جيل الـTikTok إلى أين؟

بقلم: عبدالرحمن المشحن

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله والصلاة والسلام على معلم البشر وسيد مكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه الكرام وسلم تسيلما.. وبعد.. قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وقال (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )، وقال صلى الله عليه وسلم: (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا). مقال يتحدث عن منصة تيك توك ومنصات التواصل الاجتماعي ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا. 

الإقبال على منصة تيك توك بكثرة يفقد الفرد هويته 

إنه لمن المؤسف أن نرى ضياع هويتنا الثقافية العربية الإسلامية بدأ بالظهور شيئاَ فـ شيئاَ على استحياء! وهنا أعني بهذا الطرح هو الانغماس بالصرعات الجديدة والترندات والهاشتاقات بين فترة وفترة بدعوى أنه أنس وتسلية لا أكثر، وكمثال على ذلك لا الحصر، ترند (قميسو) الذي ظهر قبل فترة بسيطة في منصة “تيك توك” وأغلبنا لاحظ كمية ممارسة بعض شرائح الناس لهذه الحركة الجسدية والتي تحطم وقار من يفعلها.

وأعتذر لذائقة القارئ الكريم على هذه الشفافية ولكن هي الحقيقة، وهذا المثال الواحد من عشرات الأمثلة في منصة واحدة من غير المنصات الأخرى المعروفة. على الرغم من معرفتنا جميعا ببرامج التواصل الإجتماعي وأنها مجرد منصات للتواصل بين الناس وهي وسيلة اتصال لا أكثر ولكن هي أصبحت كـ بيت يتسع للجميع وكل شيء تفعله أو تحدثه قد يرتقي ليصبح “ترند” أو بمعنى أصح “سلوك” قد يرسخ لأعوام في ذاكرة مرتادي هذه المنصات.

مخاطر ارتياد  منصة تيك توك وغيرها من المنصات غير الهادفة على الأجيال

وكذلك عزيزي القارئ من ناحية تربوية أيضا قد تنشأ أجيال على حرية الممارسات من باب التسلية والأنس لا أكثر وتتفيه الأمر وتصغيره، ولكثرة إقبال معظم الناس على اقتناء الهواتف الذكية وشيئاً فشيئاً تبدأ عقليات النشء الجديد على التفاهة ومتابعة الصيحات الجديدة في المستقبل في كل منصة جديدة ومع مرور الوقت تكاد تندثر الأسس والرواسخ في ثقافتنا والتي تنبع من ديننا الإسلامي في مختلف أنحاء الوطن العربي، وهي تتعارض مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية السمحة وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالترغيب بمكارم الأخلاق والأسس الحياتية المختلفة. ومن الممكن أن ألخص لك عزيزي القارئ بعض من المخاطر بوجهة نظر شخصية والتي قد تكون في مكانها أو أكون مخطئ فيها.

  • ذوبان الثقافة التي تميزنا عن غيرنا في هذا العالم
  • نشأة جيل متميع قد لا يتحمل المسؤوليات
  • الإعراض عن مكارم الأخلاق الإسلامية
  • سهولة إختراق المجتمع فكرياً مما ينعكس على بقية تفاصيل الحياة
  • التساهل بتمسكنا بالعادات والتقاليد لمختلف بلداننا العربية
  • الإنشغال عن الاحداث المهمة في حياتنا الإجتماعية
  • صعوبة إعادة بناء الجيل الناشئ على هذه الافكار فكرياُ
  • الدخول على افكار النشء الجديد من قبل دعاة التحرر والإلحاد وغيره

وهنا أعتقد أنني أوجزت ما يحضرني لحظة كتابة هذا المقال.

لفتة إدراكية!

ولنعلم جميعاً قبل كل هذا الطرح أننا محاسبون على كل صغيرة وكبيرة لقوله تبارك وتعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وأن ما تزرعه في هذه الوسائل قد يبقى لمدد طويلة لا يعلمها إلا الله تعالى وكذلك حتى بعد موت الشخص وهنا حمل ثقيل على عاتقه، وكما قال صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا).. هذا والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: عبدالرحمن المشحن

 

أضف تعليقك هنا