الإساءة…فلنتوقف جميعاً عن هذا الفعل المشين.

بقلم: نور شحط

جميعنا مارسنا الإساءة في موقف معين

معظمنا تعرض للإساءة خلال مرحلة محددة من حياته، سواء كانت إساءة جسدية أم نفسية، فهي وصف عام لحالة تشمل المعاملة السيئة إما بالفعل أو القول، حيثُ تتضمن أي شيء قبيح يسبب شعور بالألم والقهر أو الحزن…

لكن المفزع أننا جميعًا مارسنا الإساءة في وقتٍ من الأوقات خلال موقف معين  دون أن ندرك ذلك! كون الإساءة بحد ذاتها تدخل في إطار التواصل مع الآخرين عبر مفهوم الإنتقام  أو رد الإعتبار، أو ربما نقوم على فعل الإساءة بحجة التخلص من حصيلة ذكريات سيئة تعبنا من حملها معنا مدة من الزمن.

الكثير من الإساءات تمر دون حساب

الإساءة إلى الآخرين عمل من الأعمال المرفوضة في جميع المجتمعات لكنها للأسف موجودة بشكل علني أحيانًا وأحيانًا تكون بشكل خفي، بالرغم من أن كل أنواع الإساءات التي ما تزال تُمارس إلى تلك اللحظة لا يمكن السكوت عنها أو المرور عليها كأنها لم تحصل! 

معظم الإساءات تمر دون حساب أو عقاب لأن أغلبها لا يتم الإفصاح عنها خوفًا من أمرٍ ما! كممارسة التهديد على الشخص الضعيف أو ابتزازه إما ماليًا أو معنويًا، وهذا يعطي قوة للمبتز لاستمراره على فعل الإساءة.

الإساءة النفسية لا تقل خطورة عن الإساءة الجسدية

يستخدم البعض الإساءة اللفظية على الآخرين باعتبارهم أنها أخف ألم وشدة، بينما هي لا تقل خطورة عن الإساءة الجسدية كونها تلعب بمشاعر الشخص وتفقده الثقة بنفسه وتعرضه للاكتئاب الشديد ومنه إلى التفكير بالانتحار.

الإساءة النفسية بكل أنواعها تسبب آلام مبرحة قد تمتد طوال العمر عبر أمراض وعقد نفسية تعكس ما مر به الشخص من تجارب سيئة، فمن الصعب جدًا تجاوز الإساءة دون ترك ندب واضح يتأثر به الشخص المُساء،  ونادرًا ما يستطيع المرء الذي تعرض للإساءة متابعة حياته بهدوء وبشكل سليم.

الإساءة الدينية إهانة للعقيدة والرموز المقدسة. 

أخطر الإساءات وأسوئها في المجتمعات بشكل عام هي الإساءة الدينية، التي تُوجه نحو الرسل والأنبياء والكتب السماوية، خطيرة لما تحمله من انعكاسات تقسم المجتمعات بأكملها والدول إلى حزبين متنافرين، وسيئة لما تشعله من حروب اقتصادية في العالم، وهذا كله يؤدي بدوره إلى تدمير شعوب وحضارات كانت قوية في الماضي.

 لا يمكن اعتبار الإساءة الدينية مجرد تعبير عن رأي حتى وإن كانت تدل على فكر متطرف يعكس وضاعة صاحب الإساءة، فذاك  يهز إيمان راسخ عبر آلاف السنين ويُغضب فئة كبيرة من الناس سواء المسلم منها أو المسيحي أو اليهودي، إذ يعتبر إهانة العقيدة والرموز المقدسة أمر غير مسموح المساس به أو الاقتراب منه مهما كانت الظروف والوقائع.

الإساءة لا علاقة لها بالحرية

كل شخص مسؤول عن تصرفاته وأقواله ولا يمكن اعتبار أي تصرف أو قول من الحريات المتواجدة، نحن لسنا أحرار طالما نعيش في عالم مليء بالاختلافات من عدة نواحي كاختلاف الرأي والعقيدة والعرق والعمل والشخصية….

من غير الممكن أن تسيء لأحد ما أو تهينه وتشتمه بكل بساطة تحت عبارة حرية التعبير، مثل تلك النوع من الحرية تقودك إلى الكراهية، والكراهية بحد ذاتها قوة مدمرة لا شيء يستطيع التصدي لها أو الوقوف أمامها، هناك ضوابط وقوانين لنجاح العلاقات البشرية فيما بينها ومن أهمها الاحترام المتبادل.  

اللجوء إلى القانون قد يخلصك من المعاملة السيئة

عندما تتعرض للإساءة الأفضل لك الابتعاد بسرعة عن الطرف المسيء مهما كانت درجة قربه منك، وإياك أن ترد الإساءة  بالإساءة، فذاك يقحمك إلى التعامل بأسلوب الانتقام الذي يجردك من الأخلاق وراحة الضمير…

جرّب أن تلجأ إلى القانون كي يردع عنك الظلم، وإن لم ينصفك القانون الأرضي فما عليك إلا بالصبر والدعاء، فهناك قانون إلهي لا يفلت منه أي ظالم مهما ملك من جبروت.

الإساءة خارج السلم الأخلاقي

 الإساءة في مجملها هي عمل مشين غير لائق بالنفس البشرية العاقلة، فقد خلقنا الله عز وجل بشر متساوون بالحقوق، إذ لا يجوز لأي شخص انتهاك حق واحد من حقوق الآخرين مهما علت مرتبته من سلطة ومال، حيثما المرتبة الرفيعة هي درجة نصل إليها عندما نملك الأخلاق الفاضلة ونعمل بها على أنها جزء منّا وليست مجرد كلام متناقل عبر القصص والروايات ذات الطابع الديني.

بقلم: نور شحط

 

أضف تعليقك هنا