التخلي قرار

أنت وحدك من له السلطة الكاملة في اتخاذ القرار.. القرار القادم بعد تفكير واقتناع تام .. قرار خالي من التردد والحيرة والشك واحتمال التراجع يوما ..قرارك من يخبرك ويخبر من حولك كيف هو حال كرامتك وعزة نفسك .. ما أخبار أخلاقك وأدبك ورفضك أو قبولك للذي يرفض وللذي يقبل.. قرارك هو اطمئنانك عن شخصيتك هل لا تزال ثابتة في مكانها أو غيرت الوجهة نحو الذي لا يليق بها.

لماذا نأخذ القرار بالتخلّي؟

متى قررت فأنت قد اتخذت الوقت اللازم واستغليته كامل الاستغلال ولم تسمح خلال هذا الوقت وهذه الفترة من دخول الترتر والخوف عالمك السري الذي من خلاله أن ستقول كلمتك علنا وجهرا في شكل قرار نهائي لا تراجع فيه. هناك أشياء نراها أو تحدث معنا تجعلنا بسرعة نسارع في اتخاذ قرار التخلي .. سواء نتخلى عن أشخاص أو مكان أو نمط حياة معين أو حلم اكتشفنا أنه لا ينفعنا لذا نتخلى عنه وننتقل الى حلم اقتنعنا به أكثر وأكثر وتأكدنا أننا نستطيع تحقيقه..

ما هي أسباب التخلّي؟

قد نتخلى عن أشياء هي لا تزال في طريق البداية ومتى قرر العاقل في البداية قبل انتظار الصدمات والمفاجعات الأكبر فقد أنقض نفسه من كوارث ستحدث وقد لا يكون قادرا وقتها عن التراجع والانسحاب فاختار التخلي والمغادرة باكرا بعد أن اكتشف أن الذي هو فيه أو الذي هو معهم لن يوصله لشيء ولن يعود اليه لا بنفع ولا بفائدة فالاستمرار سوى أكبر خطأ ارتكبه الشخص في حق نفسه وقد يمتد هذا الخطأ الى من حوله فيكون الأذى أكبر وأضر.

الذي ينقص من كرامتك كافي في أنك تتخذ قرار التخلي والترك.. الذي يهينك ويقلل منك لا يستحق الاستمرار معه أو فيه  تحت أي ظرف أو مسمى فيكون قرار التخلي والترك الأنسب.. فكرامة الانسان ان تخلى عنها فليس له داعي لحظتها من اتخاذ قرار التخلي الذي هو في الأساس يمنع كرامتك من المساس بها والتعدي عليها.

هل يكفي أن نتخذ قرار التخلّي فقط؟

لا تتعدى على من تعدى عليك ولا ترد على أذيته بالأذى ولا تكون كما هو ولا تمارس ما هو يمارسه وقد مارسه معك وعليك يكفي أن تقول له وداعا أنت وحدك من الأن وصاعدا وأنت انسحبت ورحلت واخترت لنفسك الراحة والطمأنينة واكمال ما تبقى من العمر في هدوء وسلام وفي مكان هو لن يكون فيه وان كان فلن يقترب منك بعد قرار التخلي الذي اتخذته وطبقته فلا يكفي اتخاذ القرار دون تنفيذه وتطبيقه فالقرار قرار ويدخل حيز التنفيذ بمجرد النطق به واعلانه ومرات لا نحتاج الى اعلان قرارنا فنباشر مباشرة في تطبيقه والعمل به فيفهم الجميع وقتها أن ما قمت به وما تقوم به وما وصلت اليه ما هو الا قرار صائب وصارم أنت اتخذته وأن كل هذه الأفعال والتصرفات الجدية الصريحة تنفيذ لما نطق به لسان القرار .

قرار التخلي قرار صعب يصعب على الكثير اتخاذه واللجوء اليه الا أن ما يحدث معنا ولنا يجعلنا أكثر قوة وشجاعة مما سبق فلا نتردد في اتخاذ ما ينفعنا ويفيدنا وان كان صعبا .. وفي نفس الوقت قرار التخلي سهل لدى البعض من الأشخاص الذين التخلي هو الحل الوحيد الذي لا غيره فاعتمدوه لينهو ظلما أو مهزلة أو عنفا طبق ضدهم أو معاناة يعيشونها أو أشخاصا غلط دخلو حياتهم أو غيره من الأشياء التي فعلا تجعل من التخلي والترك سهل وسهل جدا وهو أول ما يجب القيام به.

لا تحزن على ما تركته من أجل كرامتك

لا تحزن على ما تركته ما دمت قد اقتنعت بأن تركه هو الذي يحافظ على كرامتك وعلى كيانك وشخصيتك وعلى كونك انسان ومن يتعدى على انسانيتك أو يمسها فأقل ما يرد عليه هو قرار التخلي .قرار التخلي لا يتخذه سوى المؤمن أنه لا يحتاج لما تخلى عنه .. فالتخلي قرار الأقوياء .. قرار الواقفون في وجه كل ما قد يزعزع راحتهم وتواجدهم بالحياة على ما يرام وكما يجب .

هنيئا لمن سارع بعقل حكيم إلى التخلي بقرار يوقف كل واحد عند حده ويوقف من لم يستطع أو يوقف نفسه بالسيطرة على النفس المتجاوزة للحدود.. هنيئا لكل مقرر قد تخلص من المساوئ المحيطة به بقرار هو قرار التخلي المستعجل الذي لم يأخذ من عمره الكثير ولم يهدر طاقته وماله وصحته ولم يصل لمنتهى الأذى والمعاناة مع أنه عاش وعانى الا أنه قال كفى ويكفي هذا..

فيديو مقال التخلي قرار

 

أضف تعليقك هنا