عقيدة الدم في الفكر الصّهيوني من خلال قراءة تحليلية لنصوص الكتاب المقدس العهد القديم

تنوعت الحروب الإنسانية على مر التّاريخ البشري، بتنوع غاياتها، وتعدد بواعثها، بحيث اختلفت وسائلها، وتعددت طرائقها بحسب الغايات والاستمدادات. ولعل أخطرها من حيث  الاستمداد ما كان منطلقها العقائد والقناعات، ومن حيث الغايات: التّطهير العرقي أو الديني، وتاريخ الحروب من هذا النوع خير شاهد على ذلك.

القتل بحجة التطهير الديني كما ورد في كتاب اليهود 

ولعلنا نخصص القول بذكر ما كانت غايته التّطهير الدّيني من منطلق اعتقادي دعت إليه نصوص الكتاب المقدس (المحرف) ورتبت عليه جزاء أخرويا يقرب صاحبها من الرب ويجعله في مرتبة القديسية، وهذا ما اصطلحنا عليه بعقيدة الدّم في النّص المقدس جمعت بين العهد القديم متمثلا في اليهود وبالأخص الصهاينة، والعهد الجديد متمثلا في النصارى.

من هنا نجد أنّ ما يحدث من عمليات إبادة جماعية، استئصالية، ممنهجة للشّعوب المسلمة عموما، والفلسطيني خصوصا، منطلقها ما استمده هؤلاء من مفردات الكتاب المقدس ليشكلوا  منها مضمونه الايديولوجي بما فيها تأسيسه لعقيدة الدّم وإصباغ صفة القداسة على سلوكيات فاعليها . وسوف نستعرض تلك النصوص المبيحة للقتل وسفك دماء الأطفال، والرضع، والنساء والرجال، بل المبيحة لقتل البقر والحمير وكل شيء، واقتلاع الشجر والحجر.

يعبر اليهود عن إلاههم في التوراة بـ ” يهوه” المسكون بكراهية الأجانب، والمتشبع بالروح الحربية، العنصرية، والهمجية، ورد في سفر صمويل الأول 15/2-3 (فَٱلْآنَ ٱذْهَبْ وَٱضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا  كُلَّ مَا لَهُ وَلَا تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ ٱقْتُلْ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا)

أوامر الرب يهوه بالإبادة الجماعية تتفاوت في درجات وحشيتها بحسب اختلاف المدن من حيث القرب والبعد ، فالبعيدة منها أقلّ وحشية منها من القريبة، ورد في سفر التثنية 20/13-15 (13 وَإِذَا دَفَعَهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَى يَدِكَ فَٱضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ. 14 وَأَمَّا ٱلنِّسَاءُ وَٱلْأَطْفَالُ وَٱلْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي ٱلْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ ٱلَّتِي أَعْطَاكَ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ. 15 هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ ٱلْمُدُنِ ٱلْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا ٱلَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلَاءِ ٱلْأُمَمِ هُنَا. 16 وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلَاءِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ نَصِيبًا فَلَا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا ) .

القتل كما تم تناولته نصوص الكتاب عن النبي موسى 

وفوجئ أهل مديان من أهل فلسطين بالجموع اليهودية المتعطشة للدم، والسبي، والنهب، تنهال عليهم بلا رحمة، ولا شفقة، كما ورد في سفر العدد 31/1-18 (وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ  …  فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ.  8 وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلَاهُمْ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِٱلسَّيْفِ. 9 وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلَاكِهِمْ. 10 وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِٱلنَّارِ. 11 وَأَخَذُوا كُلَّ ٱلْغَنِيمَةِ وَكُلَّ ٱلنَّهْبِ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ..).

بل أكثر من ذلك كما تصور لنا التوراة غضب موسى على قومه بسبب إبقائهم على النساء والأطفال أحياء، وأمره إياهم بقتلهم، والتطهر من نجاسة المعصية في الإبقاء عليهم ، والتي سببت لهم الوباء، ورد في سفر العدد 31/ 14-17 (فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلَاءِ ٱلْجَيْشِ، رُؤَسَاءِ ٱلْأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْمِئَاتِ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ ٱلْحَرْبِ» : 15 وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟،نَّ هَؤُلَاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلَامِ بَلْعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ ٱلْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ.  17 فَٱلْآنَ ٱقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ ٱلْأَطْفَالِ. وَكُلَّ ٱمْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ ٱقْتُلُوهَا. 18 لَكِنْ جَمِيعُ ٱلْأَطْفَالِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ )

ما ورد في سفر يشوع عن إباحة القتل

يقول الدكتور روبرت كوت أستاذ اللاهوت جامعة سان فرانسيسكو : ( إنّ معظم سفر يشوع مثير للإشمئزاز، فهو ينطلق من التطهير العرقي، وانتزاع الملكية بطريقة همجية من السكان الأصليين، وإبادتهم إبادة جماعية، وذبح النساء، والأطفال، وجميع ذلك يتم بأوامر من الله) [1].

ولما تولى يوشع الأمر بعد موسى عليه السلام مضى على منواله (حسب التوراة المحرفة ) في الإبادة والسلب، وبيّن له حدود دولة يهودا بين النهرين ، أراضي الحيثيين ، ورد في سفر يشوع 1/1-5 (  وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ ٱلرَّبِّ أَنَّ ٱلرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنَ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلًا: مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَٱلْآنَ قُمْ ٱعْبُرْ هَذَا ٱلْأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هَذَا ٱلشَّعْبِ إِلَى ٱلْأَرْضِ .2 ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. 4 مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ هَذَا إِلَى ٱلنَّهْرِ ٱلْكَبِيرِ نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ، جَمِيعِ أَرْضِ ٱلْحِثِّيِّينَ) ، إلى أن قال لهم : 6/21(وَأَخَذُوا ٱلْمَدِينَةَ. 21 وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي ٱلْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ، حَتَّى ٱلْبَقَرَ وَٱلْغَنَمَ وَٱلْحَمِيرَ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ )

وواصل يوشع عملية الإبادة بمباركة الرب وانتقل من أريحا بعد أن حرقها وقتل الرضع والأطفال والنساء وذبح الرجال إلى ما بعدها من المدن ، ورد في سفر يوشع 8/21-26 (وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱلْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ ٱلْمَدِينَةَ، وَأَنَّ دُخَانَ ٱلْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ، ٱنْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22 وَهَؤُلَاءِ خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ، فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، هَؤُلَاءِ مِنْ هُنَا وَأُولَئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلَا مُنْفَلِتٌ. 23 وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيًّا وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24 وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي ٱلْحَقْلِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ. 25 فَكَانَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ٱثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ) .

استمرار اليهود بالقتل على نهج صموئيل الأول

وبعد وفاة يوشع استمر اليهود في عمليات القتل المقدس بقيادة النبي صمويل الأول، ورد في سفر صمويل الأول 15/1-3 (وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ إِيَّايَ أَرْسَلَ ٱلرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَٱلْآنَ فَٱسْمَعْ صَوْتَ كَلَامِ ٱلرَّبِّ. 2 هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ ٱفْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي ٱلطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3 فَٱلْآنَ ٱذْهَبْ وَٱضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُو كُلَّ مَا لَهُ وَلَا تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ ٱقْتُلْ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارً).

 –ولمّا عفى صمويل عن العماليق وأخذ عنهم البقر والغنم فداء ، غضب منه الرب وعزله من ملك شعبه، وعيّن داوود ملكا عليهم بشرط سفك الدمّ المقدس ، وكان مهر داوود من ابنة ميكال مائة ألف من أعضاء الفلسطينيين، ورد في سفر صمويل الأول 18/25-27-28(فَقَالَ شَاوُلُ هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ ٱلْمَلِكِ بِٱلْمَهْرِ، بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلِٱنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ ٱلْمَلِكِ….. حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُلٍ، وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ ٱلْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ٱبْنَتَهُ ٱمْرَأَةً ) .

أشكال من الوحشية في القتل

وتنوعت وحشية القتل من السيف إلى النشر بالمناشير لتلبي تعطش الرب للدماء ورد في سفر صمويل الثاني 12/31 ( وَأَخْرَجَ ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ ٱلْآجُرِّ، وَهَكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) .

حتى الحوامل لم تسلم من القتل عن طريق شقّ البطون، ورد في سفر هوشع 13/16 (16 تُجَازَى ٱلسَّامِرَةُ لِأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِٱلسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَٱلْحَوَامِلُ تُشَقُّ.) .

مذابح اليهود لم تتوقف إلى الآن

هذه النّصوص المقدسة من كتبهم المحرفة-  والتيّ لا يسمح المجال بسردها كلها، وإنّما اكتفينا بالتّدليل فقط على ما ورد في بعضها من تغذية روح الكراهية، والعدائية، والتّعطش للدّماء البريئة – هي من تغذي عقول المتطرفين منهم، وتدفعهم للقتل المقدس باسم التوراة ، إذا أردنا أن نعود من غياهب الإفك التوراتي، إلى العدوان الوحشي الصِّهْيَوْنِي نجد أنّ الأمس البعيد شبيه بالأمس القريب، يذكر المؤرخ اليهودي يتسحاقي أنّ القوات اليهودية ارتكبت خلال عام 1948 نحو عشرة مذابح كبرى بلغ عدد قتلى كل مذبحة أكثرمن خمسين قتيل ، ونحو مائة مذبحة صغيرة [2]، والمذابح منذ عهد النكبة لم تتوقف أبدا، نذكر منها مذبحة دير ياسين أبريل 1948م التي قتل فيها 250 فلسطيني، معضمهم من الشيوخ، والنساء، والأطفال، ودفنت جثثهم في مقابر جماعية ، وقد كتب الاسرائيل تيدي كاتز عن مجزرة الطنطورة ، والتي راح ضحيتها ما بين 250 ..300 ضحية، وقد زامن احتلال فلسطين عام 1948 ، أنّ القوى المهاجمة كانت تنزع أقراط النساء  مع آذانهنّ بالسكاكين بعد اغتصابهنّ[3] .

وقد جاء في شهادة أحد المشاركين في القتل الجماعي للسّكان قوله: (قتل ما بين 80 و 100 من النساء والأطفال وكانوا يقتلون الأطفال بتحطيم جمامهم بالعصي، لم يكن ثمة بيت يخلوا من الجثث، كان رجال القرية ونساؤها يحشرون في المنازل دون طعام أو ماء ثمّ يقوم رجال التدمير بنسف المنازل) [4]

القتل أمر مشروع في فكر وعقيدة اليهود

فإنَّنا نجدُ أنّه خلال أحداث غزة الأخيرة وما رأيناه من قتل، ودمار، وتشريد، وتهجير قسري للآمنين من الناس، ما هي إلاّ وقائع وأحداث تستمد مبرراتها من نصوص دينية محرفة، وعقائد لاهوتية مزيفة، وقد أفتى الحاخام “يسرائيل روزين”، رئيس معهد “تسوميت”: أنّه يجب تطبيق حكم “عملاق”، على كل من تعمل كراهية إسرائيل في نفسه، ويصرح بتحديد “عملاق هذا العصر”، بقوله: “إنهم الفلسطينيون ”

وقد دعا “مجلس الحاخامات” في فِلَسْطين المحتلَّة الحكومة اليهودية إلى إصدار الأوامر بقتْل المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن “التوراة” تجيز قتْل الأطفال والنساء في زمن الحرب. ومنه نخلص أنّ عقيدة الدمّ في الفكر الصهيوني ما هي إلاّ مرآة عاكسة لفكر متطرف مستمد من نص ديني يقوم على مبدأ الإرهاب والقتل والتشريد.. إنّهم يتقربون بدمائنا، ويتلذذون بقتلنا، وقتل أطفالنا.

  • [1] -الجريمة المقدسة من إيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني: عصام سخنيني ، المركز العربي للأبحاث ،بيروت – لبنان- ، ط1/2012م  ص 45 .
  • [2] – المرجع نفسه ، ص 96.
  • [3] – المرجع نفسه، ص97.
  • [4] – المرجع السابق : ص99

فيديو مقال عقيدة الدم في الفكر الصّهيوني من خلال قراءة تحليلية لنصوص الكتاب المقدس العهد القديم

أضف تعليقك هنا

محمد يسين لهلالي

ليسانس فقه وأصول -
إمام وخطيب