الذي تعرضت له، إلا أنني لم أكن أتوقع بأنه سياتي يوم وسأصبح مُمتنة كثيراً لهذا التنمر، وهذه الجملة بالتحديد، حتى أصحاب الموقف ذاته، لم أكن أتوقع بأنني سأصبح ممتنة لقسوتهنَ، وألفاظهن التي كانت تَحرقني كثيراً!

لقد كان هذا التنمر سبب قوّتي

لم أكن أتوقع بأن ذلك الرماد سيحيى من جديد بداخلي وسَيُزهر من جديد! لم أكن أتوقع بأنه سيكون مصدر قُوتي، ونجاحاتي هذه ! حتى إبداعاتي وإحيائي من جديد وتمسكي بكل شيء ! تمسكي بشَغفي، احلاميَّ، طموحاتي، هواياتي التي أصبحتُ مؤمنة بأنها ليست تافهة كما يقولون، بل هي مصدر منير لمستقبلٍ مزهر ومشعٍ بإذن الله.

أيقنت بأن الله لا ينسى أحد، ولن يخذل عباده، وثقتُ بأن كلٌ منا سينال ما يتمناه، وإن لم ينل فهو خير، “فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم” . هذه أنا اللمى بعد سبعةُ سنوات من ذلك التنمر الذي يكبرَ معي في كل عام، يكبر و يُزيدُ من قوتي اكثر، تحدياتي وإرادتي، مواجهتي للصعوبات، وكل نجاحاتيَّ وابداعاتيَّ الصغيرة التي ستكبر يوماً ما.

فيديو مقال بين عتمة ماضٍ، ونورِ حاضر

 

 

أضف تعليقك هنا