وا أسفاه على أرباب العربية!

نظرة فاحصة عن أسباب انحطاط أمةٍ مَا، تخبرنا أن من أهمها: كثرة الجهل، وغربة العلم، والمعرفة!. ومن هنا نرى سبب تدهور أمتنا في الحضيض من حديث”لن تضلوا ما تمسكتم بهما; كتاب الله وسنة رسوله” أوضح من أن توضح…ولكن قد نتساءل: من أي باب نفضي إليهما؟

باب علوم اللغة العربية هو القران والسنة

هل يشك أحد أن الباب هو: علوم اللغة العربية؟! هل تعرف أن سبب وجود العربية الفصحى هو: القرآن والسنة؟!. لهما فضل عظيم جدا في صيانة اللغة العربية الفصحى، وبلاغتها، وروعتها. ولكن هذا ما دام الناس يتعاهدون بهما دراسة وبحثا…فإذا زينو بهما الرفوف المهملة… قامت قيامتها…!!وهذا أمر شاهد عيان…نراه بأم أعيننا.

والله كم تتوق نفسي إلى تصفح مقالات الناس، وبحوثهم، وكذا مدوناتهم…ولكن…سرعان ما تحدثني النفس بركاكة ألفاظها، وسخافة كلماتها، وغثاثة عباراتها، وسقم أسلوبها، وطريقتها السوقية العامية….فيخشى قلبي أن تطير بما علق بذهني شيء من اللغة والأدب…فأصبح أجوف، خالي الجيب!!.

ماذا يقول صاحب تذكرة الكاتب

يقول صاحب “تذكرة الكاتب” : “إن الخظأ اللغوي يتسع كل يوم نطاقه، ويرتفع فوق أرباب اليراع رواقه”. ويقول: لغة الدواوين: هي الأسلوب الذي عبثت به الركاكة، ولعبت به، وأكلت عليه السخافة، وشربت”..!! ثم عبر بما يخطر ببالنا كل ثانية: “الذين يغارون على اللغة العربية: يهمهم جدا أن يظل كل ما يكتب فيها متكملا شروط الفصاحة، والبلاغة، وخاليا من آثار الضعف، والسخافة”…

والله لقد بلغت هذه اللغة المباركة من الركود، والجمود مبلغا لم تبلغه لغة أخرى..فحتى مع كون الأساليب العامية – في البنغالية والأردية أو الأخرى – متشبعة متداخلة، إلا أن أهلها لا يستسيغون كتابتها، والخطبة فيها… بل يتقززون من فاعلها; وهو عندهم كالذي ليس في العير، ولا في النفير…!!

فأين غيرتكم يا عرب؟! الأعاجم يتشبثون دائما بالفصحى في مقالاتهم وخطبهم حتى محادثاتهم ويعيرون في خطأ واحد! عار عليكم أين أنتم!؟

 

أضف تعليقك هنا