ليس الحقيقه فيما نراه ونسمعه فقط

بعض المواقف التي نراها أو نسمع بها نقوم غالبًا بتحليلها بناءً على المعطيات الظاهره لها من السمع أو البصر ومن ثم نحكم عليها بالسوء أو الحسن.

الحكم على الآخرين

ولكن لا نعلم أننا نغفل عن حقائق كثيره تكون سببًا في فشل تحليلنا للموقف وبالتالي فإن الحكم الذي تسرعنا في إطلاقة ربما يكون ظالمًا،وهذا يتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في ظلمنا للآخرين أو لأنفسنا بسبب ظاهر ما نراه ونسمعه دون التأكد منه.

تجربة اجتماعية عن الحكم على الآخرين

أريد منك الآن أن تبحث في الإنترنت عن تجربة إجتماعية تم عملها توضح كيف أن الحدث ينتقل من شخص الى آخر وكيف يبدأ الموضوع من كلمه صحيحه ثم يتم الزيادة عليها بالكذب، ستجد أن حساباتك ليست صائبة لأنها مبنية على مصدر ظاهري فقط فكلما كان أنتشتالخبر بين الناس أكبر أصبح الاختلاق والكذب فيه أكثر.

بعد أن ترى هذه التجربه صدقني ستقوم بإعادة جميع حساباتك وتتوقف عن تصديق المعلومات التي لم تتحقق من مصداقيتها بالبحث والتقصي في مصادر معروفه وموثوقه.

مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب التضليل

صحيح أن الإنترنت سهل لنا الوصول للمعلومة ولكن أيضًا سهل لأصحاب التضليل والشائعات وأصحاب الخرافات أن يتلاعبون بعقولالكثير من الناس فقلبوا الموازين لترى الصوابَ خطأً والخطأ صواب، وهذا يجعل منك عرضه للوقوع في دوامة الحكم الجائر بغير علم لأنكسترى الظالم مظلومًا والمظلوم ظالمًا.

إطلاق الأحكام ليس بهذه السهوله التي نعتقدها فالموضوع أكبر بكثير مما نراه، فعلى سبيل المثال لو ظهر لك مقطع فيديو متداول عن مشكلةأجتماعية أو مخالفة قانونية أريدُ منك قبل أن تحكم فيه بعد نظرتك الأولى له أن تخرج وتعطي نفسك وقت بسيط وثم تعود للمقطع وتمعنالنظر فيه جيدًا ستجد بالغالب أن تحليلك سيتخبط قليلًا بين الحكم مع أو ضد ما تراه!

بعد تخبط تحليلك أترك المقطع وعد أليه بعد مضي يوم تقريبًا، ستجد أن نظرتك تغيرت وستبدأ بتحليل الموقف بشكل أعمق وستقوم بالبحثفي المصادر الموثوقة حتى تتأكد مما تراه وبالغالب ستقف موقف الحياد فلن تحكم فيه بمع أو ضد لأنك لم تصل الى مبتغاك في معرفة كافةجوانب الموقف.

خطورة الحكم على الآخرين بدون علم

والآن لنتحدث عن خطورة الحكم على الآخرين بدون علم كافي من الناحية الدينيه، يقول الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور:15]،

هنا نعلم أن الموضوع ليس بالسهوله التي نتخيلها فهذا تحذير من الله سبحانه عن ما نقوله ونحسبه هينًا وهو عند الله سبحانه عظيم فالمعرفةالقليلة التي تجعلنا نظن في أنفسنا أننا قادرون على إطلاق الأحكام ستكون سببًا في تعسنا وشقائنا في الدنيا وناهيك عن ما سنواجههيوم الحساب أمام الله سبحانه!

لهذا يجب ان نتعلم أننا ما خُلقنا لنشق عن صدور الآخرين حتى نعلم مافيها، وماظهر منهم لنا ليس هو المعنى لحقيقتهم، وأن للضرورةأحكام فالخطأ وإن كان كبيرًا فهناك أسباب لا تظهر من النظرة الاولى، فنحن ذوي قدرة عاجزة عن السيطرة على أفعالنا أو أقوالنا فيبعض الأحيان، ونحن بشرٌ لنا حدود لا يجب أن نتاجوزها فالحكم له أهله والخطأ لا مبرر له ولكن للأحكام درجات من اللين إلى الشدة وكلمنها له مبرراته، فلا تقحم نفسك في ما ليس لك فيه نفعٌ وربما يكون ضررًا عليك.

خاتمة

بالختام: لا تظن في نفسك ما ليس فيها ولا تتشدق بمعرفةٍ قليلة لا تتخطى مقدار نقرة العصفور في البحر، وقدرةٍ عاجزه لا تتخطى ظاهرَ ماترىالعين أو تسمع الأذن، فأعلم أن أحكامك على الآخرين تُنقص منكَ وإن كانت صحيحة فما بالك إذًا وإن كانت خاطئة؟عش حياتك وصحح من نفسك وإذا وصلت للكمال في نفسك صحح أخطأ الآخرين[فأنت أحق بنفسك من غيرك].

فيديو مقال ليس الحقيقه فيما نراه ونسمعه فقط

 

https://youtu.be/qEVaNJGwkw4

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالعزيز الحمدان

محمد عبدالعزيز الحمدان



snapchat: @xq2_1987