المقارنة في السوء

متحفزون للرد، منقبون عن المشاهد والمواقف، ناشرون للسوءة ليس لأننا مستورين ولا لنواري سوءاتنا بل لنقول أنهم مثلنا لا فرق في السوء، فإن كنا سيئين غير منتجين فهم منتجون سيئون، تلك هي المعضلة التي نترصد لكشفها ولنقول للعالم أجمع لسنا السيئين الوحيدين في هذا العالم فالعالم مثلنا سيء.

ليتنا نقارن أنفسنا بهم في الانتاج أيضا والعلم والمعرفة والصحة والتقنية والصناع.…..الخ ، لماذا لا نقول لهم لستم وحدكم المبتكرون نحن أيضا لدينا ما يضاهيكم ؟  .

لماذا لا نعرض منتجاتنا في معارضهم؟  قائلين لهم لستم وحدكم في هذا العالم الذين ينتجون فنحن مثلكم وأكثر ، لماذا لا تترجم كتبنا ومؤلفاتنا للغاتهم مثبتين لهم وللعالم أننا أيضا ننتج معرفة ونظريات ونصدرها لهم !!

لماذا لا نُري الغرب قدراتنا؟

لماذا لا ننتج ريبوتات وأجهزة ذكية ونصدرها لهم ونقول لهم كفى استيرادا منكم سنحل هذه المعضلة بتصديرها لكم بأكثر كفاءة وقدرة مما تصدرونه لنا وحان الوقت أن نعطيكم إياها مجاناً عوضاً عن شرائنا منكم كل منتجاتكم حتى الدواء لصحتنا تبعونا إياه ولا تتبرعون به لنا  فأنتم رأسماليين متغولين فيها وتنتجون من أجل المال أما نحن فا لله يا محسنين نهبكم بلا مقابل لأن أخلاقنا أفضل منكم ؟

متى نصدر لهم القمح والأرز وجميع الأغذية ونصرخ في وجوههم كفانا وكفاكم لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنما نطعمكم لوجه الله. هل نحن فعلا حين نصدر لهم المواد الأولية أو النفط نصدره بشكرا أم بالدولار ؟ فلماذا نبيعهم وحين يبيعونا نقول عنهم أنهم متغولين في الراسمالية المتوحشة !!!

هل نحن في قمة العقل حين نبيعهم ونعيب عليهم بيعهم لنا !!! وهل لو بدأنا بتصدير منتجاتنا لهم سنعطيهم إياها مجاناً كي لا يقولون عنا ما وصمناهم به؟

هل نحتاج إلى إعادة تأهيل لأنفسنا؟

نحن نعيش فعلاً إعاقة ذهنية وفكرية وأخلاقية فنترصد لهم لا لأننا جيدين بل فقط لنقول لأنفسنا والعالم أننا لسنا الوحيدين السيئين بل هناك موقف أو اثنين أو عشرة منهم مقابل كوم من السلوكيات والفوضى التي نعيشها ، كي نرضي غرورنا أمامهم وأمامنا أنهم مثلنا في السوء.

نحتاج إلى إعادة تأهيل لنواجه أنفسنا قبل العالم . هناك مثل كثيراً ما نردده ونقول : من لا يستطيع أن يشكرك ، يذمك ! أظننا حين ننظر إلى المرآة ونرى العجز الظاهر نقول لعنات على من صنعها لأنها كشفت عنا وأرتنا ما لا نرغب في رؤيته ، وبس والله 

فيديو مقال المقارنة في السوء

 

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني