نظرية المزاج الشخصي

نظرية المزاج الشخصي وموقعها من القرآن والسنة

قبل بدأ المعلم بالحصة الدراسية قد يحرص على الاعداد الجيد للدرس ووجود الوسائل التعليمية المناسبة ونظافة الفصل وما الى ذلك من متطلبات الاستعداد للحصة الدراسية ولكنه قد يغفل عن التأكد من استعداد الطلاب للتعلم وان شعر ان الطلاب غير مستعدين للتعلم اول ما يتبادر الى ذهنه طرح تمهيد مناسب للدرس او تنويع اساليبه وطرائقه ليجذب انتباه الطالب او قد يغير من نبرة صوته او يتعامل يشدة وحزم أكثر , ولكن قد يكون الامر لا علاقة له بذلك فقد يكون مزاج الطالب ونفسيته غير مهيأة للعملية التعليمية او قد يكون الوقت غير مناسب  بالنسبة له للبدء بالتعلم .

ان نظرية المزاج الشخصي من اهم النظريات التي تجعل المعلم يعرف الوقت المناسب ليبدأ درسه فقد  تكون اللحظة التي يٌدق فيها الجرس معلنا بداية الحصة ليست هي اللحظة المناسبة لبداية التعلم وأن بداية الحصة يحددها استعداد الطلاب للبدء وليس جرس يٌدق. يمكن تقسيم نظرية المزاج الشخصي الي قسمين:

  • القسم الأول خاص بالمعلم .

ان الحالة النفسية والمزاج الشخصي للمعلم يؤثر على سير العملية التعليمة بشكل كبير، فإن كان مزاج المعلم سيء سيرى أي موقف يحدث داخل الفصل بشكل سلبي وقد ينفعل ويغضب على مواقف لا داعى للانفعال بسببها  والمعلم اذا انفعل وفقد هدوئه يخمد نشاطه ويصرف طاقته على امور هامشية يمكن تفاديها وعلى مشاكل يمكن حلها دون اضاعة الوقت وتبديد الجهود دون جدوى.

وان كان مزاجه جيد سيتعامل مع المواقف بشكل ايجابي حتى  وان كان في الموقف بعض السلبية سيراها من منظور ايجابي او سيتقبلها ويجد المبررات لها فيركز انتباهه لما يجري داخل الحصة  ويكون قادر على تقويم الامور دون اساءة العلاقة بينه وبين احدا من الطلاب. وفي كلا الحالتين سينعكس هذا على الطلاب .

ان فهم المعلم لنظرية المزاج الشخصي ولحالته النفسية يجعله قادر على التميز بين ما هو سلبي فعليا وبين ما يراه سلبي بعين مزاجه الشخصي فيميز بين مشاعره السلبية وبين المواقف السلبية، فعلى المعلم أن يكون دائما ايجابيا ومتفائل وواثق من نفسه اولا ثم بقدرات طلابه .

  • اما القسم الثاني خاص بالطلاب .

فقد يكون المعلم بمزاج جيد ومتحمس للبدء بتعليم طلابه لكن الطلاب بمزاج سيء وغير مستعدين للتعلم ففهمه لنظرية المزاج الشخصي يجعله يأخذ بعين الاعتبار مزاج طلابه وحالتهم النفسية واستعدادهم للتعلم  ويستطيع الحكم على الموقف التعليمي هل صالح للتعلم ام لا. فبحسب نظرية المزاج الشخصي على المعلم أن يعمل على:

  • ايجاد جو نفسي يسوده الفكاهة والمرح
  • جعل الفصل مكانا يجد فيه الطالب المتعة والمحبة والاحترام
  • التوقف عن التدريس اذا لاحظ الضجر والملل عند طلابه
  • الايجابية في التعامل مع عقل الطالب
  • العمل على وجود اللحظة المواتية للتعليم
  • التأكد من ان الوقت مناسب للتعليم .
  • ايجاد المفتاح النفسي للطلابه.

مراعاة أحوال المتعلمين في القرآن الكريم والسنة النبوية 

ولو نظرا في ديننا الإسلامي لوجدنا القرآن الكريم يحث على ذلك ورسولنا قدوتنا في مراعاة أحوال المتعلمين ونفسياتهم وهو أول مربي طبق هذه النظرية ويتضح ذلك في الاتي :

أولا: في القرآن الكريم

قال تعالى “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك “، مع أنه نبي ويريد ايصال اوامر من الله لكن دون اللين والرأفة والمحبة لن يستمع له أحد وسينفض الجميع من حوله  فالجدير بالمعلم أن يتمتع بتلك الصفات ويقتنع ان جو الفكاهة والمرح والمحبة هو الجو المناسب للتعليم .

وقال تعالى: “فتبسم ضاحكًا من قولها” وقال: “وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق” نبي ويتبسم ويضحك فديننا دين الكلمة الطيبة دين جعل الابتسامة صدقة فالأجدر بنا جعل كل المواقف التعليمية قائمة على الابتسامة والجو الذي يسوده الألفة والود .

قال تعالى “إذ قال لصاحبه لا تحزن” وقال “فكلي واشربي وقري عينا” اهتم القرآن الكريم اهتمام كبير بنفسية الانسان وروحه المعنوية ووجهه الى عدم الحزن وهدوء النفس رغم أي صعوبات يواجهها فأي ضغوطات تلك التي يواجهها المعلم اصعب من ما وواجهته السيدة مريم العذراء وقال لها الله قري عينا واهدئي ولا تحزني .

قصة النبي محمد مع عبد الله بن أم مكتوم

“عبس وتولى”

جاء عبد الله بن ام مكتوم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان رسول الله يدعو رجالًا إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى، وكان ابن أمّ مكتوم -رضي الله عنه- جالسًا هناك، فطلب ابن أمّ مكتوم من الرسول أنْ يعلّمه مما علّمه الله تعالى، وظل يلح في طلبه إلى أن شعر رسول الله بالضيق، وظنّ أنّ المشركين سيقولون في أنفسهم إنّ أتباع رسول الله هم العبيد والعميان ، فعبس في وجه الأعمى وأعرض عنه، وأتمّ حديثه مع الرجال. فأنزل الله آيات سورة عبس، فندم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأقبل على الرجل الأعمى وأصبح يكرمه وإذا رآه يقول له: مرحبًا بمَن عاتبني الله من أجله، في عتاب الله لرسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- لإعراضه عن ابن أم مكتوم تقديرا لنفس ابن ام مكتوم  فقد أقبل إليه طالباً العِلم والتوجيه، لكنَّه أعرَض عنه منشغلاً بمن يدعوهم للدخول في الإسلام. فيعلمنا الله انه مهما كان الامر المنشغل فيه لا تعبس ولا تحرج ولا تغضب بوجه طالب العلم.

مراعاة المزاج الشخصي في قصة النبي موسى والخضر

﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ عندما نسي يوشع بن نوح اخبار سيدنا موسى عن قصة الحوت الذى رجع الى الحياة وذهب الى البحر مع انه سيدنا موسى اعلمه ان هذا الامر مهم جدا الا انه نسي اخباره اياه عندما حدث ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ لم يعنفه سيدنا موسى ولم يغضب منه ورد عليه ان هذا ما نريده ورجع معه الى مكان الحوت، ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾ مع انه نبي ولكنه يطلب بتواضع وأدب ان يرافق الخضر ويتعلم من علمه، ﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ الخضر يعلم نفسية سيدنا موسى ويعلم صفاته الشخصية وانه لم يستطيع الصبر على ما سيراه وأخبره بانه لا يستطيع الصبر ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ أيضا هنا يعلم ان نفسية المتعلم لا تصبر على امر لا تعلم خفاياه وان المتعلم ليصبر على العلم يجب ان يكون عنده استعداد للتعلم ومتهيأ لما سيتعلمه لذلك قال له انك لا تسطيع ان تصبر لأنك لم تحط خبرا عن الامور التي ستحدث والتي سأعلمك اياها ﴿فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ أيضا هنا راعي نفسيته وطمئنه انه سيخبره عن كل شيء

﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ مع انه قال له لا تسألني وسأله سيدنا موسى لكن راعى انه لم يستطيع الصبر على ما رأه وذكره بالعهد بينهم وأكمل رحلته التعليمية لم يعنفه ولم يغضب ولم يفارقه من اول غلطه فقط ذكره بالعهد واستمر معه ﴿قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ ايضا رجع سيدنا موسى ونقض العهد مرة اخرى ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ رد عليه انه يعلم ان موسى لم يستطيع الصبر على هذا وفي هذا مدى معرفة الخضر لنفسية وشخصية سيدنا موسى ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ﴾، شعر سيدنا موسى بمدى صبر الخضر عليه ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾ في كل الآيات السابقة كان يقول تستطيع ،حتى كلماته اختارها تتناسب مع نفس سيدنا موسى وتتناسب مع ما يشعر به فهو  يعلم انه كان متألماً جداً  وان الصبر على هذه الامور صعبة جدا على سيدنا موسى أما هنا قال تسطع اختار كلمة ايضا مناسبة لنفس موسى وشعوره فقد راعى وفهم أنه هدأت نفسه بعد أن عرف التأويل.

مراعاة المزاج الشخصي في قصة النبي إبراهيم مع أبيه

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدّيقاً نَّبِيّاً . إِذْ قَالَ لأبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً . يا أَبَتِ إِنّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً . يا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً . يا أَبَتِ إِنّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مّنَ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً . قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ ألِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً . قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً . وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبّى عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا} [مريم: 41- 48].

في هذه الآيات الكريمات يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يذكر في الكتاب الذي هو القرآن العظيم قصة سيدنا ابراهيم وختم الاية بصيغة مبالغة للصدق فهو صادق في معاملته مع ابيه ومع قومه ومع ربه ثم بدأ إبراهيم عليه السلام بعد ذلك في حواره مع أبيه {إِذْ قَالَ لأبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً} وهنا روعة الاسلوب ؛ فقد نادى والده بلفظ الأبوة الذي يدل على مدى حبه وحنانه عليه، وشفقته به؛ ليستميله، وليكون ذلك أكثر تأثيراً عليه، وليكسر حدَّة الأب على ابنه فقال: {يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً}

فلم يعمد إلى أسلوب الأمر المباشر، أو النهي المباشر فيقول مثلاً: لا تعبد الشيطان أو لا تعبد ما لا يسمع، وإنما قال: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً}  يراعي هنا انه اباه واكيد لا يتقبل الامر المباشر من ابنه فعدل الى اسلوب النهى غير المباشر ليكون اوقع في نفسه .

قوله: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} [مريم: 43] فإنه لم يقل له: إنك جاهل لا علم عندك؛ بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على المعنى فقال: {إنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} [مريم: 43] يقول له: وإن كنت من صلبك وتراني أصغر منك لأني ولدك فاعلم أني قد أُطلِعتُ من العلم من الله على ما لم تعلمه أنت، ولا أُطلِعتَ عليه، ولا جاءك: {فَاتّبِعْنِيَ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} أي طريقاً مستقيماً ثم قال له بعد ذلك: {يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشّيْطَانَ} أي لا تطعه في عبادتك هذه الأصنام فإنه هو الداعي إلى ذلك الراضي به ؛ قال: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ} أي بسبب إصرارك على الكفر، وتماديك في الطغيان: {فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}

نسب الخوف إلى نفسه دون أبيه وهذا هو فعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه، وقال: {يَمَسَّكَ} والمس ألطف من غيره، ولم يقل: ينزل بك، أو يخسف بك، ثم نكَّر العذاب فقال: عَذَابٌ ولم يقل: العذاب، ثم ذكر {الرَّحْمَنِ} ولم يقل الجبار ولا القهار تأليفاً له، واستجلاباً للإيمان بهذا الرحمن، واستشعاراً لرحمته، فأي خطاب ألين وألطف من هذا. هكذا هو خطاب الابن لأبيه حيث تدرج معه في الدعوة، فبدأ معه بالأسهل فالأسهل: أخبره بعلمه، وأن ذلك موجب لاتباعه إياه، وأنه إن أطاعه اهتدى إلى صراط مستقيم، ثم نهاه عن عبادة الشيطان، وأخبره بما فيها من المضار، ثم حذره عقاب الله ونقمته إن أقام على حاله، وأنه إن فعل فسيكون ولياً للشيطان.

أيضا نستعرض أسلوب مقابل لأسلوب سيدنا ابراهيم وهو أسلوب أبيه، أجاب بجواب جاهل فقال: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ} يعني إن كنت لا تريد عبادتها ولا ترضاها فانته عن سبها وشتمها وعيبها، فإنك إن لم تنته عن ذلك اقتصصت منك، وشتمتك وسببتك، وهو قوله: {لأرْجُمَنّكَ}، {وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً} قال الحسن البصري: “زماناً طويلاً” سبحان الله: كيف قابل ابنه الذي دعاه ونصحه بأسلوب لطيف؛ بهذا الخطاب العنيف، وسماه باسمه، ولم يقل له: يا بني في مقابلة قوله له: يا أبت، وأنكر عليه رغبته عن عبادة الأوثان وإعراضه عنها؛ لأنه لا يعبد إلا الله وحده جل وعلا، وهدده بأنه إن لم ينته عما يقوله له ليرجمنه قيل: بالحجارة، وقيل: باللسان شتماً، والأول أظهر، ثم أمره بهجره ملياً أي: زماناً طويلاً؛ وهذه هي عادة الكفار المتعصبين لأصنامهم.

قصة النبي نوح مع قومه

قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ  (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ  (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا  (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا  (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا  (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا  (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا  (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا  (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا  (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا  (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا  (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا  (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا  (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا  (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا . خاطب سيدنا نوح قومه كلا حسب نفسه وحاله وعقله وكلا حسب ما يحب ويكره فعدد اساليبه وطرقه في اقناع قومه وفي ايصال رسالته لهم

فمن كان مشغولا بالنهار خاطبه بليل ومن كان مزاجه الشخصي ليلا غير مستعد لتقبل الامر خاطبه نهارا، ومن كان نفسه لا ترغب بالنصح جهرا نصحه سرا ومن كان يحب النصح جهرا نصحه حسب نفسه وما يحبه وجهر له، ومن كان يحب البنين والاموال ذكر له ان الله سيرزقه بما يحب ومن كان يرغب بالمطر والسقيا ذكر له ذلك  ومن نفسه تتأثر بذكر معجزات الله ذكر له ان الله الذى خلقكم وخلق السموات والقمر والشمس وغيره من معجزات خلق الله

كلام الله مع النبي موسى عليه السلام

“وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)” قال اللّه له: {يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} وهذا أبلغ ما يكون في التأمين، وعدم الخوف. فإن قوله: {أَقْبِلْ } يقتضي الأمر بإقباله، ويجب عليه الامتثال، ولكن قد يكون إقباله، وهو لم يزل في الأمر المخوف، فقال: { {وَلَا تَخَفْ} أمر له بشيئين، إقباله، وأن لا يكون في قلبه خوف، ولكن يبقى احتمال، وهو أنه قد يقبل وهو غير خائف، ولكن لا تحصل له الوقاية والأمن من المكروه، فقال :  {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ}  فحينئذ اندفع المحذور من جميع الوجوه، فأقبل موسى عليه السلام غير خائف ولا مرعوب، بل مطمئنا، واثقا بخبر ربه، قد ازداد إيمانه، وتم يقينه، فهذه آية، أراه اللّه إياها قبل ذهابه إلى فرعون، ليكون على يقين تام، فيكون أجرأ له، وأقوى وأصلب.

ضرورة فصل المعلم مزاجه الشخصي في تعامله مع طلابه

“وسارعوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [ آل عمران: 133، 134]، وقال عز وجل: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]. ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾[ هود: 69 – 75]، وقال تعالى عن نبيه شعيب ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: 84 – 88].

دعوة لكل معلم لا يستطيع ان يفصل بين مزاجه الشخصي والمواقف التي  تحدث داخل فصله ويسقط مزاجه الشخصي على أي موقف يراه وقد ينفعل ويغضب على طلابه لأتفه الاسباب ويتعامل معهم بجفاء لأنه ليس بمزاج جيد تعلم من هذه الآيات الكريمة كظم الغيظ  والعفو والحلم والرشد لو كان الانسان لا يستطيع ضبط انفعالاته ومزجاته السيئة لما امره خالقه وهو الاعلم بحاله بكظم الغيظ وبالعفو والحلم والرشد .

ثانيا في السنة النبوية:

تركز نظرية المزاج الشخصي على تعليم الفرد بحسب مزاجه الشخصي وما يستهويه ويميل له ولنا برسول الله القدوة الحسنة في هذا الجانب فالعديد من الأناس طلبوا منه الوصية فأوصى كل واحد بغير ما أوصى به الآخر، ووجه ذلك يرجع إلى اختلاف أحوال الذين سألوا الوصية. فوصى كل فرد حسب حالته وحسب ما يستطيع فعله وتميل له نفسه.

1- روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «قلت يا سول الله، أوصني، قال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا قال للنبي أوصني بشيء ولا كثر علي لعلي أعيه– أي أحفظه واعقله– قال: لا تغضب. فردد ذلك مرارًا، كل ذلك يقول: لا تغضب». وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه». فلما ولي قال النبي من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.

وروى الترمذي عن عبد الله بن بسر: «أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله». وروى مسلم عن سفيان ابن عبد الله الثقفي قال: «قلت يا رسول قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال، قل: آمنت بالله ثم استقم». وروى الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك».

2- ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «قال رسول الله r: أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء قالوا: لا يا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا».

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «تدرون من المسلم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. قال: تدرون من المؤمن؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه». إن الرسول لم يقل للصحابة ان الصلاة تمحو الخطايا مباشرة ولم يقل لهم من المسلم مباشرة فهو اراد ان يكون كلامه مؤثر في نفسهم واراد ان يجعل اللحظة مناسبة لان يقول ذلك فبدأ بجذب انتباههم وبضرب المثل لهم .

3- ما رواه مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه- وكانت كنيته أبا المنذر- قال رسول الله: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، ” أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ: «اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» سورة البقرة آية 255، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ». أي: لتهنأ به. قد لخص النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف التربوي كل ما تنص عليه نظرية المزاج الشخصي

  • اولا:- الرسول نادى على أبي بن كعب بكنيته وهذا فيه رفع من قيمته “جعل عقل المتعلم ايجابيا “
  • ثانيا :- نادى عليه مع انه قريب منه وذلك للتحبب وايجاد جو الود “اشاعة جو المرح “
  • ثالثا:- قام بسؤاله عن أي اية اعظم في كتاب الله وبهذا اراد ان يجعل الوقت مناسب ليعلمه “جعل اللحظة مواتية للتعلم”
  • رابعا :-اعاد نفس السؤال ليتأكد من انها اللحظة المناسبة ليعلمه “التأكد من ان اللحظة مواتية للتعلم “
  • وليخبره انه واثق من قدرته على معرفة الجواب “جعل عقل المتعلم ايجابيا”
  • خامسا:- ضرب على صدره وعززه لفظيا “تعزيز المتعلم بعبارات ترفع من روحه المعنوية و تجعل عقله ايجابيا”

4- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن، قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله. قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله.

الرسول يتناقش ويتحاور مع معاذ ليعلم ما بنفسه فلا يعطيه الاوامر ويلقنه اياها تلقين فبهذا الحوار المليء بجو الود والمحبة حمد رسول الله ربه على توفيقه لمعاذ انه حوار يسوده جو المحبة وضرب الرسول لصدر معاذ وحمده لله في هذا تعزيز يجعل عقل المتعلم ايجابيا.

5- روى البخاري عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: « بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ».

المربي الاول للبشرية رسولنا الكريم يجعل الوقت مناسب للتعليم فينادي على معاذ ونداء القريب وباسمه يحمل التحبب والتقرب والتودد ويشعر المخاطب بقيمته بذلك يبني روابط المحبة بين المعلم والمتعلم أجابه معاذ ولكن النبي لم يعلمه في هذا الوقت واختار ان يؤخر تعليمه لساعة اخرى بعدها عاد ليناديه وايضا لم يعلمه واخرها لساعة اخرى فالوقت غير مناسب الان ناده مرة اخرى وفيها قال يا معاذ بن جبل هنا تأكد الرسول ان هذه هي اللحظة المناسبة للتعلم  علمه بالحوار والسؤال لم يلقنه ولم يحفظه علمه حينما تأكد انه جاهز لان يتعلم .

6- في حديث رسول الله محمد مع جلسائه خاصة النساء، إذ حدث ذات مرة أن أقبلت عليه امرأة تخبره أن زوجها يدعوه، ليستوضح رسول الله: أزوجك الذى بعينه بياضًا؟ ” لتنفي المرأة عن زوجها وجود بياض في عينيه، ليصر الرسول، ويؤكد أن زوجها هو هذا الذى تقصده في عينيه بياض، فتهرول المرأة إلى زوجها لتطمئن عليه، وتجده سليمًا معافى، وتعود إلى الرسول الذى يخبرها ضاحكًا موضحًا أن كل إنسان في عينيه جزء من البياض، وهذا أمر طبيعي لا داعى للقلق بشأنه.

تأتى امرأة عجوز إلى الرسول تطلب منه أن يدعو لها لتدخل الجنة، فيقول لها إن الجنة لا يدخلها عجوز، فتصيح المرأة، ليوضح لها رسول الله أن الله تعالى قال في كتابه العزيز “إنا أنشأناهن إنشاءً، فجعلناهن أبكارًا، عربًا أترابًا، لأصحاب اليمين” مخبرًا إياها أن الله يحول العجائز لشباب مرة أخرى عند دخولهم الجنة. رسول الله يمازح سائليه ويتحدث بجو كله فكاهة .هذا الجو النفسي الذى يسوده الفكاهة والمحبة والاحترام الذى تتحدث عنه نظرية المزاج الشخصي.

7-روى البيهقي عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل على بيت أبي طلحة، فرأى ابنًا صغيرًا له يُكنى أبا عمير حزينًا، فقال: “ما لي أرى أبا عُمير حزينًا؟ قالوا: مات نغره (أي عصفوره الصغير)، فجعل رسول الله يمازح الصغير ويقول: “يا أبا عمير ما فعل النغير؟”، هنا رسول الله دفع الحزن والكآبة عن الصغير بالمزاح والدعابة وتطييب خاطره، أيضا تركز نظرية المزاج الشخصي على مزاج المعلم وان سعادته ومرحة ومرونته وفكاهته تؤثر على عقله ونشاطه وحيويته وعطاؤه ولنا برسول الله اسوة حسنة فقد كان – رغم همومه الكثيرة والمتنوعة – يمزح ولا يقول إلا حقًّا، وكان بسّامًا، وكان لا يحدث بحديث – كما قال أبو الدرداء – إلا تبسم –فما اجمل المعلم وما أجمل جو الحصة الدراسية عندما يكون المعلم مبتسم يشرح ويناقش ويحاور طلابه والابتسامة مرسومة على شفتيه – وكان يحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.

وقد وصف الصحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنه كان من أفكه الناس. أي هم هذا أعظم من ايصال الرسالة وكان من أفكه الناس فما عذر المعلم ليعلم الطلاب وهو عابس وما عذره بان لا يبتسم ويجعل جو الحصة قائم على الفكاهة والمرح؟؟، كان صلوات الله وسلامه عليه يقدر ظروف الناس، ويراعي أحوالهم، ويعذرهم بجهلهم، ويتلطف في تصحيح أخطائهم، ويترفق في تعليمهم الصواب، ولا شك أن ذلك يملأ قلب المنصوح حباًّ للرسالة وصاحبها، وحرصا على حفظ الواقعة والتوجيه وتبليغهما، كما يجعل قلوب الحاضرين المعجبة بهذا التصرف والتوجيه الرقيق مهيأة لحفظ الواقعة بكافة ملابساتها، فانظر إلى هذا الرفق البالغ في التعليم، وانظر أثر هذا الرفق في نفس المتعلم، أليس هذا هو ذاته ما تدعو إليه نظرية المزاج الشخصي؟؟؟؟

مزاج المعلم
مزاج الطالب

فيديو مقال نظرية المزاج الشخصي

 

أضف تعليقك هنا