حكاية “ما بعد السلفية”؛ هل أظل زمان أفول السلفية؟

بقلم: عمرو سعيد عبد الرحمن

عادة، لا أكتب لأنني أريد أن أكتب، غير أنها الأفكار والكلمات حين تستدعيك وتتسلط عليك فتؤرق نومك وتطيل ليلك؛ ثُمَّ ما الضير أن يكتب من يكتب لأنه يريد أن يكتب؟! إذهب إلى ساو باولو أو برازيليا، وسترى الأطفال والشباب بل والرجال إن لم يكن النساء يلعبون كرة القدم في الشوارع والحواري والأزقة منهم الماهر بها ومنهم ما دون ذلك، ولا عجب، أو ليسوا أبناء ثقافة كرة القدم؟؛ وهكذا جميع الثقافات.

أليس نحن أبناء ثقافة لغة الضاد؟

ثُمَّ أليس نحن أبناء ثقافة لغة الضاد؟ لذا، فلْيكتب من يكتب ولندعُو الجميع للكتابة وبالطبع قبلها وفوقها القراءة، غير أنَّ من يريد الكتابة فلْيعلم أنَّه موقوف ومسؤول أمام عالم الغيب والشهادة عن النوايا والكلمات والمقاصد والتبعات، فلْيَتَّق الله ولْيَقُّل قولاً سديداً لا يخالف فيه شرعاً ولا فطرةً ولا عرفاً.

القضايا المستهلكة والقضايا الكبيرة

أن تقرأ أو تكتب لا يعني أنك خالي البال ميسور الحال، أن تقرأ أو تكتب في قضية ما لا يعني أن باقي القضايا العامة و الهموم الخاصة  ليست في جدول اهتماماتك ولا تأخذ حيز من تفكيرك أو شطراً من نفسك، غير أن القضايا والهموم الشخصية والحياتية تفنى وتبيد، فمخاوف الطفولة تفنى عند الشباب، وقضايا وأعباء أطفالك التي تحملها تتغير على عتبة شبابهم، و هموم الشباب تتبدل عند مرحلة “الرشد والأشد”.

وعلى عتبة الكهولة تخلع هذا وذاك وتُخَلِّف وراء ظهرك كل ما فات وتُقْبِل على ماهو آت، وكل آت آت ولو بعد، وهكذا فهي قضايا مستهلكة تستهلك من يسير في فلكها لا يحيد عنها ثم تفنى، وتبقى القضايا الكبار قضايا الأمة فهي باقية ببقاء هذه الأمة فاجعل لعقلك مسلكاً فيها واشغل قلبك بحيز منها واربط نفسك مع ما يبقى وإياك أن تستهلك جل عمرك في ما يفنى.

قضايا الأُمة الكِبار

<<بالطبع لا يلزم التنبيه أنني لا أتشبع هنا بما لم أعط، بل أدعو غيري إلى أمر عجزت عنه>> سُأل الدكتور طارق سويدان في إحدى المنتديات التي أقيمت في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في دولة قطر: كيف نقسم القضايا التي تتعلق بالأسرة بين الرجل و زوجته من حيث اتخاذ القرار، أي ما القضايا التي يمكن أن تُعطى الزوجة فيها مساحة اتخاذ القرار،

فأجاب الدكتور: بالنسبة لي أترك القضايا الصغيرة لزوجتي تتخذ فيها القرارات وأنا أنشغل بالقضايا الكبرى، أي أترك لزوجتي قضايا الأولاد من حيث مدارسهم وأسلوب تعليمهم وطريقة تربيتهم وزواجهم، وأمور المسكن التي يصلح بها حاله وغيرها من القضايا المتعلقة باستقامة الحياة، وأنشغل أنا بقضايا الأمة الكبار أبذل فيها جل جهدي وأشغل بها عقلي وأعلق بها نفسي.

<<بالطبع الأمر ليس على هذا الإطلاق غير أنه أراد أن يرسل رسالة ويحذر من الاستهلاك في المسائل الحياتية>> وقبل أن نسرد كلمات المقال أود أن أقدم اعتذار عن هذه المقدمة التي قد يرى البعض أنها بعيدة عن عنوان و مقاصد المقال، أو أن بعضها لا يعني القارئ في شيء بل يعني الكاتب وحده، كما أرى أنه من الواجب -احقاقاً للحق و احتراماً لعقل القارئ- أن أ صارحه بشعوري أن هذا الاعتذار إنما قدم ليسوغ بقاء المقدمة على ماهي عليه. مع التنبيه أن هذا ليس بحثاً علمياً ولا مقالاً متخصصاً إنما هي خواطر شخص مهموم حول قضية معينة لا يدعي أنه سيأتي بإجابات حاسمة أو استشرافات مستقبلية.

ما هي حكاية السلفية الآفلة؟

والآن هيا بنا نبدأ الحكاية ظهر في العقد الأخير كتابات يعسُرُ تتبعها تتنبأ بأفول النجم السلفي وأننا نشهد النسخة الأخيرة من السلفية وأنها تحمل بذور موتها بداخلها وأنه آن لها أن تستريح ، فما الأمر إذا !؟ وماهي حكاية تلك السلفية الآفلة؟

استشراق المستقبل

نُمهد بكلام الدكتور بندر الشويقي في نقده لكتاب “مابعد السلفية”: أن استشراف المستقبل كثيراً ما يتلبس بانفعالات يثمرها ضغط الواقع، فيقع فكر الكاتب حبيس اللحظة الراهنة، ويغرق في توصيف واقعه الضيق مكاناً وزماناً، في حين يصور لنفسه أو لغيره أنه يستشرف مستقبل الأمة القادم، … استشراف المستقبل عمل بحثي شاق له أصوله، ولا يجدي فيه الإنشائيات الصحفية التي ولدتها المراقبة الساذجة للأحداث الحية، … بل يتطلب نظرة أكثر شمولاً، وأقدر على الخروج من ضغط وضيق الظرف الزمني التاريخي المؤقت، مع مراعاة سنن الله في تدبير خلقه.

ثم نُحيل إلى كتابات استشهد بها الدكتور الشويقي يبين من خلالها تناقض الاستشرافات والتنبؤات، مما يبين أن الأمر لا يتعدى في كل الأحوال استشرافاً مرتجلاً أنتجه نفس النمط من التفكير الغارق في لحظة تاريخية تحكمت في تصور المستقبل، و من هذه الكتابات:– (أسئلة الزمن السلفي) حسام تمام 2009م، (السلفيون قادمون) داود الشريان 2011م، (السلفية .. سيدة الزمن المقبل) جريدة القبس 2014م، ..…، من يتأمل هذه الكتابات يجد أنها تذهب إلى أن مؤشر العالم الإسلامي دخل في الزمن السلفي، وأن الزمن القادم -وإلى وقت ربما يطول- هو زمن السلفية، وأنها ستكون سيدته.

– (كُبراء السلفية إلى أفول) جريدة العرب 2013م، (سراديب السلفيين) ماهر فرغلي 2014م، (ما بعد السلفية)أحمد سالم و عمرو بسيوني 2015م، وغيرها من الكتابات حتى وقتنا هذا اتخذت نفس المنحى، من يتأمل هذه الكتابات يجد أنها تذهب إلى أن نجم السلفية قد أفل وأنها تحمل بذور موتها في داخلها و أننا نشهد النسخة الأخيرة من السلفية.

ضوابط حاكمة

دعونا ننطلق من منطلق أنَّ السلفية هي ما كان عليه أصحاب القرون الخيرية من اعتقاد وعمل وسلوك، واتبعها وخط قواعد ومعالم منهجها الأئمة الأربعة ونظرائهم، وشيوخ الحديث المباركين ومن سار على طريقتهم، مروراً بمدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية، انتقالاً إلى دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقوفاً وليس انتهاء عند الألباني وابن باز وابن عثيمين -هذا الوقوف لغلق باب جدال وقطع الطريق على من قد يتوهم أننا نربط مفهوم السلفية بجماعة أو فصيل حالي، فآثرنا أن نقف عند الأموات، أما أحياء اليوم فهم أموات الغد سيذكرهم التاريخ شئنا أم أبينا بأنهم محطة من المحطات لها ما بعدها-، هذا ليس على سبيل الحصر بل على سبيل بيان مراحل ومحطات ظاهرة حملت هذا المنهج وطبقته واجتهدت وفق أصوله وقواعده.

ما المقصود بالسلفية؟

إذن فالسلفية هي الإسلام  بفهم وتطبيق الصحب الكرام، والقواعد التي أرساها الأئمة الكبار، والمنهج الذي سار عليه من اقتفى أثر هؤلاء، وأن كل من خالفهم في أصل من الأصول أو في فروع كثيرة -الخلاف فيها غير سائغ- بحيث تتعاضد فيظهر التباين المنهجي فجاً جلياً، بَعُد عن قوله في وصف الفرقة الناجية “ما أنا عليه وأصحابي” بقدر اختلافه وشقاقه، وليس كما يزعم البعض أن كل الفرق والجماعات كلٌ يقترب من جهة ويبتعد من أخري لاستحالة الكمال وأنه لا يضرك من اتبعت طالما يتسمى باسم الإسلام ويدعي الوصل –” وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك “-، وانبذ وراء ظهرك قولهم “الحق مفرق في أمة محمد، لا يجمعه كله واحد بعينه ولا جماعة بعينها ولا يفوت جميعه الأمة كلها حتى لا يدركه أحد فالحق كله فيهم كلهم وليس واحداً منهم يجمعه كله” لأنهم أرادوا بهذا القول أن يجعلوك في أحسن الأحوال محايداً حين استعصى عليهم الإتيان بك إلى اعتقادهم، 

<<بالطبع لا يلزم التنبيه على أن هذه المقولة صحيحة من جهة إذا أردنا بها الاختلاف في الفروع داخل الدائرة التي وسعت السلف، بالإضافة إلى اختلاف التنوع والتكامل>>فالمعيار الذي حدده النبي للنجاة من هذا الوعيد خاصة هو الإعتقاد الصحيح، وإلا فالكل واقع تحت باقي نصوص الوعيد إذا خالفها حتى وإن أتى باعتقاد الصحابة، وهكذا العقول السليمة في الجمع بين النصوص وعدم تعطيل أو تأويل أحدهما لمجرد استعصاءه على العقل. فالسلفية، كاعتقاد ومنهج، قدمنا تعريفه باقية، لا تجري عليها سنن الأفول والتشظي والفناء، لأن الله سبحانه تكفل بحفظ الدين من قرآن وسنة، وأدوات بيانهما بياناً صحيحاً يقطع الحجة على العباد

السلفية من حيث التطبيق

أما السلفية من حيث التطبيق متمثلة في أشخاص أو جماعات أو دعوات فهي ليست بمنأى عن الخطأ في التطبيق أو الفهم، وتسري عليها سنن الكون من أفول وانتقال من المركز إلى الهامش والعكس والبراهين التاريخية ظاهرة مقرة بذلك غير أنه من تمام حفظ الدين أن يبقى في كل وقت وزمان أشخاص أو مجموعات ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم.

والسؤال المطروح هنا هل أظل زمان أفول السلفية وانزوائها وتصدر الجماعات والمناهج المخالفة واعتناق الدهماء وعموم المسلمين مناهج الفرق الأخرى كالأشعرية والماتريدية أوالصوفية مثلا؟الإجابة من وجهة نظري أننا لا نستطيع أن نجيب بنعم!!؟كيف!، والظاهر للعيان انتكاس السلطة الحامية للسلفية في شبه الجزيرة العربية؟، وانحسار الجماعات والرموز السلفية في معظم البلاد؟ 

السلفية في العصر الحالي

للإجابة على هذا الإشكال لابد من رصد تطبيقات وتمثلات السلفية في العصر الحالي، ويمكن أن نقسمها إلى نمطين:

  1. سلفية شبه الجزيرة العربية أو بمعنى أوضح ميثاق وتحالف دعوة “الإمام محمد بن عبد الوهاب” مع سلطان “محمد بن سعود” منذ ثلاثة قرون.
  2. الرموز الفردية والكيانات الدعوية التي تعاون أفرادها على البر والتقوى ونشر الفهم الصحيح للإسلام وسد الواجب الكفائي لدفع الإثم عن مجتمعاتهم، من غير سلطان يدعمهم أو يحميهم.  

سلفية شبه الجزيرة العربية

– بتتبع النمط الأول منذ نشأته  نجد أنه ظهر وانتشر وتمكن بذلك الميثاق المبارك، وكأن الله عز وجل وهو الأعلم أراد أن لا يظهرا إلا معاً، فعلى مر التاريخ لا تظهر الدعوة إلا بسلطان ابن سعود وذريته، فحين تنهار الدولة تنحسر الدعوة وتنتشر البدع والضلالات ويتفرق أبناء الإمام  في الفيافي وعلى دول الخليج وترجع السلفية إلى ا.كتب ومجالس التذكير المتفرقة، ولا يُمَكَّن لذرية ابن سعود إلا بالأخذ بقوة بتلك الدعوة المباركة ونشرها والدفاع عنها،

وهذا ظاهر في نشأة الدول السعودية الثلاث، وبالتالي فإن السلطان لايبقى لنسل ابن سعود إذا تخلا عن تلك الدعوة المباركة فضلاً عن محاربتها وإن أخذ بأسباب البقاء الأخرى، وهكذا قدر الله العلي الحكيم ألا يظهر أحدهما أو يمكن لهما في شبه الجزيرة العربية سواء الدعوة اول الدولة إلا بالآخري.هذا من حيث تواجدها في شبه الجزيرة العربية لكن الذي لاشك فيه أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب أثرت في دعوات وجماعات خارج النطاق الجغرافي لشبه الجزيرة العربية-

هل سلفية شبه الجزيرة العربية آلت إلى الأفول

وهنا يبقى السؤال مطروحاً: هل سلفية شبه الجزيرة العربية آلت إلى الأفول بعد التخلي الظاهر للسلطة السعودية الحاكمة عنها؟يمكن أن نقول أن الدولة السعودية الحديثة بما فيها من مؤسسات علمية دينية، ورموز سلفية حازت وجمعت بين الإعتراف والتقدير من قبل السلطة الحاكمة وعامة الشعب السعودي و باقي الشعوب الإسلامية كابن باز وابن عثيمين وغيرهما، والصبغة السلفية العامة للدولة.

يمكن أن تتخطى فيها السلفية تلك العلاقة المطردة بينها وبين السلطة وتنفصل عنها وتقاوم التيار الشديد وتبقى بإذن الله وقد تجبر السلطة على أقل تقدير أن تتعايش معها لأنه من الصعب جداً تجفيف منابعها التي تجذرت في واقع شبه الجزيرة العربية خاصة في باب العقائد وإن أصاب فئة من المجتمع بعض الإنحراف السلوكي.

الكيانات السلفية المعاصرة

– وبالانتقال إلى النمط الثاني من الكيانات السلفية المعاصرة نجدها وجدت في عصر تعددت وتنوعت فيه التحديات ومرت بأزمات عديدة ووضعت في مواقف تحتم عليها أن تجتهد فيها اجتهادات جديدة وأن تطور من خطابها وتتأقلم وتتكيف مع المراحل المختلفة بما لا يتعارض مع التمسك بأصولها، وهذا من وجهة نظري يجعلها قادرة على البقاء والظهور وعدم الانزواء في المراحل القادمة -وهذه من سنن الله في كونه أنه كلما زادت عوامل التهديد والخطر التي تحيط بالشيء أمده الله وألهمه بإمكانات تأهله للبقاء إذا استغلها الاستغلال الصحيح-، غير أنها قد تمر في المستقبل بمرحلة انتقالية تتخطى فيها مرحلة الرموز الآنية -إذا فقدتها ولم يقدر الله لها رموز تجمع كلمتها-، وترتبط فيها بالرموز السلفية التاريخية المتقدمة، وقد يساعد على هذا الإعادة الهائلة لتحقيق وطباعة ونسخ كتب التراث، والتأليف والتوثيق الحديث بشقيه الورقي والإلكتروني، إلى أن يقيد الله لها من يحمل أمر قيادتها، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

تربة السلفية المعاصرة

 أما من حيث أن تربة السلفية المعاصرة تحمل آفات ضارة قد تؤدي إلى ضعف ومرض ثمارها يصل بها إلى حد الموت، بل قد يصل الأمر إلى أن تصبح أرضها قفار لا تقبل بذرة ولا تنبت زرعاً، هذا لا يجادل فيه ولا ينفيه إلا مكابر قد أعماه التعصب وأغوته العزة بالإثم، غير أنه لا بد هنا من التفصيل والبيان، فأشد هذه الآفات فتكاً إنما هي في الحقيقة ناتجة عن بعد جماعات ورموز تنتسب إلى السلفية المعاصر خالفت المنهج فكانت أشد ضرراً على نفسها وعلى غيرها من ضرر أعدائها، لذا لابد من التزايل والفصام والبراءة وبيان المنهج الصحيح.

ودعك ممن يقول أن وقت الضعف ووقت تكالب الأعداء لا بد من نبذ الخلاف وتوسيع دائرة الالتحام وهدم الحدود وضم الأراضي لتكون لها بعداً استراتيجيا في المعركة، لأن هذا كله مما يضعف ويصيب بالخلل والخبال عند لقاء العدو، فحصن حصين على أهله خير في مواجهة الأعداء من أراضٍ ممتدة مليئة بالثغور يدخل منها العدو ويقطع سهولها بسهوة ثم يميل على أهلها ميلة واحدة، ولنا في شيخ الإسلام ابن تيمية قدوة حسنة ففي وقت ضعف الأمة و تسلط التتار ظل يكافح وينافح ويفند المناهج المنحرفة ويبين منهج السلف، وهذه أول طرق النجاة والإعداد لمواجهة الأعداء، ثم لنا في الجهاد الأفغاني وما تبعه من شقاق وتشرذم وهزيمة بعد نصر خير مثال.

الجماعات السلفية

أما من حيث الجماعات السلفية التي اجتهدت في تحري منهج السلف فلا شك أيضاً أن بها آفات لا بد من الإنتباه لها وتشخيصها وعلاجها، والمتتبع للنقد السلفي للكتابات التي تتحدث عن أفول السلفية يجد أن بعضها فيه نوع من رفض فكرة الأفول رفضاً تاماً وعدم إبصار الآفات التي قد تؤدي إلى الضعف والأفول لا قدر الله.

ولربما من حكم على السلفية بالأفول والتشظي لا يستطيع عقله فهم طبيعة المرحلة الحالية او القادمة ولا يستطيع أن يستوعب إلا أن تكون في المقدمة والقيادة وكثرة الأتباع وإلا فأنت محكوم عليك  بالانزواء والفناء، ولا أحد إلا الله يعلم ماهية التمكين في الأزمنة القادمة، غير أنه لابد من الأخذ بأسباب البقاء والسعي الحثيث لإنشاء حفنة تحمل المنهج وتعلم طبيعة كل زمان ومكان وتستفيد من جميع الإمكانات المتاحة لتبقى ظاهرة تستلم الراية لتبقى خفاقة والله عز وجل جعل هذا الدين يرفع ذكره ويظهر في الأرض بالرجال فاللهم وفق رجالاً واستعملهم في ذلك.

بقلم: عمرو سعيد عبد الرحمن

 

أضف تعليقك هنا