خطورة ازدراء الأديان السماوية

بقلم: جميلة الحارثي

التوحيد هو الأساس الذي انطلقت منه الأديان السماوية في العبادة 

بعث الله الرسل بجميع الرسالات والشرائع لتوحيده وعبادته، واختار الإسلام ديناً لكل أهل الأرض قاطبة، وهذا ما بشر به جميع الرسل والأنبياء؛ حيث أمرهم الله عز وجل بدعوة الناس لدينه وطاعته وعبادته وحده لا يشركون به شيئاً، قال جل في علاه: (إن الدين عند الله الإسلام)، آل عمران: ۱۹, والدين هو التعاليم التي شرعها الله عز وجل لعباده؛ لتنظيم العلاقات بين بعضهم البعض، ومع خالقهم، وهو عقيدة التوحيد التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بعث به للبشر كافة على وجه التكليف، وتقوم الديانات السماوية على وحي الله لأنبيائه ورسله من البشر، وتدعو إلى توحيد الله عز وجل، وعبادته، وتنفيذ جميع أوامره، وإفراده بجميع صنوف العبادات ومسائل العقيدة دون تبديل أو تغيير أما اليهودية هي ديانة محرفة مزورة بعيدة عما جاء به موسى عليه السلام، وهي ديانة الأسباط من بني إسرائيل الذين ينتسبون إلى إبراهيم عليه السلام، وقد أرسل الله عز وجل إليهم موسى عليه السلام نبياً ونذيراً وأنزل معه التوراة؛ ليعلمهم الاستسلام والخضوع وعبادة الله وحده لا شريك له، وهذا هو المفهوم العام للإسلام فهو دين الأنبياء والرسل جميعاً، قال تعالى: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين)، آل عمران: ٦٧.

أصل العبادة في الإسلام هو التوحيد

والدين الإسلامي رسالة الإسلام تلك الرسالة المكملة للرسالات السماوية كافة؛ إذ أكدت على توحيد الله عز وجل، حيث بعث الله عز وجل رسله الكرام لدعوة الناس لعبادته وتوحيده، فكانوا أول العابدين له، ومن مميزات رسالة الإسلام تنوع العبادات وامتزاجها بجميع جوانب الحياة؛ فالتعامل بخير وإحسان يعتبر من العبادة، ورسالة الإسلام لا تقر ولا تعترف إلا بعبودية مطلقة الله تعالى، وينكر الإسلام عبودية البشر لبعضهم البعض أو للأحجار أو للنار وغيرها، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس أحراراً ليس لهم إله غيره متفرداً بالتشريع والخلق.

أصل العبادة في الدين اليهودي هو التوحيد

فالدين اليهودي دين سماوي مقدس، وعقيدته الصحيحة تقر وتعترف بوحدانية الخالق وتشريعاته وتؤمن باليوم الآخر وأحداثه، وقد أنزلت التوراة على موسى عليه السلام لتنظيم حياة اليهود الدينية والتربوية، ويبين علماء الأديان أن أول كتاب سماوي بعث هو التوراة، وخالط اليهود شعوباً كثيرة فتأثروا بطقوسهم وغيروا نظرتهم للآلهة، وأخذوا منهم الكثير من العقائد التي دمجوها مع منهاج عباداتهم، ففي بداية الأمر كانوا يؤمنون بالتوحيد لكنهم سرعان ما ابتعدوا عن طريق الصواب وأشركوا الأصنام والحيوانات في الألوهية.

التوحيد هو أساس العبادة في الدين المسيحي

أما المسيحية أو النصرانية هي الرسالة التي جاء بها عيسى عليه السلام ليكمل ما جاء به موسى عليه السلام، مصدقة لما جاء في التوراة من تعاليم وجهها الله عز وجل لبني إسرائيل، ودعاهم فيها إلى التوحيد والفضيلة، لكنها شرعان ما فقدت أصولها، واختلطت بأفكار ومعتقدات وثنية.

ازدراء الأديان هو اعتداء على قدسية الاعتقاد الديني

ويعد ازدراء الأديان اعتداء على قدسية الاعتقاد الديني، وإساءة للدين وللرسل، ومهاجمة للعقيدة بالباطل، ويقصد ب (جريمة ازدراء الأديان) في الشريعة الإسلامية: «كل فعل يكون من شأنه الطعن في الدين، أو المساس بالرموز أو المقدسات أو الشعائر الدينية، سواء كان ذلك عن طريق السخرية أو الاستهانة أو التجريح مما يستوجب معاقبة فاعله »

فمن الواجب احترام حريات الآخرين وحقوقهم وعدم المساس بها، المنصوص عليه في القوانين والاتفاقيات الدولية حيث تضمن بشكل قاطع احترام الأديان والرموز والمقدسات التي يؤمن بها الإنسان، ولا شك في أن وجود نظام قانوني واضح، ودعم لغة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، له أثر كبير على استمرارية البشرية والشعور بالعدل، مما يؤدي بدوره إلى التقارب الحضاري الإنساني وتحقيق السلام العالمي. نسأل الله التوفيق والحمد لله رب العالمين (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: جميلة الحارثي

 

أضف تعليقك هنا