العادات الاجتماعية وقضية القبليات في الديات

لكل مجتمع ثقافته وعاداته التي تميزه عن الآخر

‏العادات الاجتماعيه في أي مجتمع ملتصقه به ولا يمكن فصل أي مجتمع عن أخلاقه وتصرفاته، الشيء الثابت بأن المجتمعات في جميع دول العالم مقسمه على اساس العرق والدين واللغه واللون، ‏فهناك مجتمعات تحرم عملا وتصرفا معينا وهناك مجتمعات تقر بعض العادات، فما هو سبب كل هذا لو اردنا الدخول والبحث في ثقافة أي مجتمع نجد أن الطبيعة في الدرجة الاولى هي من تساهم في تكوين المجتمع ونشر ثقافته، ففي اليابان عادات مختلفة يستغربها المجتمع الغربي ويندهش عند مشاهدة الناس يطبقونها، ففي هذا البلد ثقافة وتعامل الزوجه للزوج الى درجة العبودية في التصرف مختلفه هنا تقع الدهشه من الغرب عندما يشاهدون هذي التصرفات في المجتمع وخصوصيته، تكمن الدهشه من المقارنة بين الشرق والغرب ففي المجتمع الغربي المرأة لها استقلاليتها وتتعامل مع الزوج بالندية وأنا أعتقد بأن الحياة ظالمة في هذه الحالة، أما المجتمع الشرقي ومنه العالم العربي فهو مجتمع مختلف ومتناقض كل بلد حسب ثقافته ولكن فيه شيء مهم لا يمكن إغفاله بان أغلب الوطن العربي خضع للاستعمار الأجنبي ومنه اكتسب المجتمع بعض الثقافات إن لم يكن غيرته في كل ثقافته.

للسعودية ضوابطها الاجتماعية التي تحدد نمط حياتها

‏أما مجتمعنا هنا في المملكة العربيه السعوديه فهو مجتمع مختلف؛ لأنه لم يخضع للاستعمار فقط في المناطق المحيطة بالأماكن المقدسه مثل مكة والمدينة فهو مجتمع مختلط يتأثر بثقافة الحاج والمعتمر أما بقية مناطق المملكه فثقافة الرجل والمرأه متوارثه من جيل إلى آخر، لذلك عندما تشاهد تصرف مختلف ينفيها المجتمع ويكون الرد بأن هذي التصرفات عيب، ‏وكلمة عيب هي الحاضره في كثير من المواقف، والجدير بالذكر بأننا مجتمع محافظ ننكر التصرف الغلط ونقر الصح قانون اجتماعي قبل أن يطبق الأمر بأمر وقانون الدولة، ‏هنا التمايز والاختلاف بين مجتمع وآخر.

تطبيق القصاص العادل والتخلص من عادة الأخذ بالثأر التي كانت متوارثة في السعودية

‏ومن العادات المتوارثة قبل توحيد المملكه قضايا الثار وقضايا أن شخص يقتل في قبيلته ثم يتجور في قبيلة أخرى ويبقى هذا الانسان تحت حماية هذي القبيلة فلو حدث له مكروه تقوم من أجله حروب بين القبايل وتكبر المشكله ولا يعرف نهايتها،
‏انتهت هذي العادات مع توحيد الجزيرة العربيه على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -غفر الله له- ولأموات المسلمين، كان أول عمل أقامه هو القضاء على الفتن بسلطة قانون الدولة والشرع القاتل يقتل والسارق تقطع يده في حالة تعدد سرقاته، قانون وشرع الله، من هنا استقرت الدولة وعم الامن وكل شخص عرف حده بمعرفة عقوبته هذا النظام وتطبيق الشرع جعل الناس سواسيه وفي حالة التجاوز فالدولة هي من يطبق النظام، بهذا انتهينا من أزمة القتل والفتن وأخذ بالثار من أشخاص ليس لهم ذنب فقط ذنبهم الوحيد بأنهم ينتمون لهذي القبيلة، شرع الله كفل حق الجميع، وأصبحنا دولة ينظر لنا بدولة الحق والمساواة وردع كل التصرفات الخارجة عن النظام بعد أن كان الأمر قبل التوحيد بأن لا تغادر منطقتك إلى منطقة أخرى إلا بحماية ووجيه قبايل، كان الغدر والسلب والنهب موجودا وهو يعرف باسم “الحنشل” استقر أمننا بعد التوحيد وطبقة القوانين بقوة صارمه وعاش الجميع بامان لا فرق بين فرد واخر إلا بما يعمل ويقدم للمجتمع، كل هذا حدث في السابق في زمن قياسي.

انتشار ظاهرة دفع الديات والاستعطاف لرفع العقاب عن المجرم

هذا في السابق ونظام القبيلة أما في الوقت الحاضر بعد موت التعصب ونظام حياتهم القديمه بدأنا نشاهد نظام النخوه وطلب الديات المليونية بيع وشراء في الدم بعد أن يثبت قضية القاتل ويثبت القصاص فقط يثبت أهل المقتول مبلغ فلكي، ثم يبدأ الاستعطاف، وتصدير الحالة إعلاميا، من هنا بدأ الاختلاف والاستنكار، فمن قتل بعمد فعقوبته القصاص والجرم إذا حدث والمخدرات طرف فيه فهو جرم مكعب الأضلاع لأن حياة القاتل تسبب فسادا مجتمع لو أطلق سراحه، ما يعنينا هو مشاهد الاستعطاف المتكرره والتي نشاهدها كل يوم فهي لا تدل على حضارة ولا على وعي مجتمع، لذلك المفروض أن يوضع حد أعلى للديات وبعدها يجرم العمل فمن أعتق وصفح فأجره على الله، كمْ كنا سعداء بقيام النيابة العامه بوضع قانون تجرم وتعاقب بالسجن والغرامة الماليه لمن ينقل أو ينشر أحداث قضايا طلب العفو وطلب المال من أجل دفعه لرفع القصاص هذا القانون يجرم من ينشره مما يجعل التهاون في القتل ينتشر بضمان القبيلة والفزعه مهما كانت الديات، السعودية بلد متحضر والناس يراقبون أحداثنا من خلال الإعلام، فكونوا واعين لما تنشرون وتعرفون، بقي لنا أن نطلب الله في الستر، ونقول لشبابنا ابتعدوا عن الاندفاع فأنت تعيش في دولة تبهر العالم في نظامها وما تقدم للناس من صور حضارية راقيه، ‏نسأل الله السلامة للجميع والاستقرار في كل امر او تصرف.
‏⁧‫#فهد_الماضي‬⁩
‏⁧‫#نظام_المجتمع‬⁩

فيديو مقال العادات الاجتماعية وقضية القبليات في الديات

أضف تعليقك هنا